بعد الهزائم التي تلقتها في الساحل الغربي .. كيف ستخرج الإمارات من مأزقها؟

المساء برس :خاص :بعد أن تعثرت خطواتها في معركة الساحل الغربي ، وغرقت قواتها في رمال وكثبان تهامة ، وأصبحت مدرعاتها غنيمة لقوات صنعاء يتجولون بها في شوارع تهامة ، تحاول الإمارات البحث عن مخرج من الورطة التي وقعت فيها في الساحل الغربي ” فتارة تستدعى الأمريكان وتناشد إدارة دونالد ترامب انقاذها وتقديم الدعم والمساندة لها في المعركة، وتارة بحشد القوات من كل حدب وصوب ، لكن حينما رأت بأنها في ورطة حقيقية ولا تسطيع الخلاص منها ، دعت هذه المرة إلى السلام ، هذا السلام التي عملت على تدميرية في مناطق سيطرتها في الجنوب منذ أكثر من عامين ، حيث أعلنت الإمارات، أمس الخميس، دعمها للوصول إلى حل سياسي في اليمن يفضي في نهاية المطاف لقيام نظام جديد بديل عن نظام عبدربه منصور هادي في ظل استمرار التوتر بين الطرفين.
وصرح أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تصريحات صحفية لصحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية الناطقة باللغة الإنجليزية وعبر خلالها عن دعم الإمارات لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث من أجل إحلال السلام ، وأشار قرقاش إلى إن “هناك حاجة ملحة لدعم جهود الأمم المتحدة والتي يجب أن تؤدي في نهاية المطاف إلى إقامة نظام سياسي جديد في اليمن”.
وجاء إعلان قرقاش دعم بلاده لحل يفضي لإقامة نظام جديد خلفاً لنظام هادي بالتزامن مع هزائم تلقتها الإمارات في الساحل الغربي، وهي المعركة التي كانت تراهن عليها من أجل فرض واقع سياسي وعسكري جديد ، هذه الهزائم التي لم تستطيع إخفاءها واصبحت الوكالات والمواقع العالمية تتحدث عنها ، حيث قال موقع “ذي إنترسبت” الأمريكي “أن القوات الموالية للإمارات لا تستطيع السيطرة على مدينة الحديدة بمفردها. لافتا إلى أن الواضح أن تلك القوات تعتمد على القوة الجوية للتحالف السعودي و الدعم البري الاماراتي.وقال مسؤول أمريكي سابق في البيت الأبيض للموقع “إن العديد من المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى أن الإمارات العربية المتحدة لن تهاجم الحديدة من دون دعم الولايات المتحدة.
من جانبه نشر المواقع تصريح لـ جوست هيلترمان، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، بأنه لا يمكن للقوات الموالية للإمارات أن تنجح في مواجهة أنصار الله من دون دعم الإمارات العربية المتحدة. و أضاف: الجانب الإماراتي هو الآخر لا يستطيع النجاح في مواجهة أنصار الله من دون ضوء أخضر و دعم أمريكيين.ولمح هيلترمان إلى أن الترويج لفكرة أن الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة لا تملكان سيطرة على المقاتلين اليمنيين في معارك الساحل الغربي، يتيح للدولتين قدرة إنكار معقول، في حال تم الهجوم على الحديدة، في إشارة إلى محاولة الجانبين التهرب من المسؤولية عن تبعات المعركة، بخاصة على المستوى الإنساني.
بعد هذه الخسائر التي لم تستطيع الإمارات التستر عليها ، حاولت الإمارات الخروج من المأزق بالدعوة للسلام على لسان قرقاش، وجاءت هذه الدعوة بالتزامن مع حملة إعلامية جديدة تشنها الإمارات ضد حكومة هادي في اليمن وحزب الإصلاح ، وهو مايعد مؤشر على فشل زيارة وزير داخلية هادي ” الميسيري ” في إطار مساعٍ كان يعتقد أنها ستنجح في تطويق الخلافات بين الطرفين.
وفي السياق ذاته تعالت الأصوات الجنوبية التي تندد بالمحرقة التي تحدث لابناء الجنوب في معركة الساحل ، سيما مع تزايد أعداد القتلى والجرحى من أبناء المناطق الجنوبية والتي وبحسب مصادر في عدن ” ملئت مستشفيات المحافظة “واضافت المصادر ” هناك أكثر من250 جريح من أبناء الجنوب تم تسفيرهم للعلاج بالهند خلال اليومين الماضيين فقط ، مشيرا هناك المئات من الجرحى تم تسفيرهم إلى مصر ومئات يتلقون العلاج في عدن مؤكدا ” كل هذه الأرقام حدثت خلال اليومين الماضيين ، وهذا ما جعل الأصوات الجنوبية تتصاعد وتندد بما يتعرض له أبناء الجنوب في معركة الساحل .

قد يعجبك ايضا