بن دغر محتجز بسقطرى ووصول لجنة عسكرية سعودية وتم الاتفاق على التالي
السماء برس – خاص| أفادت مصادر محلية في أرخبيل سقطرى جنوب اليمن بأن حالة التوتر بين رئيس وزراء حكومة المنفى أحمد عبيد بن دغر والقوات الإماراتية المتواجدة في الجزيرة قد زادت يوم أمس بعد أن فرضت القوات الإماراتية سيطرتها على المطار الرئيسي والميناء.
وأفادت المصادر في حديث خاص لـ”المساء برس” إن اختفاء بن دغر يوم أمس وانقطاع الاتصال به لم يكن شائعة كما نفى مكتب الأمانة العامة للرئاسة عبر مدير مكتب الأمين العام المنفي في السعودية، وأن الرجل كان مختفياً بالفعل وهو ما أدى إلى الاعتقاد بأنه قد غادر الجزيرة على متن قارب صغير لأحد المواطنين.
مشيرة إلى أنه وبعد أن سيطرت القوات الإماراتية على مطار سقطرى بعد وصولها من الإمارات أمس الأول، رفضت هذه القوات السماح لرئيس الوزراء ومن معه مغادرة الجزيرة، وأن معلومات كانت قد سُربت بأن بن دغر ومن معه من الوزراء سيغادرون الجزيرة عبر الميناء، وهو ما دفع البعض للاعتقاد بأنه قد غادر فعلاً حين تعذّر الاتصال به أمس الخميس.
وكانت المصادر ذاتها قد كشفت لـ”المساء برس” أمس الخميس أن بن دغر وعدد من وزلائه غادروا الجزيرة على متن قارب لأحد المواطنين قبل أن تُرسل القوات الإماراتية قوة عسكرية مصغرة إلى الميناء البحري للسيطرة عليه، مؤكدة انقطاع الاتصال به تماماً ولا يزال مختفياً حتى ساعة كتابة الخبر، في حين تبين لاحقاً أن اختفاء بن دغر كان مؤكداً، لكنه لم يغادر الجزيرة كما أفادت به المعلومات التي حصلت عليها مصادر “المساء برس”.
الظروف الغامضة التي اختفى فيها بن دغر يوم أمس بالتزامن مع حالة التوتر والاحتقان بين حكومة هادي والإمارات بسبب إرسال الأخيرة قوة عسكرية إلى سقطرى دون أي تنسيق مع الحكومة الموالية للتحالف أثناء تواجد رئيسها وعدداً من الوزراء، أدى إلى تصاعد التوتر بين الطرفين، كما دفع انتشار خبر اختفاء بن دغر وتداول وسائل إعلامية عديدة للخبر وانتشار المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي دفع بمسؤولين في حكومة المنفى إلى تلافي الحدث ونفيه بتصريحات لمسؤولين في حكومة “الشرعية” في الرياض من بينهم وزير الخارجية عبدالملك المخلافي الذي غرّد في صفحته على تويتر بأنه تلقى “اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر من أرخبيل سقطرى” وأن الاتصال “أشعره بالسعادة للجهود التي تبذل لتعزيز وجود الدولة وتقديم الخدمات في الأرخبيل”.
وقبل ذلك، بعد ساعة من نشر المساء برس لخبر اختفاء بن دغر، كان مدير مكتب أمين عام رئاسة حكومة هادي والمقيم خارج اليمن صالح الحكمي قد نشر في صفحته بالفيس بوك نافياً “صحة الأخبار والإشاعات التي يتم تداولها هذا المساء بخصوص مغادرة دولة رئيس الوزراء والوفد المرافق له وانقطاع الاتصال به”.
وحسب المصادر فإن بن دغر لا يزال محتجزاً داخل سقطرى ويعجز عن مغادرة الجزيرة وسط تزايد توتر الوضع بين حكومة هادي والإماراتيين، في الوقت الذي تداولت فيه مواقع إخبارية تابعة لحزب الإصلاح أنباءً تفيد بتقدم الرئيس الخاضع للإقامة الجبرية في الرياض بشكوى للعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز شكا فيها تمادي الإمارات في أرخبيل سقطرى، غير أن هذه الأنباء لم يتم تأكيدها حتى اللحظة.
كما حصل “المساء برس” على معلومات لا زالت غير مؤكدة أيضاً، تفيد بأن إرسال الإمارات لقوات عسكرية بشكل مفاجئ بالتزامن مع تواجد حكومة هادي في جزيرة سقطرى، أتى للرد على عدم التزام هادي وحكومته ببنود اتفاق غير معلن تم بينه وبين الإماراتيين في وقت سابق، وأنه بموجب هذا الاتفاق سمحت الإمارات لحكومة المنفى بالعودة إلى عدن قبل شهر.
كما أفادت المعلومات بأن القوات الإماراتية في سقطرى قد بدأت بالفعل بالإشراف على مطار وميناء الجزيرة وستستمر في ذلك رغم تزايد التوتر وعدم أخذ موافقة “الشرعية”.
إلى ذلك كشفت وكالة أنباء روسية عن وصول لجنة عسكرية سعودية إلى سقطرى اليوم الجمعة على وقع حالة الاحتقان في الجزيرة بين “الشرعية” والإمارات.
وحسب وكالة سبوتنيك فإن “اللجنة المشكلة من قيادات عسكرية سعودية التقت قيادة القوات الاماراتية و رئيس حكومة هادي ووزراء في حكومته في الجزيرة”، وأن عمل اللجنة متركز على حل الخلافات بين الطرفين وإنهاء النزاع وتمكين رئيس الحكومة من مغادرة الجزيرة.
إلى ذلك نقل موقع “يمنات” الإخباري عن مصادر أنه تم الاتفاق على “سحب القوات الاماراتية من ميناء و مطار سقطرى و من محيط اللواء الأول مشاة جبلي، على أن يتم نشر قوة أمنية موالية للإمارات في المطار و الميناء تعرف بجهاز (الشامل)”.