عام 2014.. ماذا كانت تفعل طائرة نقل عسكرية إماراتية في سقطرى؟

المساء برس – خاص| كشف صحفي يمني بارز عام 2014 عن تواجد إماراتي داخل جزيرة سقطرى وأن طائرة نقل عسكرية إماراتية كانت تتردد على الجزيرة لنقل معدات لأحد شيوخ الإمارات الذي كان متواجداً حينها في الأرخبيل، وأن حكومة هادي حينها كانت على اطلاع بالدور الإماراتي الخطير في الجزيرة منذ ذلك الحين.
وكتب الصحفي رشيد الحداد في صفحته على الفيس بوك، ورصده “المساء برس” أنه في أبريل من العام 2014 قام مع عدد من الصحفيين ومراسلي وسائل إعلام دولية، بزيارة جزيرة سقطرى، “واثناء تواجدى في الجزيرة حاولت معرفة كل مايدور فيها من خلال الاحتكاك بالناس، واستعنت بعدد من الزملاء من ابناء سقطرى، وجدت حينها الإمارات في حديبو وفي قلنسية المديريتين الواقعتين في نطاق الجزيرة بالإضافة إلى جزر أخرى كعبد الكوري التي التقيت فيها بأناس يسكونون الجزيرة”.
وأضاف الحداد أنه عاد إلى العاصمة صنعاء بانطباع سيء عن الوجود الحكومي في سقطرى، واصفاً تواجدها بالقول: “فالحكومة كانت رمزية وتركت الحبل على الغارب”.
وتطرق الزميل الحداد إلى جزء من التحقيق الذي نشره في صحيفة “الوسط” الأسبوعية بعد عودته من سقطرى، ومن ذلك “وصول طائرات شحن عسكرية تحمل أدوات خاصة بأحد مشائخ أبوظبي الذين كانوا يقضون أسابيع في الجزيرة للراحة والنقاهة، بل إن أحدهم جلب طائرات عمودية على متن طائرات شحن عسكرية تابعة للقوات الجوية الإماراتية بغرض التنقل من بادية سقطرى إلى المناطق الحضرية فيها”، كل هذا كان في العام 2014 وقبل أن يشن التحالف بقيادة السعودية وواشنطن الحرب على اليمن، وقبل حتى، أن تحدث أي أزمة سياسية في صنعاء.
كما لفت الصحفي الحداد أن أحد المسؤولين الأمنيين في وزارة الداخلية بصنعاء تواصل به بعد أيام من نشر التحقيق الصحفي، وأخبره بأنه تفاجأ بما جاء في التحقيق الصحفي من معلومات عن غياب الدولة وحضور الإمارات، وأضاف الحداد: “فقلت له بدى لي الوضع غير طبيعي وخطير ويعد تدخل وانتهاك للسيادة اليمنية”، مشيراً إلى أن المسؤول الأمني وافقه الأمر خاصة فيما يتعلق بموضوع طائرات الشحن العسكرية الإماراتية والطائرة العمودية التي كان يتنقل بها أحد شيوخ أبوظبي فوق الجزيرة.
وتعليقاً على المستجدات الأخيرة في جزيرة سقطرى والمتمثلة بإرسال الإمارات قوات عسكرية إماراتية بعتادها العسكرية إلى الجزيرة وفرض سيطرتها مباشرة على الميناء الجوي والبحري رغم وجود رئيس حكومة المنفى الموالية للتحالف احمد عبيد بن دغر في الجزيرة، قال الحداد إن ما يحدث اليوم في سقطرى أمر خطير، مضيفاً: “فالإمارات بدات بإستهداف هوية سقطرى وثقافتها، وتأريخها، وبيئتها، وخصوصيتها، ولذلك ادعوا إلى التجاوب مع مطالب ابناء المجلس العام لأبناء سقطرى والمهرة نظراً لشعبية الواسعه في سقطرى من جانب وللترابط الأسري الكبير بين قبائل سقطرى وقبائل المهرة، والتأثير المتبادل بين المجتمعين السقطرى والمهري اللذان يعدان مجتمع متجانس بعادات وتقاليد وروابط مشتركة.. فدعم المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى وتلبية مطالبة والحفاظ على هوية سقطرى والمهرة، الآن، هو الحل لحماية سقطرى من الاستعمار الإماراتي، فأبناء سقطرى لو لم يحبون وطنهم السقطرى ويفتخرون بيمنيتهم ما ظلو اكثر من 700 سنه يمنيين وسط المحيط الهندي..”
وتصاعد التوتر بين حكومة الرئيس المنفي عبدربه منصور هادي والإمارات في اليمن على إثر احتجاز رئيس الحكومة بن دغر في جزيرة سقطرى وعدم السماح له بالمغادرة من قبل القوات الإماراتية التي أرسلت قوة عسكرية سيطرت على الميناء الجوي والبحري بعد أيام من تواجد بن دغر وعدد من الوزراء في الجزيرة ووضعه حجر الأساس لعدد من المشاريع البسيطة كسفلتة الطرقات، وهو ما اعتبرته حكومة هادي عبر مصادر مسؤولة أنها ممارسات احتلال علني وانتهاك لسيادة دول عربية وعضو في الأمم المتحدة، وعلى إثر ذلك أرسلت السعودية لجنة عسكرية إلى الجزيرة أمس الجمعة لإنهاء التوتر بين الطرفين، غير أن اللجنة وحسب مصادر في سقطرى بدت وكأنها قد جاءت لممارسة ضغوطات على بن دغر وليس لإنهاء التوتر.
وكانت مصادر في سقطرى قد كشفت في وقت سابق لـ”المساء برس” أن الخطوة الإماراتية التصعيدية ضد حكومة هادي في سقطرى جاءت رداً على ما وصفته المصادر بأنها “عدم التزام هادي وحكومته بتنفيذ بنود اتفاق تم التوقيع عليه بينه وبين الإماراتيين وأنه بناءً عليه سمحت الإمارات لبن دغر بالعودة إلى مدينة عدن جنوب اليمن قبل أكثر من شهر”، بعد غياب استمر لأكثر من شهرين بقي خلالها بن دغر مقيماً في القاهرة وممنوع من العودة إلى عدن.
وكانت مغادرة بن دغر لمدينة عدن قد أتت بطلب من السعودية التي استدعته إلى الرياض عقب أحداث يناير الماضي التي سيطرت فيها قوات جنوبية موالية للإمارات على المقرات الحكومية والمعسكرات وأخرجت قوات هادي العسكرية منها، ومنذ ذلك الحين لم يعد بن دغر إلى عدن وانتقل للعيش في القاهرة وقبل فترة وجيزة عاد بن دغر ومعه عدد من الوزراء الذين قدم اثنين منهم استقالتهما من الحكومة بعد أن كشفوا بتصريحات إعلامية أن “الرئيس هادي خاضع للإقامة الجبرية وهو بمثابة المحتجز لدى السعودية وأن الإمارات تحولت إلى دولة محتلة لجنوب اليمن وموانئه ومطاراته”.

قد يعجبك ايضا