تصعيد خطير في البحر الأحمر وصنعاء قد تُنفذ تهديداتها المُعلنة
المساء برس – تقرير خاص| لا تبدو الأوضاع العسكرية في البحر الأحمر مطمئنة بعد التلميحات الإماراتية باستعدادها لشن عملية عسكرية للسيطرة على مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن، بالتزامن مع تحركات عسكرية كبيرة لقوات حكومة الإنقاذ استعداداً لأي حماقة قد يرتكبها التحالف وعلى رأسه الإمارات في البحر الأحمر.
ففي الوقت الذي تتردد فيه الأنباء أن التحالف يسعى لتنفيذ عملية عسكرية للسيطرة على الحديدة من محورين الأول من الساحل عبر ميناء الحيمة العسكرية ومنطقة قطابة شمال الخوخة ومنها إلى الجراحي فمدينة زبيد، فيما المحور الثاني الذي يبدأ من شرق الحديدة وتحديداً من حيس ثم الجراحي وصولاً إلى مدينة زبيد، علم “المساء برس” من مصادر مطلعة أن البحر الأحمر لن يكون بمنأى عن العملية العسكرية التي ينوي التحالف تنفيذها، والتي سيصاحبها دور عسكري للقطع البحرية التابعة للتحالف والمنتشرة في البحر الأحمر وعلى خط الملاحة الدولي.
وفي هذا السياق حذّر مصدر عسكري مقرّب من صُنّاع القرار في قوات حكومة “الإنقاذ” في العاصمة صنعاء، من “أي حماقة قد يرتكبها أو يقدم عليها تحالف العدوان وبارجاته البحرية المتواجدة قبالة المياه الإقليمية اليمنية تستهدف الساحل الغربي ومدينة الحديدة فإن الرد عليها سيكون مؤلماً للجميع وليس في مصلحة الرياض أو أبوظبي أو من يقف خلفهما اختبار قدرات الجيش اليمني في الرد العسكري المناسب في أي لحظة ومهما كانت العواقب”.
وأضاف المصدر العسكري في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن التحركات “المعلنة وغير المعلنة التي يرتب لها العدوان وعلى رأسه الإمارات التي تنوي خلق وضع عسكري جديد في السواحل اليمنية أو مباشرة أي تحرك من البحر، هي بمثابة جرس إنذار يستلزم من القوات البحرية اليمنية، التي أصبحت جاهزة بنسبة 100% لكل الاحتمالات وباتت مخولة للتعامل مع أي تهديد خارجي عبر البحر أو السواحل، الرد العسكري الذي قد يزعج الكثيرين وقد لا يكون في صالح المنطقة برمتها”.
وأكد المصدر إن قوات “الجيش اليمني واللجان الشعبية المساندة له من أبناء القبائل اليمنية” ظلت خلال الفترة الماضية “حريصة على أمن وسلامة البحر الأحمر نظراً للأهمية التي يمثلها خط الملاحة الدولي، رغم الاستفزازات المتكررة لتحالف العدوان منذ إعلانه الحرب على اليمن في مارس 2015″، محذراً في الوقت ذاته: “وأي خطوة حمقاء يرتكبها العدوان الغاشم في البحر الأحمر والسواحل اليمنية تعدّ أكبر تهديد لأمن واستقرار المنطقة وخط الملاحة، وهو ما لن تسمح القوات اليمنية بحدوثه وستتعامل معه على الفور”، مؤكداً أن القدرات العسكرية البحرية للجيش اليمني “قادرة على التعامل مع أي تهديد ومن أي طرف كان وفي أي لحظة، وعلى تحالف العدوان تحمّل المسؤولية أمام المجتمع الدولي عمّا قد ينجم عن ذلك”.
تحذيرات المصدر العسكري في صنعاء شديدة اللهجة، كانت قد سبقتها تتهديدات مباشرة وغير مباشرة من قبل سلطات حكومة الإنقاذ، ففي نوفمبر العام الماضي كشفت القوة الصاروخية في وزارة الدفاع بصنعاء عن منظومة صاروخية بحرية أطلق عليها اسم “مندب1″، الأمر الذي عدّه مراقبون رسالة قوية وواضحة الدلالة بأن صنعاء جاهزة للرد على أي تهديد عسكري بحري من التحالف.
كما أن زعيم حركة “أنصار الله” عبدالملك الحوثي حذر بلهجة شديدة دول التحالف من أي خطوات تقدم عليها للسيطرة على ميناء الحديدة، وقال الحوثي في خطاب بثته قناة المسيرة التابعة للجماعة في سبتمبر الماضي إن “أي عمل تقوم به السعودية في هذا الجانب سينعكس سلباً عليها”، كما هدد زعيم الحركة ولأول مرة منذ بداية الحرب السعودية المسنودة من واشنطن ضد اليمن باتخاذ “خيارات لم يتم اتخاذها من قبل”.