مأرب على مشارف صراع دموي.. اعتقالات تطال حلفاء للإمارات

المساء برس – تقرير خاص| تعيش محافظة مأرب في هذه الأيام حالة من بوادر صراع لن يتوقف، هذا الصراع ينذر بسيل من الدماء ينتظر حزب الإصلاح وقواعده المسيطرة على المدينة عسكرياً وسياسياً ومدنياً وإدارية واقتصادياً حتى باتت قبائل مأرب ترى نفسها خارج حسابات هذه المحافظة التي بدأت تزدهر وتتوسع عمرانياً بعد أن أصبحت الملجأ والملاذ لكل الهاربين من قواعد وقيادات حزب الإصلاح من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، خلافاً لمنشئاتهم ومؤسساتهم التي لا زالت تحت حماية قوات حكومة الإنقاذ في مناطق سيطرتها وأبرزها في العاصمة صنعاء فيما لم يتحقق للإصلاح مثل ذلك في مناطق سيطرة القوات الإماراتية.
بوادر الصراع التي تلوح في الأفق، تتمثل حسب مصادر محلية في المحافظة أفادت لـ”المساء برس” بقيام السلطات العسكرية التي تسيطر عليها وتشكلها إجمالاً قواعد وقيادات الإصلاح في المحافظة، بتنفيذ حملة اعتقالات سرّية طالت عدداً من أبناء القبائل من المناهضين للنفوذ الإصلاحي في المحافظة واستحواذه على الثروات النفطية والغازية والوظائف والأعمال التجارية والاستثمارية، بالإضافة إلى اعتقالات طالت عدداً من المنتمين لـ”الشرعية” من المحسوبين على حزب المؤتمر، فيما تمت معظم هذه الاعتقالات بدون تهم تخول اعتقالهم.
وكشفت المصادر عن قيام “الإصلاح” مستخدماً السلطة المحلية التي يسيطر عليها بتنفيذ حملة اعتقالات طالت “مسافرين وأشخاص أعلنوا انضمامهم للشرعية ويجري اعتقالهم من الأسواق والفنادق والطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة مأرب”، مضيفة أنه وحتى اللحظة لم يتبين ما هي أسباب الاعتقالات التي تطال عدداً من أبناء القبائل غير الموالية لحزب الإصلاح وكذا بعض الأشخاص من العسكريين والمدنيين المؤيدين لـ”الشرعية” وما أسباب تصاعدها في الفترة الأخيرة، إلا أن المؤشرات تؤكد أن “الإصلاح في مأرب” بدأ يشعر بالخطر “ويبدو أنه ينتظر أي حملة إماراتية ضده وضربات من الداخل تستهدف نفوذه وسيطرته على مقاليد السلطة بالكامل”.
وفي تقرير نشره موقع “العربي” كشف عن إحدى بوادر نشوء صراع بين حزب الإصلاح وحلفاء الإمارات من المنشقين عن حزب المؤتمر، ومن ذلك ما نشره الوزير السابق في حكومة الإنقاذ بصنعاء والمنشق عن المؤتمر ذياب بن معيلي والذي هاجم لأول مرة السلطة في مأرب التي وصفها بـ”سلطة الأمر الواقع”، وكتب في صفحته على تويتر “لا بد من تصحيح الأداء، ووضع سلطة الأمر الواقع في مأرب، والمشاركة المجتمعية، من خلال تفعيل المجالس المحلية وعدم الإنفراد بالسلطة، وتشكيل لجان من الحكومة والسلطات الرقابية المختصة لمعرفة مصير إيرادات ثروة مأرب النفطية الهائلة والمهدورة”، وهو ما يعد مؤشراً على أن الإمارات بدأت بتحريك أذرعها داخل مأرب لاستهداف الإصلاح وضربه من الداخل وسحب البساط من تحته، وهي مستندة في ذلك إلى إنشاء تحالفات وتوطيد علاقتها بعدد من القبائل في مأرب خصوصاً القبائل الممتدة على المناطق الجغرافية الغنية بآبار النفط والغاز والتي ترى بأنها الأحق في تولي السلطة وإدارة ثرواتها بنفسها.
