السعودية أمام خطر وجودي.. قراءة في أبعاد أهداف القوة الصاروخية
المساء برس – وما يسطرون – زكريا الشرعبي| لا يهم أن يكون عدد الصواريخ التي أطلقتها القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية 2 أو 9 طالما أن هذه الصواريخ تمكنت من الوصول إلى أهدافها مخترقة كل أساليب الحماية، وحيث قد وصلنا إلى تحقيق هذا الإنجاز في وقت متقدم فإن طبيعة الأهداف التي استهدفتها القوة الصاروخية هي ما يجب أن تلفت انتباهنا.
لنلتفت إلى أهمية أن تكون أهداف الصواريخ اقتصادية.. ونأخذ إلى جانب هذه العملية الكبيرة عمليات استهداف أرامكو في جيزان وأرامكو نجران ومطار أبها ورسالة القوة الصاروخية إلى الشركات الأجنبية في السعودية بسرعة المغادرة.
أخذ جميع هذه المعطيات في قراءة الحدث سيكشف لنا أهميته الكبيرة فاستهداف المنشآت الاقتصادية للسعودية يضعها أمام خطر وجودي إذ أن منظومتها السياسية والخصائص الديمغرافية والمعرفية لسكانها لا تقوى على البقاء في ظل اقتصاد منهار.
“السعودية تمتلك أموالا طائلة إلى الحد الذي لا تعرف ماذا تفعل بها، نأمل من السعودية أن تضع آرامكو في سوق البورصة الأمريكي” ..هكذا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. ما يؤكد لنا أيضا أن علاقة السعودية مع العالم ورعاية واشنطن لها قائمة على المال، وإذ أكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أن السعودية هددت بقطع المساعدات عن المنظمة الدولية إذا ما أدرج اسمها في اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال جراء جرائمها في اليمن، فكشف لنا ما وراء الصمت الدولي على جرائم الحرب التي يرتكبها تحالف العدوان فإن استهداف أبطالنا للمنشآت الاقتصادية السعودية يبعث برسالة إلى المجتمع الدولي أن رائحة النفط وبريق المال الذي تبتلعون ألسنتكم عند مشاهدتكم للمذابح في اليمن، سيتحول على أيدينا إلى دخان، وعليكم أن تدركوا أن استمرار حليفتكم في الحرب أصبح مصدر ضرر عليكم وعليها.
رسالة أخرى من استهداف المنشآت الاقتصادية وجهتها القوة الصاروخية إلى ولي العهد السعودي الذي قدم رؤية 2030 للترويج لنفسه زاعما أنه سينقل الاقتصاد السعودي من طبيعته الريعية المعتمدة على النفط، إلى اقتصاد يعتمد على الاستثمار. إن استهداف المنشآت الاقتصادي السعودية ودعوة الشركات الأجنبية إلى مغادرة الأراضي السعودية قد حول السعودية إلى بلد طارد للاستثمار، ما يعني أن رؤية بن سلمان محكوم عليها بالفشل المسبق.
إن شائعة إعلامية واحدة تروج لها وكالات الأنباء قادرة على طرد المستثمرين، فكيف بحدث حقيقي تهتز منه أركان النظام السعودي، واستعرضوا إن شئتم بيانات البورصة السعودية في الأسبوع الفائت.
تقول وكالة رويترز إن المسثمرين الأجانب في الأسهم باعوا أسهما أكثر من التي اشتروها فحيث اشتروا بما قيمته 313 مليون دولار باعوا بما يوازي 361 مليون دولار.
وهذا بعد إعلان القيادة السياسية وقيادة الثورة أنها سترد بحزم على جريمة اغتيال الشهيد الرئيس صالح الصماد. كان هذا بعد الإعلان فقط.