“التحالف” بالساحل الغربي في حالة شلل تام بعد التطورات الأخيرة
المساء برس – تقرير خاص| كشف مصدر عسكري ميداني في قوات حكومة الإنقاذ أن قوات ما يُعرف بـ”العمالقة” الموالية للإمارات باتت في حالة شلل تام بعد التطورات العسكرية الأخيرة التي حدثت يوم أمس الأحد وتحديداً على الجهة الشرقية من جبهة الساحل الغربي.
وقال المصدر إن قوات حكومة الإنقاذ نفذت عملية عسكرية واسعة تمكنت من خلالها من السيطرة على التبة السوداء والتباب المجاورة لها في مديرية الوازعية غرب محافظة تعز الأمر الذي أدى إلى توقف الحركة العسكرية لقوات التحالف وعدم تمكنها من مواصلة إمدادها لقواتها المتقدمة على الشريط الساحلي الذي باتت فيه شبه محاصرة باستثناء بعض الطرق الفرعية التي تسمح بنقل القتلى والجرحى من الشريط الساحلي إلى مستشفى المخا جنوب غرب تعز.
وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن العملية الهجومية على التبة السوداء ومحيطها في الوازعية “سبقتها عملية رصد عسكري وتمشيط بسلاح المدفعية على نقاط تمركز وتحصينات مقاتلي التحالف ما سهل عملية التقدم والسيطرة في وقت قصير”.
وأكد المصدر أن خطوط الإمداد التي تستخدمها قوات التحالف باتت تحت النار بالكامل، وأضاف: “خاصة بعد تطهير عدد من المواقع المطلة على الخطوط التي تتنقل فيها قوات التحالف وبعد التقدم في التبة الحمراء ومفرق الوازعية وقرية العريش والمناطق الشمالية بالوازعية”، مشيراً إلى أن العملية أسفرت عن سقوط عدد من “فلول التحالف” قتلى وجرحى، فيما لم يتسنَ لـ”المساء برس” معرفة فيما إذا كانت العملية قد أسفرت عن سقوط أسرى كما حدث خلال الأيام القليلة الماضية والتي أفقدت قوات العمالقة معظم قوتها البشرية وأربك تموضعها عسكرياً.
ولفت المصدر إلى أن قوات التحالف باتت في حالة شلل تام وغير قادرة على التحرك بشكل سلس كما كان متاحاً لها في السابق بعد السيطرة النارية لقوات حكومة الإنقاذ على المرتفعات المطلة على خطوط الإمداد، الأمر الذي سيسهل على قوات حكومة الإنقاذ المتواجدة في المناطق الموازية للشريط الساحلي الذي تتواجد فيه قوات التحالف من تنفيذ عمليات هجومية تستهدف تجمعات ومناطق تمركز “العمالقة” إذا ما بقيت في تلك المناطق ولم تتمكن من الانسحاب إلى المخا، وأضاف المصدر: “وحتى إذا حاول العدو الانسحاب فإنه سيصطدم بقوات الجيش واللجان الشعبية المسيطرة على المناطق الجديدة في الوازعية ولم يعد بإمكانها مغادرة الجبهة أو البقاء فيها إلا في حال حدثت تفاهمات بين الطرفين تسمح بانسحاب المسلحين في العمالقة والقوات السودانية المشاركة معها دون سحب السلاح الثقيل كما حدث في الخوخة وحيس قبل عدة أشهر”.
الطائف تحت سيطرة قوات صنعاء
العمليات التكتيكية لقوات حكومة الإنقاذ والتي جرت على محورين الأول غربي على الشريط الساحلي وتحديداً منطقة الطائف بالدريهمي والثاني شرقي على ما يصفه إعلام الإمارات “بالمحور الشرقي لعمليات تحرير الحديدة” وهو المحور المنطلق من الوازعية جنوب غرب تعز امتداداً إلى المناطق الشرقية الجنوبية لمديريات جنوب الحديدة والمتمثلة بالعملية الأخيرة التي استهدفت السيطرة على التبة السوداء والتباب المحيطة بها في الوازعية وقرية العريش والمفرق، هاتان العمليتان كانتا أبرز التحركات العسكرية التي نفذتها قوات حكومة الإنقاذ أمس الأحد والتي أدت إلى وقوع قوات العمالقة في حصار بعد السيطرة النارية على خطوط الإمداد القادمة من المناطق الجنوبية للحديدة، فيما تمثلت العملية الأخرى بتمكن قوات “الإنقاذ” من “تطهير منطقة الطائف بالكامل، وكافة القرى المحيطة بها وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من الجنوبيين التابعين لقوات العمالقة” حسب ما نقله مصدر عسكري من صنعاء لوكالة الأنباء الرسمية.
