عاجل: الاقتصاد السعودي يتهاوى بشكل متسارع بسبب الصواريخ اليمنية
المساء برس – تقرير خاص| الانتقام الذي رد به الجيش اليمني التابع لسلطات صنعاء كان قوياً وأشد إيلاماً مما فعلته الغارات الجوية على مكتب الرئاسة في العاصمة صنعاء أمس الأول وأدت إلى سقوط 100 جريح منهم 9 قتلوا على الفور و3 لحقوا بهم متأثرين بجراحهم.
حيث شهدت السعودية اليوم هجوماً صاروخياً باليستياً من قبل القوة الصاروخية في قوات حكومة الإنقاذ اليمنية بدأت منذ الصباح وتوقفت في ساعات الليل الأولى، حيث استهدفت القوة الصاروخية بعدد من الصواريخ الباليستية من طراز (بركان تو اتش) متوسطة المدى عدداً من الأهداف الاقتصادية السعودية في العاصمة الرياض من بينها استهداف ميناء الرياض الجاف الخاص بتجميع الحاويات التجارية ونقلها عبر القطارات إلى أرجاء المملكة.
وحسب ما أعلنته القوة الصاروخية في اليمن فإن صاروخاً من نوع (بدر1) استهدف صباح اليوم أيضاً معسكر الدفاع الجوي في جيزان، وصاروخ آخر من نفس النوع استهدف مقر المعلومات العسكرية والحرب الإلكترونية في نجران مساء اليوم الأربعاء.
وعلى الرغم من إعلان وسائل إعلامية سعودية تصدي الدفاعات الجوية لصاروخين في سماء الرياض وآخر في جيزان، إلا أن تأثير استهداف منشئات اقتصادية كميناء الرياض الجاف وهو أكبر موانئ الحاويات في المملكة السعودية كان له وقعه على الاقتصاد السعودي الذي تهاوى بعد دقائق من إذاعة صنعاء لأنباء إطلاق الصواريخ الباليستية على المنشئات الاقتصادية داخل العاصمة السعودية.
وحسب وكالة رويترز فإن السعودية أغلقت البورصة عند أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاثة أسابيع اليوم الأربعاء، بينما سجلت معظم أسواق الأسهم الخليجية الأخرى أداء ضعيفاً بسبب ما وصفته الوكالة الدولية بـ”ضغوطات التوترات الجيوسياسية على السوق، منها الأنباء بأن الحوثيين في اليمن أطلقوا صواريخاً باليستية على الرياض”.
ومن نقطة 8034 هبط المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 1.7 في المئة إلى 7878 نقطة مسجلا أدنى مستوى له منذ 15 أبريل الماضي، وتراجع السهمان القيادان مصرف الراجحي والبنك الأهلي التجاري 2.3 و2.2 بالمئة على الترتيب، كما انخفض سهم مجموعة سامبا المالية 2.8 في المئة، وفي دبي، هبطت السوق تحت ضغط تراجع سهم إعمار العقارية 4.9 في المئة. وانخفض سهم بنك دبي الإسلامي 1.6 في المئة، وسهم بنك الإمارات دبي الوطني 2.4 في المئة.
وفي تقرير سابق للوكالة ذاتها فإن المسثمرين الأجانب في السعودية باعوا أسهما أكثر من التي اشتروها، ففيما اشتروا بما قيمته 313 مليون دولار باعوا بما يوازي 361 مليون دولار، للفترة منذ منتصف أبريل الماضي وحتى الآن، وهو ما يشير إلى أن الكثير من المستثمرين الأجانب في السعودية يهربون برؤوس أموالهم بعد بيع الأسهم، فيما تشير الفترة التي سجلت فيها الأسهم السعودية هذا التهاوي، إلى الفترة ذاتها التي تعرضت فيها المملكة لتصعيد صاروخي من قبل قوات الجيش اليمني الموالي لجماعة أنصار الله، والتي بدأت تستهدف منشئات اقتصادية هامة جداً على رأسها شركة أرامكوا، عملاق النفط العالمي السعودي.
وخلال الفترة الماضية وتحديداً منذ أواخر مارس الماضي بدأ الجيش اليمني “قوات حكومة الإنقاذ” بتدشين العام الرابع للحرب السعودية الإماراتية الأمريكية على اليمن بتصعيد صاروخي ضد أهداف ليست فقط عسكرية كما كان في السابق بل دخلت المنشئات الاقتصادية السعودية بنك الأهداف في قائمة الاستهداف رداً على استمرار الحرب وعلى تصاعد استهداف المدنيين والتهديد بالسيطرة على الساحل الغربي وميناء الحديدة الاستراتيجي.
