اعترافات رسمية: صواريخ الحوثيين تهديد خطير لإسرائيل
المساء برس – تقرير خاص| لم تكن التصريحات الأخيرة لواشنطن وكبار مسؤولي الكيان الإسرائيلي والتي ربطوا فيها الصواريخ اليمنية الباليستية التي تستهدف السعودية بالهجمات الصاروخية الأخيرة المنطلقة من سوريا إلى أراضي الجولان المحتلة من إسرائيل، لم تكن تلك التصريحات مفاجئة للشارع اليمني والعربي عموماً، والذي بات يرى أن السعودية تكشف يوماً بعد آخر أنها من أكثر حلفاء إسرائيل في المنطقة ودورها الذي تلعبه في أكثر من بلد عربي هو ترجمة لرغبات واشنطن وتل أبيب التي تخدم في نهاية المطاف التمدد الإسرائيلي في الشرق الأوسط من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي.
ففي بيان قصير للبيت الأبيض جمعت واشنطن إدانتها لكل من الصواريخ اليمنية التي استهدفت العاصمة السعودية الرياض الأربعاء الماضي والهجوم الصاروخي الذي انطلق من الأراضي السورية على الكيان إسرائيلي، وهو ما يراه مراقبون أنه تعبير صريح من واشنطن أنها تشعر بالخطر مما يتهدد أدواتها في المنطقة وعلى رأس هذه الأدوات المملكة السعودية والكيان الإسرائيلي على حدٍ سواء.
وفيما يبدو أنه اعتراف إسرائيلي علني على أن قصف السعودية الذي استهدف العاصمة صنعاء فجر الخميس الماضي والذي تزامن في توقيته الدقيق مع شن الطائرات الإسرائيلية هجوماً على الأراضي السورية بما فيها العاصمة دمشق رداً على الهجوم الذي تعرضت له 10 أهداف عسكرية إسرائيلية في الجولان المحتل بصواريخ انطلقت من الأراضي السورية في الساعات الأولى من فجر اليوم ذاته، وفيما يبدو أيضاً أن قصف السعودية لصنعاء فجر الخميس كان بمثابة الرسالة واضحة الدلالة على أنه يأتي تنسيقاً وتجاوباً مع قصف الطيران الإسرائيلي على سوريا في تلك الأثناء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن من وصفها بـ”المليشيات المتحالفة مع قاسم سليماني في اليمن” قامت بقصف السعودية”، وأن “المليشيات” ذاتها في سوريا تستعد لقصف إسرائيل.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد نشر تغريدة في حسابه على تويتر معتبراً أن الهجوم الصاروخي على السعودية من قبل قوات حكومة الإنقاذ وأن التحضيرات التي تجهزها القوات السورية والقوات الإيرانية المتواجدة في سوريا لمساندة الجيش السوري في حربه ضد الإرهاب، اعتبرها المتحدث ادرعي أنها أعمال تتم لمصلحة من وصفها بـ”مليشيات قاسم سليماني” وأن الرد الصاروخي اليمني على السعودية والانتصارات العسكرية للجيش السوري وحلفائه في سوريا هي أعمال إرهابية وتهدد المنطقة، ومن الجدير لفت الانتباه إلى أن تغريدة متحدث الجيش الإسرائيلي كانت بعد ساعات من إطلاق القوات العسكرية اليمنية عدة صواريخ باليستية استهدفت أكثر من هدف اقتصادي سعودي في العاصمة الرياض وقبل ساعات قليلة من الهجوم الصاروخي من الأراضي السورية على الكيان الإسرائيلي في الجولان المحتل.
واعتبر مراقبون أن الهجوم الذي شنته مقاتلات التحالف بقيادة السعودية على العاصمة صنعاء بالتزامن مع اندلاع المواجهات العسكرية بين سوريا والكيان الإسرائيلي يعتبر إعلاناً من السعودية بتضامنها المباشر مع إسرائيل.
اعتراف آخر من مسؤول في الكيان الصهيوني نفسه، هو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق في الجيش الإسرائيلي آهارون زئيفي الذي صرح على شاشة إحدى القنوات الإسرائيلية تعليقاً على الهجوم الصاروخي من سوريا ضد الأهداف العسكرية الإسرائيلية في الجولان المحتل، صرح قائلاً: “هذه ليست ملاحة سهلة إنما صراع قاسٍ، وعلينا الحذر من أن تتوسع هذه الحرب إلى لبنان، فلسنا مستعدين أن نعيش في ظل صواريخ كالتي يمتلكها الحوثيون ضد السعودية”.
