مبادرة غريفيث لإنقاذ الحوثيين أم التحالف وما وضع الطرفين في الحديدة؟
المساء برس – تقرير خاص| بالنظر إلى المعطيات العسكرية الحقيقية على الأرض فإن السيطرة الفعلية والمتمكنة هي لصالح قوات حكومة صنعاء والحوثيين والاختراق الذي حققته الألوية الموالية للإمارات على الشريط الساحلي كان قد وصل تخوم مطار الحديدة ولم تتمكن تلك القوات من السيطرة الفعلية على المطار.
هذا الاختراق غير المدروس الذي كان قد تحقق للتحالف في الشريط الساحلي جنوب الحديدة لم يدم طويلاً، حيث خسرت الإمارات التي تقود التصعيد في الساحل الغربي هذا الاختراق تدريجياً بعد حشد صنعاء لقواتها والقبائل الشمالية الغربية الذين هبوا لمساندة قبائل تهامة إلى جبهة الساحل وهو ما انعكس سلباً على قوات التحالف التي خسرت المئات من المقاتلين بنيران قوات الإنقاذ، هذا بالإضافة إلى الغارات الجوية الخاطئة التي استهدفت من كانوا ينسحبون من حلفاء الإمارات من الجبهات بعد تخلي الإمارات عنهم وعدم مقدرتها على إمدادهم بالسلاح والذخائر، ليتبع ذلك كله أيضاً إطباق قوات صنعاء على المقاتلين الموالين للإمارات حصاراً خانقاً في أكثر من منطقة في الساحل وقطع خطوط الإمداد عليهم منذ أكثر من أسبوع.
الانهيار السريع لقوات التحالف الأنباء التي تتناقلها وسائل الإعلام الموالية له من إرسال الأرتال العسكرية الواحد تلو الآخر إلى الساحل الغربي لتعويض النقص في الأعداد البشرية الذي لحق بالقوة السابقة.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض من حلفاء “الشرعية”والتحالف أن مبادرة المبعوث الأممي مارتن غريفيث بإبقاء ميناء الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة تأتي لإنقاذ الحوثيين وإبقاء سيطرتهم على الحديدة ومينائها الاستراتيجي، تشير المعطيات على أرض الواقع إلى عكس ذلك تماماً فالمبادرة تأتي لإنقاذ التحالف ومن معه من مقاتلين محاصرين من جميع الاتجاهات على الشريط الساحلي غرب البلاد من ناحية، ولسحب الإشراف على الميناء من سلطة صنعاء إلى الأمم المتحدة كمكسب سياسي للتحالف من ناحية ثانية.
أما الغالبية من قادة الرأي والسياسيين في اليمن فيرون أن المبادرة تأتي لإنقاذ الحديدة ومينائها من كارثة حقيقية ستحل بهما فيما لو شن التحالف هجوماً عليهما فالدمار الذي سيحل بالمدينة لن يكون بسبب المواجهات بين الطرفين بل بسبب الضربات الجوية التي ستطال كل شيء دون استثناء وستتسبب في توقف الميناء عن العمل، هذا بالإضافة إلى ما سيحلق بـ25 مليون يمني يمثلون 75% من إجمالي سكان اليمن من كارثة إنسانية حقيقية لم يسبق أن شهدتها البلاد من قبل بسبب إغلاق المنفذ الاستراتيجي الذي لم يعد يدخل عبره إلا السلع الغذائية الأساسية والحد الأدنى من الدواء والمشتقات النفطية.
هادي الذي التقى بالمبعوث الأممي أمس الأربعاء لم يُعلق على ما تم إبلاغه به بموافقة أنصار الله على إشراف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة، لإسقاط ذريعة تهريب السلاح إلى الحوثيين تمهيداً لاستئناف المفاوضات بين الفرقاء السياسيين وإنهاء الحرب في اليمن، لكن في المقابل قال وزير الخارجية في الحكومة الموالية للسعودية خالد اليماني إن “هادي ناقش مع المبعوث الأممي تنفيذ بنود مبادرة الحديدة”، موضحاً في تغريدة له على تويتر إنه “لا يمكن تصور إدارة الميناء وتوفير الأمن فيه بمعزل عن مدينة الحديدة”.
موقف حكومة صنعاء من تسريبات حكومة هادي بدا واضحاً من تصريح رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ التابعة لحكومة الإنقاذ والقيادي في جماعة أنصار الله ظيف الله الشامي والذي صرح لقناة الجزيرة القطرية بأن موقف صنعاء لن ينبني على تغريدة لوزير خارجية هادي ولا على تصريح للرئيس هادي نفسه كونه لا يملك قراره وإنما مجرد أداة بيد السعودية والإمارات، مضيفاً بأن موقف أنصار الله من نتيجة لقاء غريفيث بهادي وطرحه موافقة أنصار الله على إشراف الأمم المتحدة على الميناء سيتوقف على ما يصدر من المبعوث الدولي نفسه.
ومن الرد الصادر من عضو المكتب السياسي لأنصار الله يبدوا جلياً أن الغلبة العسكرية في الميدان هي للقوات التابعة لصنعاء، وحسب تقارير تلفزيونية رصدها “المساء برس” فإن الحوثيين يفرضون سيطرتهم على معظم جبهة الساحل الغربي وكانت قناة الحرة الأمريكية قد بثت صوراً أمس الأربعاء من داخل منطقة الفازة الساحلية تثبت سيطرة قوات صنعاء على المنطقة كلياً قبل أن تترد أنباء مساء اليوم ذاته عن شن التحالف هجوماً هو الأعنف على منطقة الفازة فيما لا زالات المعارك حتى اللحظة مستعرة هناك، وفيم يتعلق بمطار الحديدة فقد كشفت قناة الجزيرة أن قوات الحوثي سيطرت بشكل شبه كلي على المطار ومرافقه المتعددة، ونقلت عن مصدر عسكري في حكومة هادي معلومات متطابقة تكشف انسحاب التحالف من المطار بعد الخسائر التي تكبدتها قواته.