تقرير خطير لمعهد الأمن القومي الإسرائيلي: مصلحتنا في اليمن
المساء برس – ترجمة خاصة| كشف تقرير لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي عن أن هناك مصلحة واضحة لإسرائيل بأن “تكون يد التحالف العربي في اليمن هي العليا”، وأنه إلى جانب التواجد العسكري الإسرائيلي في أرتيريا فإن إسرائيل لها قدرة على الوصول الاستخباري في الساحة اليمنية.
وحذر التقرير الذي ترجمه حصرياً “المساء برس”، كبار المسؤولين الإسرائيليين من أن انتصار “أنصار الله” في اليمن هو أكبر تهديد لأمن إسرائيل كون اليمن وهو البلد المطل على مضيق باب المندب الهام بالنسبة لإسرائيل، ستتحول إلى محطة ترانزيت للتهريب إلى حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
ولفت التقرير إلى أن البحر الأحمر وخصوصاً القسم الجنوبي المطل على باب المندب أصبح منطقة تنافس بين القوى العظمى والقوى الإقليمية، وأضاف: “لم يكن هناك أي تعطل في مسارات الشحن والطيران الإسرائيلية، التي تربط إسرائيل بالمحيط الهندي والشرق الأقصى وأفريقيا. ومع ذلك، يجب على أولئك المنخرطين في صنع القرار بشأن القضايا الاستراتيجية في إسرائيل أن يدركوا هذه الساحة بشكل متزايد وأن يفكروا فيما إذا كان يجب استثمار الموارد العسكرية والسياسية لمنع تحقيق التهديدات المحتملة ضد إسرائيل في هذه المنطقة، وخاصة من جانب إيران وحلفائها الحوثيين في اليمن”.
الحرب في اليمن
وتحت عنوان “الحرب في اليمن” أورد التقرير أن “من وجهة نظر إسرائيل، فإن مصدر الخطر الأكثر إثارة للقلق هو إيران. بالفعل في العقد الماضي، زادت إيران وجودها البحري في خليج عدن، مدعية أن قواتها كانت هناك لمحاربة القراصنة. كما عززت علاقاتها مع السودان وجيبوتي وإريتريا، بحيث تمكنت من الحفاظ على وجود عسكري نشط في البحر الأحمر، مع خيار استخدامها لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، بما في ذلك عن طريق تهريب الأسلحة إلى العناصر الفلسطينية”، وأضاف التقرير: “كما لا تزال إيران تطمح إلى الوجود البحري في البحر الأحمر، كما يتضح من زيادة مساعداتها للحوثيين”.
الحوثيون هاجموا سفن أمريكية وسعودية بصواريخ مضادة للسفن
واعتبر التقرير الإسرائيلي أن هناك تهديداً جديداً لحرية الملاحة ظهر في البحر الأحمر بسبب الحرب في اليمن والتي “اتخذت طابعاً إقليمياً مميزاً” حسب وصفه، وأضاف التقرير أن جماعة أنصار الله والجيش اليمني، الذين وصفهم بـ”المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران”، قاموا “بزراعة الألغام على طول سواحل اليمن، واستخدموا القوارب المتفجرة والصواريخ المضادة للسفن لمهاجمة السفن البحرية الأمريكية والسعودية في المقام الأول، وفي مناسبة واحدة على الأقل (في أبريل 2018) ضربت ناقلة نفط سعودية”.
مصلحة إسرائيل في أن تضمن بقاء يد التحالف في اليمن هي العليا
وتطرق التقرير الاستخباري الإسرائيلي إلى التصعيد العسكري الذي تقوده الإمارات مؤخراً في الساحل الغربي لليمن، حيث اعتبر التقرير أن “تحكم السعودية والإمارات في مدينة الحديدة سيشكل زخماً عسكرياً ومعنويات أكبر، كما سيساعد هذه الدول على الضغط على الحوثيين ومؤيديهم في إيران للموافقة على العودة إلى المفاوضات”.
وقال التقرير إن “لدى إسرائيل مصلحة واضحة في ضمان أن يكون للتحالف العربي في اليمن اليد العليا”، معتبراً جماعة أنصار الله التي وصفها بأنها “فيلق القدس الإيرانية وحزب الله في اليمن”، أنها “تشكل تهديداً للمصالح الإسرائيلية ويمكن أن تشكل تهديداً لحركة الملاحة البحرية من وإلى إسرائيل”، مضيفاً أن عدم إنهاء هذا التهديد “يمكن أن يتحول اليمن إلى ترانزيت لتهريب السلاح إلى حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة بدلاً من السودان”، فيما ورد ذكر السودان في التقرير من أنها باتت متقاربة مع السعودية بدليل طردها للسفير الإيراني وفقاً لرغبة السعودية وإرسالها للمقاتلين السودانيين للقتال مع التحالف في اليمن ضد “المتمردين الحوثيين”.
وفيما تطرق التقرير إلى التواجد العسكري الإسرائيلي في أرتيريا، كشف تقرير معهد الأمن القومي الإسرائيلي لأول مرة عن “قدرة وصول استخبارية إسرائيلية في الساحة اليمنية”، مضيفاً بأن “الحوثيين سبق وأن هددوا بالهجوم على هذه المنشئات الإسرائيلية”، في إشارة إلى القاعدة العسكرية الإسرائيلية في أرتيريا والمصالح الإسرائيلية مع حلفائها في المنطقة وربما اليمن أيضاً، وخصوصاً جزيرة ميون اليمنية المتحكمة بمضيق باب المندب والتي ورد ذكرها في التقرير ذاتها بأنها أصبحت قاعدة عسكرية للإمارات وتم فيها إنشاء مرابض للطائرات ومدارج طيران ومنشئات عسكرية أخرى.