محمد الحوثي: إيران ليست عربية حتى نطلب منها إعادة القدس للحضن العربي
المساء برس – صنعاء – خاص| أكد القيادي في جماعة أنصار الله محمد علي الحوثي إن موقف الشعب اليمني لن يتغير من القضية الفلسطينية مهما اتخذت الولايات المتحدة من قرارات ومهما تخلى عنها الحكام العرب.
وقال رئيس اللجنة الثورية العليا في كلمة له في التظاهرة الشعبية التي خرجت في العاصمة صنعاء، عصر اليوم، تحت شعار “تموت أمريكا وإسرائيل وتحيا القدس” إن القدس التي فتحها ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب والتي حررها صلاح الدين الأيوبي ها هي اليوم تُسلم للصهاينة وأن من سلموا القدس لإسرائيل هم من يقتلون الشعب اليمني للعام الرابع على التوالي بذريعة إعادة صنعاء إلى الحضن العربي، بينما يسلمون القدس إلى حضن إسرائيل وأمريكا.
وأضاف الحوثي قائلاً: “قد يقول قائل لماذا لا تخاطبون الإيرانيين، نحن نقول أننا فيما يخصنا نحن، نتكلم أنكم اعتديتم علينا بحجة إرجاع صنعاء للحضن العربي، اليوم القدس خارجة عن الحضن العربي، وأصبحت اليوم تتعرض للمؤامرة وتصدر القرارات بشأنها أن تكون عاصمة لإسرائيل، بمعنى أنها لن تكون عاصمة عربية، هذا ما تقوله قراراتهم، وأنتم من تملكون النفط واستطعتم أن تجيشوا 17 دولة من أجل القضاء على اليمن وسيادته، جدير بكم أن تقيموا عاصفة حزم ضد إسرائيل، أن يكون هناك تحرك عسكري بجيوشكم التي تحاصر شعبنا لفك الحصار عن إخواننا في فلسطين، ومن المآمرات أن من يشترك في العدوان علينا دول مجاورة لإسرائيل مصر والأردن، نقول لهم ما دمتهم شاركتم في الحرب ضدنا فلماذا لا تشاركوا إخواننا المقاومين من تلك الحركات الإسلامية المجاهدة في فلسطين التي تعرفونها عز المعرفة، لماذا لا تشاركونها في الدفاع عن القدس الشريف”.
وعن علاقة إيران وبقية الدول الإسلامية الكبرى في المنطقة بشأن القضية الفلسطينية قال الحوثي: “نحن لن نخاطب إيران، لأن إيران ليست عربية، نحن خاطبنا العرب بصفتنا عرب ونتخاطب مع عرب ونجلس بين عرب، فأنتم ما دمتم تعتبرون أن الحضن العربي الذي حاربتم اليمن من أجله، جدير بكم أنتم أن تذهبوا لتحرير فلسطين، كل فلسطين، ونحن أيضاً ندعو إيران وتركيا وماليزيا وغيرها من الدول الإسلامية أن يكون لها الموقف نفسه في تحرير الأقصى وألا يتخاذلوا عن تحرير فلسطين، كما نخاطب السعوديين والإماراتيين والبحرينيين والسودانيين والمصريين والأردنيين: حرروا الأقصى الشريف وتحركوا بعاصفة وبجيش كما تتحركون ضدنا، كذلك نخاطب أيضاً تلك الدول الإسلامية أندونيسيا وماليزيا وتركيا وإيران، شكلوا أيضاً جيشاً إلى جانب هذا الجيش وتحركوا لنصرة إخواننا في فلسطين وهذا هو أقل جهد تقومون به”.
وأضاف مؤكداً أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للأمة “وأن الواجب على الشعوب العربية والإسلامية أن تقف إلى جانب القضية الفلسطينية، وأن تكاتف كل أحرار الأمة العربية والإسلامية سيحفظ حقوق الفلسطينيين، مؤكداً أنه مهما تطاول الأعداء فسيأتي يومٌ يعود فيه الحق إلى أهله”، مهنئاً في الوقت ذاته أبناء الشعب الفلسطين المقاومين والمرابطين في ساحات الصمود “بشرف مواجهة كيان العدو الإسرائيلي”، ناقلاً لهم تحيات زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي.
