“تقرير “..تعز منازل النازحين من مساكن مدنية إلى سجون وثكنات عسكرية”
المساء برس : محمد عارف|حينما اندلعت الحرب في محافظة تعز عام 2014 نزح الالاف من مدينة تعز هربا من جحيمها ، لكن بعد طول فترة الحرب ،اجبر الكثير من النازحين من العودة إلى منازلهم في المدينة ، لكن ما إن عادوا إلى منازلهم وقد تغير الحال و أصبحت المنازل تحت سيطرة فصائل التحالف الذين حولوها إلى ثكنات عسكرية وسجون خاصة ، رافضين أخلاءها وطالبوا أصحابها بدفع أموال كبيرة من أجل الخروج تحت مبرر” الحماية”
حي الجمهوري والمسبح.
يعد حي الجمهوري والمسبح من الأحياء التي لم تصلها المواجهات ، لكن المئات من المدنيين غادروا منازلهم ، لتصبح تلك المنازل ثكنات عسكرية لفصائل التحالف .
بحسب مصادر محلية تحدثت للمساء برس ” سيطر مسلحون الإصلاح على العشرات من المنازل في حي المسبح وتمترسوا فيها ، منذ اكثر من سنتين، وتضيف المصادر ” عاد الكثير من النازحين إلى منازلهم في المسبح ، لكن المسلحين رفضوا الخروج ، وطلبوا مبالغ خالية للخروج بحجة ” مقابل الحماية”
وأشارت المصادر ” ان منازل المدنيين في ” المسبح ” سيطر عليها أيضا ” لواء الصعاليك ، الذي سيطر على الكثير من الفلل الضخمة لرجال أعمال ومغتربين ،وحولوها لثكنات وغرف عمليات وسجون .
وأضافت المصادر في منطقة الجهوري سيطر القيادي في لواء الصعاليك عزام عبد فرحان، نجل القائد العسكري للإصلاح بتعز المكنى بسالم والمعين بقرار جمهوري مستشار قائد محور تعز، سيطر على منزل عبد الرحمن القرشي في منطقة الجهوري، المنزل عبارة عن فلة ضخمة مطلة على المدينة ، تم اقتحامها من قبل نجل سالم قبل بعد مغادرة القرشي للمدينة قبل ثلاث سنوات ، وأضاف المصدر ” طالب القرشي بخروج المسلحين لمنهم رفضوا وطلبوا مبلغ 30 مليون ريال مقابل ما اسموه ” الحماية”.
وفي المنزل المجاور للقرشي سيطر أيضا مسلحو الإصلاح على فلل أخرى ورفضوا تسليمها حتى اليوم.
وتحدث محمود سعيد أحد أصحاب المنازل التي سيطرت عليها فصائل التحالف ” قبل ثلاث سنوات غادرت المدينة انا وأطفالي هربا من الحرب ، وتركت منزلي في حي الجمهوري ، وبعد سنة ونصف قررت العودة ، وحينما عدت ، وجدت المنزل وقد اصبح ثكنة عسكرية، طلبنا المسحلين بالخروج ، لكنهم رفضوا ، وقالوا نحن في حرب ، وانت تهم منزلك ، ويضف بعد ان تعبت واصابني اليأس من أعادت منزلي استأجرت منزل أخر ، فتخيل ان تطرد من منزلك وتبحث عن منزل أخر يأويك انت وأطفالك .
ويعد حي الجمهوري والمسبح أكثر الاحياء التي سيطرت فصائل التحالف على منازل المدنيين .
حي التحرير وشارع جمال.
سيطرت أيضا فصائل التحالف في حي التحرير وشارع جمال على عشرات المنازل للمدنيين .
يقول محمد قاسم دبوان للمساء برس ” قبل ثلاث سنوات تركنا منزلنا في حي التحرير ، وذهبنا إلى القرية ، وبعد سنتين من الحرب ، عدنا إلى المدينة ، لنتفاجأ ان منزلنا قد اصبح تحت سيطرة مسلحين يتعبون ” المقاومة ” حيث كسروا الأقفال وسيطروا عليه وقاموا بتسكين عوائلهم .
ويضيف دبوان ” طلبنا منهم الخروج لكنهم رفضوا وطلبوا مبلغ 10 مليون ريال مقابل حماية ، وحينما طلبنا منهم دفع الإيجارات كون المنزل عبارة عن عمارة ثلاث دور ، رفضوا وقالوا لن ندفع وأذهبوا أينما شئتم ، تحركنا على أكثر من جهة ، وقدمنا الوساطات من أجل خروج المسلحين لكن لا فائدة ،، ذهبنا إلى مقر الإصلاح وأيضا أبو العباس ، لكن كل ما خرجنا به وعود لم تحقق حتى الأن.
وبحسب مصادر محلية تحدثت للمساء برس ” هناك عشرات المنازل في المدينة سيطرت عليها الفصائل وحولتها إلى سجون خاصة ، ومقر إقامة لبعض القادة خصوصا الفلل .
المحافظ أخر أمل .
بعد ان يأس الكثير من النازحين العودة إلى منازلهم بعد رفض مسلحي التحالف اخلاءها ، قاموا بتقديم شكاوى للمحافظ المعين من هادي ” محمود الجنيد ” مصدر مقرب من المحافظ قال للمساء برس” هناك عشرات الشكاوي من المواطنين وصلت إلى مكتب المحافظ قبل شهرين ، تتحدث عن قيام جماعات مسلحة تتبع” المقاومة ” بالسيطرة على منازلهم اثناء غيباهم ، ورفضهم الخروج منها إلى بمبالغ مالية كبيرة.
وأضاف المصدر ” المحافظ بدأ بالتواصل مع قيادات الفصائل خصوصا الإصلاح ، تلقى وعود بحل المشكلة قبل تصاعدها .
أما مازن الصلوي فيقول لمساء برس ” انا أحد المتضررين ، فمنزلنا الكائن بشارع جمال ، تم تحويله لثكنة عسكرية من قبل مسلحي التحالف ، اثناء غيابنا ، ومنذ سنتين ونحن نطالبهم بالخروج ، وقد قدمنا عشرات الشكاوي لكافة قيادات الفصائل لكن دون جدوى ، وهذا ما دفعنا في أخر المطاف لرفع شكوى للمحافظ لعله يستطيع إيجاد حل لنا ، فهو الأمل المتبقي ، ونتمنى أن لا يخذلنا كما خذلونا السابقيين ، خصوصا ونحن مشردين في القرية لم نستطيع الرجوع إلى منزلنا.