العفو الدولية تفضح التحالف بشأن أسباب التصعيد في الحديدة
المساء برس – ترجمة خاصة| قالت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد، إنه منذ عام 2015 شدد التحالف مراراً حصاره على مينائي الصليف والحديدة اللذين تديرهما حكومة الإنقاذ في صنعاء، مما عرقل بشكل خطير حصول اليمنيين على الغذاء.
وقالت المنظمة في تقريرها المكون من 22 صفحة “ان السعوديين كانوا يستخدمون فرض حظر الاسلحة الذي تفرضه الامم المتحدة كغطاء من أجل إبطاء وعرقلة وصول السفن إلى اليمن من خلال القيام بعمليات تفتيش متكررة تؤدي إلى تأخير السفن بمعدل 120 ساعة في مارس و 74 ساعة في ابريل هذا العام”.
وقال التقرير إن عمليات تفتيش السفن التجارية والإغاثية كانت تتكرر، حيث كانت السعودية تقوم بتفتيش السفن حتى بعد أن يتم تفتيشها من قبل لجنة التفتيش التابعة لأمم المتحدة، مضيفاً إن اتفاقاً توسطت فيه الأمم المتحدة، سمح للسعوديين بإجراء عمليات تفتيش إضافية على تلك التي تقوم بها الأمم المتحدة، “وإذا لزم الأمر يمكن تحويل السفن إلى ميناء آخر للتفتيش الكامل”.
ونددت المنظمة في تقريرها بما وصفته بـ”عمليات التفتيش المفرطة من قبل التحالف” على المساعدات التي تصل ميناء الحديدة، وقالت بإن تلك العمليات تضعف الملايين من اليمنيين الذين يعانون من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وأكد تقرير المنظمة “إن ملايين الأرواح معرضة للخطر في اليمن بسبب تأخر المواد الغذائية والوقود والإمدادات الطبية عن عمد من قبل التحالف”، مشيراً إلى أن المنظمة تعقبت شحنة واحدة تأخرت لدى التحالف لمدة 50 يوماً بعد أن تم تفتيشها من قبل الأمم المتحدة، وأن شحنة أخرى تم تأجيلها لمدة 46 يوماً فيما الثالثة ظلت لمدة 24 يوماً، مضيفاً إن التحالف أبلغ مجلس الأمن الدولي بتأجيل السماح بمرور شحنة واحدة فقط من الشحنات الثلاث التي تم تأجيلها حسب ما هو مطلوب بموجب الاتفاق مع الأمم المتحدة، فيما لم يبلغ التحالف عن تأخيره للشحنتين الأخريين.
ونقل تقرير المنظمة عن “لين معلوف – مديرة منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط” قولها إن “الوقت الذي تستغرقه عمليات التفتيش هذه يعرقل بشكل فعال تدفق المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية، وهذا هو السبب الذي دفعنا إلى اعتبار ذلك بأنه يرقى إلى عقاب جماعي يتسبب بقدر كبير وغير متناسب من الضرر ضد المدنيين وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي”.
وفيما يتعلق بالعوائق الناتجة من سلطات صنعاء، “سلطة الأمر الواقع” حسب وصف التقرير، قالت المنظمة إن هذه العوائق تتمثل في التأخير الذي يفرض على عمال الإغاثة قبل عمليات التوزيع والنقل من المستودعات فقط، بالإضافة إلى رصد بعض الحالات من الفساد المتمثلة بمحاولة الحصول على رشوات مقابل صرف الكميات، لكن المنظمة أكدت أن ما يهدد حياة الملايين من اليمنيين هو الخطر المفتعل من قبل التحالف السعودي المدعوم أمريكياً.
تقرير المنظمة الدولية يكشف حقيقة ما تدلي به قيادات التحالف من تصريحات بشأن معركة الحديدة والتبرير لها من أنها تهدف إلى تأمين وصول المساعدات الغذائية إلى المستحقين لها ومنع “الحوثيين” من التحكم بها، إذ لو كانت نوايا التحالف حقيقية لما تعمد تأخير الشحنات الإغاثية والتجارية لمدد زمنية متفاوتة تتجاوز الشهرين حسب ما أوردته العفو الدولية.