وكان الهدف الاقتصادي الأول الذي يستهدفه اليمنيون بصاروخ باليستي هو الأول من نوعه “بدر1″ وهو الصاروخ الوحيد الذي تمت صناعته محلياً بالكامل، على عكس الصواريخ الأخرى كـ”بركان تو اتش” المطور محلياً، كان الهدف الاقتصادي هو إحدى منشئات شركة أرامكو النفطية في نجران جنوب المملكة، فيما دشن الجيش اليمني دخول الحرب على اليمن عامها الرابع في 25 مارس الماضي بضرب السعودية بـ7 صواريخ باليستية أعلن فقط عن أربعة أهداف منها هي مطاري الملك خالد بالرياض ومطار أبها الإقليميين بصواريخ بركان تو اتش، ومطاري نجران وجيزان بصواريخ بدر 1، فيما تم الاكتفاء بالكشف إن الصواريخ الثلاثة الأخرى استهدفت منشئات اقتصادية دون توضيحها.
ومنذ ذلك الحين باتت المملكة في حالة ترقب دائم لاستهداف منشئاتها الاقتصادية في أي لحظة حيث تم ضرب ناقلة نفط سعودية عملاقة أثناء مرورها في البحر الأحمر قبالة الساحل الغربي لليمن، كما تم ضرب عدد من الموانئ من بينها ميناء جيزان الإقليمي الخاص بنقل المشتقات النفطية.
وخلافاً للخسائر الاقتصادية التي تتكبدها السعودية مادياً جراء الدمار الناتج عن الصواريخ الباليستية اليمنية، فإن الخسائر الأكبر تكون بشكل مباشر في سوق البورصة السعودية التي سرعان ما تتهاوى فور الإعلان عن أي قصف صاروخي سواءً تم إسقاط الصاروخ بالدفاعات الجوية أو لم يتم ذلك فإن أصحاب الاستثمارات المحلية والأجنبية يتخوفون من هذه التهديدات، الأمر الذي يتسبب بانخفاض أسعار الأسهم وأسواق البورصة وأسعار النفط.
أما ثالث الخسائر المباشرة التي تتكبدها السعودية فور إطلاق أي صاروخ باليستي على أي هدف سواء عسكري أو اقتصادي، فهو في قيمة الصواريخ الخاصة بالدفاعات الجوية الباهضة الثمن، حيث تعتمد السعودية على منظومة باتريوت (باك3) الأمريكية الصنع، وخلافاً لقيمة البطاريات الخاصة بتشغيل هذه الصواريخ وخلافاً لملايين الدولارات التي تدفعها السعودية لموظفين أمريكيين عسكريين يعملون بأجور باهضة على تشغيل هذه المنظومة وصيانتها، فإن تكلفة الصاروخ الباتريوت الواحد يبلغ 3 ملايين دولار، وفي كل مرة يطلق فيها اليمنيون صاروخاً باليستياً فإن السعودية تطلق ما بين 4-6 صواريخ باتريوت لإسقاطه، وهو ما يعني أنه في مقابل ألفي دولار هي قيمة صاروخ بركان تو اتش، بعد تطويره في اليمن، حسب مصدر عسكري موثوق تحدث في وقت سابق لـ”المساء برس”، فإن السعودية تخسر 18 مليون دولار لتدمير الصاروخ اليمني الذي لا يتجاوز تكلفته الألفي دولار فقط.
وفي مارس من العام الماضي قال الجنرال في الجيش الأمريكي ديفيد بريكينز “إن صاروخ باتريوت البالغ قيمته 3 ملايين دولار يستخدم لإسقاط طائرة بدون طيار (درون) قيمتها 200 دولار فقط”، مضيفاً في حديث للصحافة الأمريكية إنه لو كان هو العدو لقام بشراء طائرات بدون طيار عبر موقع أماون تكلفة الواحدة 200 دولار لاستهداف الولايات المتحدة التي ستطلق صواريخ (باتريوت) لإسقاطها، ثم تنفد هذه الصواريخ من الجيش أو على الأقل تستنفد موازنته”.
شاهد الدفاعات الجوية السعودية تطلق 6 صواريخ باتريوت لإسقاط صاروخ باليستي واحد من اليمن