مبادرة الميناء القديمة “إشراف أممي مقابل المرتبات”
المساء برس – وما يسطرون – جمال عامر| يتم الحديث عن المبادرة حول ميناء الحديدة باعتبارها حدث جديد جاء نتيجة لفتح التحالف جبهات جديدة في الساحل الغربي باتجاه مدينة الحديدة.
مع ان مطلب مثل هذا كان قد تبناه المبعوث الأممي السابق اسماعيل ولد الشيخ باعتباره بوابة للحل السياسي بحسب مانقله عن هادي والتحالف.
وأذكر ان نقاشا حول ذات الموضوع دار بيني وبين ولد الشيخ في القاهرة في يوليو من العام الماضي وكان السقف آنذاك يتمثل بطلب إشراف أممي على الميناء وانسحاب قوات سلطة صنعاء الى مسافة يتم الاتفاق عليها خارج المدينة وذكر حينها ان التحالف برر طلب الانسحاب باعتبار ان بقاء المسلحين يبقي الميناء تحت التهديد وهو ذات ما يتكرر اليوم.
وحين سألته عن مقابل تخلي صنعاء عن رئتها الوحيدة رد بأن المقابل سيكون صرف المرتبات.
وبعد نقاش طويل لم اسمع منه عن ما يمكن عدها رؤية او حتى مدخل لحل بقدر ما بدى انه يحمل مهمة لتحقيق نصر بلا كلفة.
سألته اذا كانت الأمم المتحدة لم تستطع اعادة فتح مطار مع انه حق قانوني وانساني فمن سيثق بقدرتها على فرض اتفاق اشمل.
وما اعلمه بل وكنت شاهدا عليه ان اعلى قيادة في انصار الله كانت وافقت على رؤية اشمل تقدم بها مسؤول كبير بحكومة هادي في فبراير الماضي تقضي بتسليم كل ايرادات الدولة الى البنوك المركزية في المحافظات مقابل تسليم المرتبات وكان الشرط الوحيد ان تكون الخطوة الأولى من محافظة مأرب وبحيث تكون التالية العاصمة وهنا تفاصيل ليس الوقت موات لسردها.
المبعوث الجديد غريفث حمل نفس المطلب بتسليم الميناء لإشراف اممي بالتوازي مع تطور المواجهات في الحديدة.
وسمع ذات الرد وهذه المرة من قائد انصار الله بالتعاطي مع المقترح بمشاركة حكومة صنعاء وبما يؤدي الى اسقاط ذرائع التحالف بكون الميناء بوابة لتهريب الاسلحة ودون ان يربط بالانسحاب من المدينة الا في حال كان ذلك ضمن خطة سلام شاملة.
حين اعاد التحالف طلب تسليم الميناء ومعه المحافظة بكامل مديرياتها وهذه المرة باعتباره مطلب اماراتي، كان واقعا في وهمه المرضي بتحقيق النصر الخاطف خلال ساعات، وهي فرصة مددتها الامم المتحدة لأسابيع دون جدوى.
قوات التحالف اليوم تعيش مأزق التهور غير المحسوب في ارض وساحل واحراش تحولت الى اشراك يتداخل بعضها في بعض.