صراع السعودية ضد إيران له علاقة مباشرة بأحداث المهرة الأخيرة
المساء برس – خاص| أوائل يونيو الماضي كشفت مصادر قبلية في المهرة عن قيام شركة أرامكو النفطية السعودية بإجراء مسوحات ودراسات ميدانية في محافظة المهرة جنوب شرق اليمن تمهيداً لمد أنبوب نفطي يصل من السعودية إلى البحر العربي.
وفيما لم تتأكد تلك المعلومات بشكل موثق حتى الآن، إلا أن أبناء محافظة المهرة بدأت أصواتهم تتصاعد منذ ذلك التوقيت مطالبة بخروج القوات السعودية والإماراتية المسيطرة على منفذ شِحِن البري مع عمان وميناء نشطون وصرفيت بالإضافة إلى بسط السيطرة على مطار المدينة الرئيسي، رغم أن هذه السيطرة ليست وليدة اليوم والتواجد العسكري السعودي والإماراتي تجاوز التسعة أشهر، وهو ما يدفع إلى التساؤل عن أسباب تصعيد أبناء المهرة لمطالبهم بخروج قوات التحالف في هذه الفترة تحديداً.
وفقاً للتسريبات غير المؤكدة فإن أرامكو السعودية بدأت بتنفيذ مشروع الأنبوب النفطي المزمع وصله من منطقة الخراخير على الحدود بين اليمن والسعودية وصولاً إلى موانئ المهرة، وأجرى فريق فني من الشركة دراسة للمنطقة التي يفترض مد الأنبوب عبرها وسط تكتم شديد وتحت حماية القوات العسكرية التابعة للتحالف التي تمنع إلى حدٍ كبير تواجد أي مواطنين محليين من أبناء المهرة خاصة في الميناء والمطار، كما هو الحال في ميناء بلحاف بشبوة ومطار الريان بالمكلا.
وتسليماً بما سبق، فإن الأحداث الأخيرة في المهرة والمتمثلة باعتصام مفتوح لأبناء المحافظة منذ أسبوع للمطالبة بخروج قوات التحالف من المنافذ الحيوية البرية والبحرية، ليست سوى مطالب ظاهرية، بينما الصراع الرئيسي على علاقة بالصراع بين السعودية وإيران أو بالأحرى التحرش السعودي ضد إيران إن صح التعبير، إذ يرى مراقبون أن لجوء السعودية لمد أنبوب النفط في هذه الأثناء واستعجالها في ذلك دون انتظار أي نتائج لمآلات الحرب في اليمن، يعد مؤشراً على أن السعودية بدأت في الإعداد لحرب تكون السعودية وكيلة لأمريكا ضد إيران، وبما أن الأخيرة تتحكم جغرافياً بمضيق هرمز وهو المضيق الذي تخرج عبره معظم الكمية التجارية المصدرة من النفط السعودي، فإن على الرياض البحث عن حل آخر لتصدير النفط واستخدام طريق أخرى غير الطريق المارة بمضيق هرمز، وبما أن الحرب قد ينتج عنها إغلاق إيران لمضيق هرمز أمام الشحنات النفطية السعودية كوسيلة من وسائل الحرب المشروعة ضد عدو كهذا، فإن الحل الوحيد أمام السعودية هو مد الأنبوب النفطي من السعودية إلى السواحل الجنوبية اليمنية وهو ما مثل هدفاً استراتيجياً للرياض لطالما حلمت بتحقيقه منذ زمن.
ويبقى التساؤل الأكثر طرحاً حتى الآن: هل تقف إيران خلف الاحتجاجات اليمنية الأخيرة في المهرة ضد التواجد العسكري السعودي الإماراتي في المحافظة بهدف منع تنفيذ الرياض لمشروعها وبالتالي تحررها من عقبة “منفذ هرمز”؟ وهل لسلطنة عمان دور في ذلك؟ وهل تدعم إيران عبر عمان مشائخ قبليين داخل المهرة لمناهضة التواجد العسكري للتحالف؟.
يرى مراقبون أن احتمال أن تكون إيران واقفة من بعيد خلف أبناء المهرة للدفاع عن محافظتهم وتحريرها من التواجد العسكري للتحالف، وارداً، وأن تكون العلاقات القوية بين إيران وعمان ومن ثم العلاقات القوية بين أبناء المهرة والعمانيين قد استُغلت إيرانياً لضرب مخطط السعودية قبل بدء تنفيذه ومن دون أن تكون إيران في الواجهة، وبالنسبة لأبناء المهرة فإن أي قوة تمد يدها لمساعدتهم في مواجهة النفوذ السعودي والإماراتي شريطة عدم المساس بالسيادة، ستجد طريقها بسهولة إلى المهرة وقبائلها.