وفي اعتراف آخر بواحدية السعودية وإسرائيل في المهام والتوجهات والدور في المنطقة العربية قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية أدون سامويل، قال في تغريدة على حسابه في تويتر: “عشت في السعودية وزرت إسرائيل ولمست شعورهم بالخوف من الصواريخ الباليستية – وهو حقيقي”، مرجئاً ذلك التهديد إلى إيران كالعادة، التي أصبحت شماعة تستخدمها واشنطن وحلفائها في المنطقة ضد كل من يتمرد على الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية والفرنسية في المنطقة العربية.
هي إذاً تصريحات رسمية من مسؤولين بارزين أوروبيين وأمريكيين وإسرائيليين تعتبر الرد اليمني الصاروخي على المجازر التي ترتكبها السعودية ضد اليمن، على أنها تهديدات إيرانية ضد حلفاء واشنطن وتل أبيب ولندن، وهي شماعة التحالف ومن خلفه الولايات المتحدة التي تستخدمها منذ أكثر من 3 أعوام وتبرر من خلالها استهداف اليمن وبنيته التحتية وتدميره كلياً وإخضاع أجزاء منه للاحتلال العسكري الأجنبي.
ولعل ما يستذكره القارئ هنا هو الرد الذي قاله الرئيس الراحل صالح الصماد – رئيس المجلس الرئاسي “المجلس السياسي الأعلى” السابق، على شمّاعة “الصواريخ الإيرانية” التي يقصف بها الجيش اليمني العاصمة السعودية الرياض ومنشئاته العسكرية والاقتصادية كرد طبيعي للغارات السعودية والإماراتية والأمريكية، باعتراف واشنطن نفسها، التي تقتل كل يوم العشرات من المدنيين اليمنيين.
ففي كلمة ألقاها أمام قيادة قوات الأمن المركزي في صنعاء، قبل اغتياله بغارة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار أثناء تواجده في مدينة الحديدة غرب اليمن، قال صالح الصماد رداً على ادعاءات التحالف بأن الصواريخ التي يطلقها الجيش اليمني على الأهداف العسكرية السعودية أنها “إيرانية الصنع”، قال إن “السعودية تحاول إرهاب اليمنيين باستخدام فزاعة الصواريخ الإيرانية كلما أطلقت قوات الجيش صاروخاً باتجاه السعودية”، متسائلاً: “ماذا يريدون منا حين يقصفونا ليل نهار.. هل نجلس ونتفرج ولا ندافع عن أنفسنا؟!”، وأضاف: “وحين نقصفهم بصاروخ يحاولون إرهابنا بتهمة الصواريخ الإيرانية.. يا أخي من الذي سيبيع مننا السلاح؟ ونحن سنشتري منه، هل ستتجرأ روسيا على بيعنا أسلحة؟ نحن مستعدون أن نشتري منها هذه يدنا وهذا قرشنا ولو أننا لم نستطع أن ندفع رواتب الموظفين لكن با نشتري بالموجود، هل ستجرؤ الصين على ذلك؟، إيران هل ستبيعنا سلاح؟”، كما أعلن الصمّاد حينها إن “أي دولة ستجرؤ على بيعنا سلاحاً أهلاً وسهلاً بها بشرط إيصاله إلى صنعاء، أما مسألة البحر وما بحر فلا نستطيع عليها، من يريد بيعنا سلاح عليه إيصاله إلى صنعاء”، مضيفاً: “أما من سيبيعنا السلاح والتسديد بشكل آجل (دين) فكثر الله خيرهم، وأما من سيعطينا السلاح بالمجان فسنرفع لهم البيضاء، ولكن بشرط السيادة فوق كل شيء”.
كما أكد الصماد أن الصواريخ التي يتم قصف السعودية بها هي صواريخ يمنية، وأن الجهات المعنية طوّرت ما كان موجوداً من صواريخ قديمة واستطاعت قصف الأهداف داخل السعودية، وأن القوة الصاروخية اليوم لم تعد تطور الصواريخ السابقة بل تقوم بصناعة صواريخ يمنية “من الألف إلى الياء”.
شاهد رد الرئيس الراحل “صالح الصماد” على ادعاءات التحالف وشماعة “الصواريخ الإيرانية”: