مصدر رفيع: الوضع متوتر جداً في مأرب بين “الشرعية” وحلفاء الإمارات
المساء برس – تقرير خاص| لم تكن التطورات التي طرأت على المشهد السياسي والعسكري في أرخبيل سقطرى بين حكومة المنفى الموالية للتحالف برئاسة احمد عبيد بن دغر والقوات العسكرية الإماراتية – الحاكم الفعلي للمحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرتها – لم تكن بعيدة عن إحداث اهتزازات في أكثر من بقعة جغرافية في اليمن يسيطر عليها التحالف وموالوه، ولعل أبرزها محافظة مأرب الخاضعة فعلياً لسيطرة حزب الإصلاح.
تطورات سقطرى انعكست على قيادات مأرب
حيث كشف مصدر رفيع في المحافظة، عن أن الأوضاع السياسية والإدارية للمحافظة تشهد حالة من الإرباك وقد يتطور الوضع إلى صراع فيما بين القيادات العسكرية التابعة لحزب الإصلاح والموالية لهادي، وقيادات أخرى موالية للإمارات وعلى اتصال بنجل شقيق الرئيس الأسبق الراحل علي عبدالله صالح، العميد طارق صالح من جهة، وكذا بين القيادات العسكرية والمدنية الموالية لـ”الشرعية” وقيادة التحالف العسكرية المتواجدة في المحافظة من جهة ثانية.
وأضاف المصدر في حديث خاص لـ”المساء برس” إن “الأمور متوترة جداً بين الإصلاح والباقيين وبين الشرعية وقيادة التحالف في مأرب”، مرجحاً انسحاب التوتر والمستجدات التي طرأت على جزيرة سقطرى بين “الشرعية” والإمارات، إلى مأرب و”انعكاسها على القيادات العسكرية والقبلية التي انقسمت إلى جهتين الأولى مع هادي وبن دغر والثانية مع الإمارات”، مشيراً إلى أن المحافظ سلطان العرادة لم يبدِ أي موقف من الخلافات التي ظهرت فجأة على السطح وعملت على فرز الأطراف والقبائل بين موالٍ لـ”الشرعية” وهم المنتمين لحزب الإصلاح، ومعارض لها وهم المحسوبون في ولائهم على الإمارات من المنشقين عن حزب المؤتمر الشعبي وباتوا يتبعون فصيل “مؤتمريو أبوظبي”، وأن المحافظ العرادة “لم يعد يستمع أو يلتقي بقيادات الألوية العسكرية التابعة للإصلاح”، على الرغم من أنه أحد أبرز الشخصيات القبلية الإصلاحية.
أكثر من 40 جندياً في مأرب معتقلون بتهمة التخابر مع طارق
بالتزامن مع المستجدات في مأرب والتي لا زال يشوبها الكثير من الغموض، كشف مصدر أمني في المحافظة أن قوات الأمن اعتقلت عشرات الأفراد المنتمين للسلك العسكري “بتهمة التخابر مع العميد طارق محمد عبدالله صالح”.
ونقل موقع “الخبر اليمني” عن مصدر أمني قوله إن “الشرطة العسكرية في مأرب تعتقل منذ مطلع أبريل الماضي 43 جندياً بتهمة أنهم عملاء للعميد طارق محمد عبدالله صالح ويعملون على استقطاب جنود من قوات هادي للحاق بقوات طارق في الساحل الغربي”، مضيفاً أن الجنود المغتقلين ينتمون “إلى ذمار ومديرية القفر التابعة بمحافظة إب”، كما لفت المصدر إلى أن قوات الشرطية العسكرية ترفض إطلاقهم رغم وجود أوامر عليا، حسب تعبيره.
معتقلون مجهولوا الهوية قُتلوا تعذيباً وجثثهم بمستشفى مأرب
وفي وقت سابق اليوم الإثنين، كشف مصدر خاص في محافظة مأرب وسط اليمن عن وجود (17) جثة لمعتقلين مجهولي الهوية كانوا في سجون المليشيات المسلحة التابعة للإصلاح في المحافظة، وهم الآن في ثلاجات مستشفى مأرب العام.
وأكد المصدر لـ”المساء برس” إن الجثث التي وجدها في المستشفى العام بالمحافظة وعددها (17) جثة مجهولة الهوية، تعرضت لتعذيب وحشي وبأساليب مميتة، وهو ما بدى من آثار على أجساد الجثث، مشيراً إلى أن الضحايا كانوا معتقلين في سجون تابعة لمليشيات الإصلاح، وأنه “بين الفترة والأخرى يتم إيصال جثة من هذه الجثث إلى الثلاجة من قبل عسكريين يتبعون حزب الإصلاح حتى وصل عددها إلى (17) جثة وجميعهم مجهولين ولا يُعرف كم هي المدة التي قضوها في المعتقلات وما أساليب التي تعرضوا لها حتى قُتلوا”.
الإمارات رتبت أمورها مع العرادة
أواخر أبريل الماضي كشف مصدر قبلي مطلع في محافظة مأرب أن الإمارات العربية المتحدة اتفقت مع الشيخ سلطان العرادة محافظ المحافظة على ترتيب الوضع في المحافظة مستقبلاً، بعيداً عن حزب الإصلاح وقياداته.
وكشف المصدر الذي فضّل عدم كشف هويته، في حديث خاص لـ”المساء برس” أن أبوظبي قد اتفقت مع الشيخ العرادة “الذي أصبح من أبرز رجال الإمارات في اليمن” خلال الزيارة الأخيرة له في مارس الماضي إلى أبوظبي، على إنهاء أي دور سياسي أو عسكري أو قبلي لحزب الإصلاح في مأرب، وأن “العرادة وبعض القبائل الموالين للإمارات في مأرب باتوا من أبرز الداعمين للإمارات”، مضيفاً أن الزيارة الأخيرة التي قام بها العرادة إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي منتصف مارس الماضي واستمرت عدة أيام جرت خلالها لقاءات عديدة بقيادات إماراتية عسكرية واستخبارية ولقاءات مع قيادات الدولة من بينهم ولي العهد محمد بن زايد.
وأضاف المصدر أن “رجل الإمارات في مأرب أصبح الشيخ سلطان العرادة بعد أن رتبت أمورها معه بشأن مصير نفوذ حزب الإصلاح في المحافظة”، مؤكداً في الوقت ذاته أن التحركات الإماراتية في هذا الجانب “تأتي بتنسيق كلّي مع المملكة السعودية، وقيادة التحالف العسكري”.
وكشف المصدر خلال حديثه أن الخطوط العريضة لهذا الاتفاق تقضي بتحييد حزب الإصلاح وتقليص نفوذه أكبر قدر ممكن في مأرب من الناحيتين العسكرية والمدنية وأن العمل على ذلك سيبدأ مباشرة بعد الانتهاء من ضرب نفوذ الحزب في محافظة تعز بالكامل عبر سحب المعسكرات التي يسيطر عليها باسم “قوات الشرعية”، وتغيير القيادات الإدارية في السلطة المحلية المحسوبة على الحزب، وكذا تصفية بعض قياداته وناشطيه.