وخاطب الحوثي السعودية قائلاً: “السعودية تريد أن تتزعم وتكون الدولة الإقليمية التي تقود الإسلام، هم يقولون هكذا، ونحن نقول لهم، نحن سنرضى بقيادتكم إذا انطلقت جيوشكم لتحرير الأقصى الشريف لتحرير المقدسات لتحرير القدس وهنا سنقف إلى جانبكم ومعكم ونقاتل معكم وسنذهب جميعاً لتحرير القدس”، مؤكداً على السعودية بالقول: “إن القيادة والزعامة التي تريدونها تحتاج إلى تضحية، وأفضل شيء تضحون من أجله ليس قتال اليمنيين، ولكن بقتال الإسرائيليين، فاذهبوا بشرفكم وقوتكم لإرجاع القدس إلى العرب وإلى الحضن العربي، هكذا ستكون لكم الزعامة ولن يقدر أحد على اعتراضكم وسيمضي الجميع معكم”.
وأكد الحوثي أن العدو الحقيقي لهذه الأمة هي إسرائيل التي تعمل بكل جهدها من أجل القضاء على أمة الإسلام والمسلمين وليس فقط من أجل القضاء على فلسطين، لافتاً إلى أن خروج الشعب اليمني للتظاهر يأتي لمساندة إخوانهم في فلسطين، “حتى وإن كانت المساندة ليست إلا بالصوت وبالصرخة وبالشعار وبالوقوف وبالحضور وبالتأكيد على الموقف الرافض وأن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى وبالتأكيد أن أي قرار مهما كان لا يمكن أن يُقبل وسيرفض، الرفض الكامل لقرارات ترامب ولغير ترامب في تسليم القدس أو غيرها من أراضي المسلمين لإسرائيل”.
ولفت رئيس الثورية العليا إلى أنه وبالتكاتف والمصابرة والمثابرة والجهاد وتكاتف اليمنيين وتكاتف كل الأحرار من الأمتين العربية والإسلامية سينال الفلسطينيون حقوقهم “ولن يضيع حق الشعب الفلسطيني بإذن الله”.
واستغرب الحوثي من الأنظمة الخليجية التي تشن حرباً على اليمن بحجة تنفيذ القرار (2216)، بينما لم تشن الحرب على إسرائيل ولدى الشعب الفلسطيني الكثير من قرارات مجلس الأمن، وأضاف “إن العدوان الذي تحالف عليكم من أجل شرعية شخص لم يتحالف من أجل شرعية الأقصى الشريف ولا من أجل القدس ولا من أجل القضية الفلسطينية”، مؤكداً بأن الشعب اليمني “لم يجد لا عاصفة حزم ولا عزم تقف إلى جانب إخواننا الفلسطينيين”.
وخاطب الحوثي كلاً من القيادة المصرية والقيادة الأردنية والقيادة السودانية من المشاركين في الحرب على اليمن، “الرئيس السوداني الذي خطب في المؤتمر الإسلامي بضرورة الجهاد، عليك بتوجيه جنودك إلى القدس هناك الجهاد الحقيقي وهناك الدفاع عن المقدسات، أما التضحيات التي يقدمها أبناء السودان في اليمن لا تعتبر لها السعودية أي قيمة فها هم اليوم يرفضون منحك البترول وسيدرسون طلب المنحة ولن يعطوها لكم بالمجان بل بتخفيض فقط رغم دماء جنودك الذين يقاتلون نيابة عنهم”.
وجدد الحوثي طرحه للمبادرة التي سبق وأعلنها مؤخراً بشأن وقف القصف بالصواريخ الباليستية على السعودية مقابل وقف القصف بالطيران، مؤكداً تجديد تقديم هذه المبادرة بمناسبة قدوم شهر رمضان الكريم، لافتاً إلى أن هذه المبادرة تأتي ترجمة لرغبتنا في السلام الحقيقي والسلام المشرف وليس الاستسلام.