لهذا السبب تسعى الإمارات لربط الصراع الإيراني الخليجي بحرب اليمن
المساء برس – خاص| زعم الوزير الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن التهديدات التي تطول مضيق هرمز والملاحة في البحر الأحمر عبر باب المندب أنها تهديدات واحدة.
وقال في تغريدة على “تويتر”: “لا يمكن لنا في السياق الجيوسياسي إلا أن نفهم أن التهديدات الإيرانية بشأن مضيق هرمز مرتبطة بالاعتداءات الحوثية ضد الملاحة في البحر الأحمر، هي علاقة بين الموجّه والتابع، أدركنا طبيعة الخطر الحوثي وواجهناه”.
وتسعى الإمارات عبر وسائل إعلامها إلى ربط الحرب في اليمن ومقاومة قوات حكومة صنعاء وجماعة أنصار الله للتحالف السعودي الإماراتي بالصراع الإقليمي بين إيران ولبنان من جهة وخصومهم “إسرائيل وحلفائها في المنطقة من السعودية والإمارات” من جهة ثانية، حيث تزعم أن القصف الذي طال البوارج الحربية وناقلات النفط السعودية في باب المندب بصواريخ مطورة محلياً من قبل قوات صنعاء وأنصار الله الأسبوع المنصرم، تزعم الإمارات أنها هجمات جاءت برغبات إيرانية وأن جماعة أنصار الله تتبع إيران، مستخدمة هذا التبرير كذريعة لاستمرار سيطرتها العسكرية على السواحل الجنوبية والجنوبية الغربية لليمن ومضيق باب المندب.
وكان قرقاش قد قال في كلمة ألقاها أمام مؤتم في أحد مراكز الأبحاث في لندن قبل يومين أن بلاده لم تعد تثق بأهم حلفائها من القوى العظمى المشاركة في القتال باليمن، مبدياً استعداد الإمارات لتحمل المزيد من العبء في الشرق الأوسط لأنها لا تستطيع الاعتماد بعد الآن على العمليات العسكرية لحليفتيها الولايات المتحدة وبريطانيا حسب قوله.
ووفق محللين سياسيين مناهضين للسعودية والإمارات وآخرين موالين للتحالف منهم يمنيين تابعين لحزب الإصلاح فإن مجمل تصريحات المسؤولين الإماراتيين بينهم قرقاش تؤكد وجود نوايا لممارسة احتلال وسيطرة عسكرية إماراتية على اليمن بعيداً عن الهدف المعلن الذي دخلت بموجبه الحرب في اليمن وهو استعادة ما يسمى “الشرعية”.
الوزير الإماراتي قرقاش ذهب إلى ما هو أبعد من الاحتلال العسكري الإماراتي لليمن فقد صرح في وقت سابق أن قوات بلاده باقية في اليمن حتى وإن توصلت الأطراف إلى حل سياسي، وقال قرقاش الشهر الماضي في مقابلة مع صحيفة “ديفينس ون” الأمريكية إنه بعد التوصل لحل سياسي في اليمن ستكون هناك حاجة لوجود عسكري محدد من قوات التحالف لمحاربة القاعدة وحماية الدولة اليمنية مضيفاً: “الدولة اليمنية التي ستنشأ بعد تنفيذ الحل السياسي ستكون في بداياتها ضعيفة، وستتعرّض لمضايقات شديدة إذا لم نتطرّق لمسألة الإرهاب”.
وفيما يبدو فإن تصريحات الإماراتيين واعتبارهم مقاومة اليمن للتحالف ومهاجمة قوات صنعاء للبوارج والسفن التابعة للتحالف السعودي الإماراتي في البحر الأحمر وباب المندب بأنه تبعية لإيران، يأتي من باب التغطية والتبرير لاستمرار الوجود العسكري الإماراتي في باب المندب والسواحل اليمنية حتى بعد انتهاء الحرب والتوصل لحل سياسي بين الأطراف، الأمر الذي يؤكد عدم وجود أي ارتباط أو علاقة بين التصعيد الإعلامي والتهديدات المتبادلة بين إيران والسعودية ومعها الإمارات وبين ما يحدث في اليمن حرب، كما أن تزامن الهجوم اليمني على بواخر السعودية في باب المندب مع تهديدات إيران بإغلاق مضيف هرمز أمام ناقلات النفط السعودية على خلفية الصراع المتصاعد بين الطرفين لا يعتبر دليلاً على أن الحرب والتصعيد الذي تقوده الإمارات في اليمن وسعيها لاحتلال مدينة الحديدة استدعى من مقاتلي أنصار الله وقوات صنعاء الرد على أي تهديدات تطال الساحل الغربي لليمن.