الموقع ذاته نقل عن أحد مشائخ مأرب وهو الشيخ عبدالقوي التام تأييده لتصريح “بن معيلي” بل إنه حذّر من أن عدم تقبّل الإصلاح لتصريح بن معيلي برحابة صدر قد يؤدي إلى صراع مستقبلي، مضيفاً “حزب الإصلاح لا يهمه استقرار محافظة مأرب بقدر ما يهمه الدفاع عن مصالحه”، مُذكراً بما حدث الشهر الماضي من اشتباكات بين مسلحين من وادي عبيدة وقوات الأمن بسبب إجراءات قائد الشرطة العسكرية تماشياً مع رغبات حزب الإصلاح، كما طالب التام في الوقت ذاته من المحافظ سلطان العرادة “إعادة هوية مأرب المستلبة من قبل الوافدين من خارج المحافظة، والمساواة في توزيع الثروة والوظائف العامة بين أبناء مأرب”.
ونقل الموقع أيضاً عن مصدر في حزب الإصلاح لم يسمه، قوله إن زيارة السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر وإعلانه عن إنشاء مطار إقليمي في مأرب لم يكن من فراغ وإنما لهدف تسعى السعودية لتحقيق وعجزت عنه الإمارات في مأرب، وأضاف المصدر حسب الموقع: “محافظة مأرب لم يجتاحها الحوثيين بإستثناء مديرية صرواح، وحديث السفير السعودي عن إعادة إعمار مأرب وتنفيذ مطار إقليمي وليس دولي يبعث على الشك والريبة، والإمارات، وخلال 3 سنوات فشلت في إختراق محافظة مأرب لتنفيذ أجندتها، واليوم تبين أن السعودية لا تختلف في سياستها وأهدافها عن الإمارات، ولا أستبعد أن زيارة السفير السعودي مقدمة لتنفيذ ما عجزت عنه أبوظبي، كما أن مطالبة بن معيلي بتصحيح وضع السلطة المحلية ومصير ايرادات النفط والغاز تأتي في هذا السياق، خاصة وأن بن معيلي زار أخيراً الرياض والتقى السفير آل جابر، ويحظى والده الشيخ محسن بن معيلي، بمعاملة ومكانة خاصة لدى الملك سلمان بن عبدالعزيز”.
التحذيرات من توجهات إماراتية لضرب الإصلاح داخل مأرب والسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز ليست وليدة اللحظة، وفي تقارير سابقة لـ”المساء برس” حذرت مصادر سياسية في صنعاء وأخرى في مأرب من نوايا سيئة للإمارات للسيطرة على مأرب وتكرار ما فعلته بحزب الإصلاح في المحافظات الجنوبية في محافظة مأرب لاستكمال السيطرة على مصادر ومناطق الثروات النفطية والغازية، غير أن الحزب وقياداته ظلت ترى أن عدوها الأول هي جماعة أنصار الله وتناست مع فعلته الإمارات بالحزب وقياداته وكوادره وخطبائه في المحافظات الجنوبية، فيما بقيت قيادة الحزب تنتظر الفرصة تلو الأخرى لتقديم التنازلات لأبوظبي علّها أي قيادة الإصلاح – تحظى بقبول وترحاب من أصحاب القرار في الإمارات ولكن دون فائدة.
وتجدر الإشارة أن الهجوم الذي شنه “بن معيلي” على سلطات مأرب يأتي بعد عدة أيام من عودته من الخارج في زيارة شملت كلاً من أبوظبي والرياض والقاهرة والتقى بالسفير السعودي “آل جابر” وبعدها مباشرة عاد إلى مأرب وأعقب ذلك زيارة السفير للمحافظة وتدشينه إنشاء مطار إقليمي.

قد يعجبك ايضا