“انتكاسة سبقها عدم تخطيط ومجازفة بدماء الجنوبيين”
الانتكاسة التي حدثت لقوات التحالف يعزوها مراقبون عسكريون جنوبيون أنها بسبب عدم تأمين ظهرها من الخلف ومحاولتها تحقيق انتصار بسيط في الميدان بالتزامن مع تضخيم هذا الانتصار في الوسائل الإعلامية هدفه إرباك قوات صنعاء من ناحية وخلق رأي عام يمني وإقليمي بتغير الموازين في الساحل الغربي لصالح السعودية والإمارات وهو الأمر الذي كان يراد له أن يحدث بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن، في محاولة عسكرية أخيرة لكسب ورقة ضغط يستخدمها التحالف ضد صنعاء لعلها تدفع الأخيرة إلى تقديم تنازل سياسي قبيل استئناف المفاوضات السياسية المتوقع انطلاقها بعد عيد الفطر المبارك وكذا الدفع بالمبعوث الأممي إلى تغيير وجهة نظره وتعديل ما سيطرحه في إحاطته المقبلة لمجلس الأمن والمزمع انعقادها في السابع من هذا الشهر، غير أن العملية العسكرية والإعلامية أكثر منها، فشلت بمجرد استعانة قوات حكومة الإنقاذ بأبناء القبائل الذين تجاوزت أعدادهم (13) ألف مقاتل جرى توزيعهم في الخطوط الخلفية للقوات العسكرية على مختلف المناطق الممتدة بطول الساحل الغربي بمحاذاة الشريط الساحلي الذي تمكنت قوات التحالف من التمدد فيه دون تأمين المواقع الخلفية.
الدور المشبوه لـ”العميد طارق”
وفيما يعزوا المراقبون سبب انتكاسة التحالف في الساحل إلى عدم وجود تكتيك عسكري يحقن دماء المقاتلين المتحالفين معه من أبناء المحافظات الجنوبية، يجري الحديث في الشارع الجنوبي عن أن السبب الرئيسي في ما حدث لقوات العمالقة الجنوبية من اعتقالات وقتل وجرح في غضون ساعات من قبل قوات “الإنقاذ” والتي أدت إلى سقوط قرابة الـ(200) من قوات العمالقة معظمهم قتلى فيما البقية سقطوا جرحى وأسرى، وعلى مستوى العتاد العسكري فخلال عمليات بسيطة خسرت قوات التحالف منذ بدء تمددها على الساحل الغربي قبل أسبوعين أكثر من (60) مدرعة وعربة عسكرية تابعة جميعها لقوات العمالقة، فيما لم تتعرض قوات طارق صالح لأي خسائر سواء بشرية أو عتاد عسكري وهو ما اعتبره الشارع الجنوبي أنه مؤشر على حدوث خيانة من قبل طارق صالح وقواته التي سبق وأن وقعت بينها وبين قوات العمالقة خلافات ومشادات طالت حتى القيادات في الطرفين وانتهت بإطلاق بعض قيادات (الحرس) تهديدات ضد “العمالقة” بالانتقام منهم، وهو ما فسّر الغموض الذي أحاط بالعملية العسكرية التي نفذتها قوات صنعاء ضد “العمالقة” في منطقة الفازة جنوب التحيتا وأدت إلى سقوط كتيبة بكاملها بقياداتها وعتادها العسكري ولم يسلم منهم على الرغم من أن قوات طارق صالح كانت هي الحماية الخلفية لهذه القوات ولغيرها ممن سبق وتقدموا بامتداد الشريط الساحلي.