تقرير خاص: حقيقة الوضع العسكري في الساحل الغربي
المساء برس – تقرير خاص| أكد مصدر ميداني في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن أن قوات العميد الموالي للإمارات طارق صالح تعرضت لهجمات عدة من قبل مقاتلي قوات حكومة الإنقاذ والحوثيين.
وأكد المصدر لـ”المساء برس” أن من ضمن الهجوم الذي تتعرض له قوات طارق والمقاتلين في صفوفه من أبناء المحافظات الجنوبية في حيس، تعرض آليتين عسكريتين تتبعان “حراس الجمهورية” لقصف صاروخي أدى إلى احتراقهما ومصرع المسلحين الذين كانوا على متنهما، مشيراً إلى أن الحوثيين استهدفوا الآليتين بصواريخ موجهة بعد اقترابهما من مثلث العدين شرق مدينة حيس.
كما أعلنت قناة المسيرة التابعة لأنصار الله نجاح قوات حكومة الإنقاذ في التصدي “لمحاولة زحف واسعة لقوى الغزو والمرتزقة وكبدوهم خسائر فادحة في جبهة الساحل الغربي اليوم الجمعة”، مشيرة إلى أن الزحف على مواقع قوات الإنقاذ فشل “رغم الإسناد الجوي الذي رافق زحفهم والذي بلغ 14 غارة على منطقة العمليات ولم يحرزوا أي تقدم”.
ونقل إعلام أنصار الله عن مصادر عسكرية “سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المرتزقة وتدمير 4 آليات وجرافة لهم خلال كسر زحفهم جنوب الساحل الغربي”.
إلى ذلك نشر الإعلام الإماراتي أن من وصفها بـ”قوات المقاومة الوطنية اليمنية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية شنت هجوماً واسعاً على مواقع تمركز ميليشيات الحوثي الإيرانية في الطريق المؤدي إلى مديرتي الجراحي و زبيد لاستعادة السيطرة عليهما”، مشيرة إلى أن “قوات المقاومة تمكنت من اختراق الخطوط الأمامية للمليشيات في عملية عسكرية نوعية أجبرتها على التراجع تحت وابل من النيران وغطاء جوي مكثف لمقاتلات التحالف العربي استهدفت تعزيزاتهم وآلياتهم العسكرية”.
وكانت وكالة الأنباء الإماراتية قد أعلنت في وقت سابق أن قوات “المقاومة الوطنية تمكنت وبإسناد من القوات المسلحة الإماراتية من تحرير جبل العمري في الساحل الغربي بعد حصار المليشيات وقطع الإمدادات عنها”.
وفيما زعمت قناة سكاي نيوز الأمريكية والتي تبث من الإمارات أن “المقاومة الوطنية مسنودة بقوات العمالقة وتحت غطاء جوي كثيف للتحالف، تمكنت من تحرير جبهات مديرية موزع غرب تعز وإحكام سيطرتها على مفرق المخا ومحيطه والبرح وسلسة الجبال المطلة على الساحل من المضاربة في لحج إلى البرح في تعز إلى حيس في الحديدة”، قام محافظ محافظة تعز المعين من سلطات صنعاء عبده الجندي بزيارة ميدانية وتفقدية إلى منطقة البرح التي قالت الإمارات إن قوات طارق صالح والعمالقة سيطرت عليها بإسناد من طيران الإمارات.
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” الناطقة باسم حكومة الإنقاذ خبر زيارة المحافظ الجندي للبرح وتفقده خطوط المواجهة في جبهة الساحل الغربي غرب تعز، وحسب الوكالة “كان في استقبال الجندي الشيخ فؤاد هائل سنان مدير عام مديرية مقبنة والذي اعتبر هذه الزيارة أنها تأتي رداً على مزاعم إعلام العدوان وادعاء سيطرته على هذه المناطق”، فيما نشرت وسائل إعلامية أخرى صوراً لزيارة الجندي وتجوله في أكثر من منطقة في مديرية البرح بما فيها المدينة ومحيطها، وسوق البرح الشعبي ومستشفى البرح بمديرية مقبنة.
وأثناء الزيارة أكد الجندي “أن الوضع تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبيه في مناطق موزع والوازعية ومقبنة، مثمناً جهود السلطات المحلية وقوات الجيش واللجان الشعبية وصمودهم تحت قصف الغارات وما يتعرض له الأهالي من قتل وتشريد وحصار”.
ما علاقة استهداف سفينة القمح؟
في سياق التطورات العسكرية في الساحل الغربي، أعلنت مؤسسة موانئ البحر الاحمر أن “بوارج العدوان استهدفت سفينة تجارية محملة بالقمح كانت متجهة الى ميناء الصليف بمحافظة الحديدة”، وقالت المؤسسة في تصريح صحفي “ان السفينة INCE INEBULO البالغ طولها 189 مترا، والتي تحمل 49770 طناً من مادة القمح تم قصفها من قبل بحرية العدوان أثناء توجهها الى ميناء الصليف بالحديدة بعد تفتيشها ومنحها تصريحاً من مكتب الأمم المتحدة في جيبوتي”، مؤكدة أن “بحرية العدوان اقتادت السفينة باتجاه ميناء جيزان السعودي رغم تعرضها لقصف مباشر، وسط مخاوف من غرقها”.
واعتبر مراقبون أن الاعتداء على سفينة مدنية غير يمنية تحمل غذاءً تم استيراده بشكل تجاري، “تأتي في ظل الحصار البحري المطبق على الموانئ اليمنية ومنع بوارج العدوان للسفن التجارية من الوصول الى ميناء الحديدة الذي تعرض بدوره الى سلسلة غارات أخرجت الكثير من معداته عن الخدمة”، وهو في سياق الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني واختلاق أزمة اقتصادية بالتزامن مع محاولات التصعيد العسكري في الساحل الغربي وافتعال أزمة غذائية أيضاً خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان، حسب المراقبين.
إلى ذلك كشف مصدر رفيع في العاصمة صنعاء أن الهدف من استهداف السفينة التجارية اليوم هو إلصاق التهمة بقوات حكومة الإنقاذ، بالتزامن مع تنفيذ التحالف حملة إعلامية للترويج بأن قوات الإنقاذ تستهدف خط الملاحة الدولي والسفن التجارية، استناداً إلى تهديدات قيادة المجلس السياسي الأعلى وقيادة قوات الإنقاذ باتخاذ خيارات استراتيجية تستهدف بوارج التحالف العسكرية وسفن السعودية الاقتصادية في حال تصعيد التحالف في الساحل الغربي كرد طبيعي على “العدوان على الساحل الغربي”.
وأشار المصدر لـ”المساء برس” أن المعلومات الأولية تفيد بأن قبطان السفينة أبلغ الشركة المالكة أن السفينة تعرضت لهجوم عسكري من قوات التحالف المنتشرة في البحر الأحمر، وأن الهجوم على السفينة تم بعد أن أخذ الإذن من جيبوتي بالدخول إلى المياه الإقليمية لليمن قبالة الحديدة.
شاهد الصور: الجندي يتجول في مناطق قال التحالف إنه سيطر عليها غرب تعز