زعيم أنصار الله: واشنطن ضالعة بشكل مباشر في اغتيال الرئيس الصماد
المساء برس – استماع خاص| تقدم زعيم أنصار الله بالشكر لكل من حضروا مراسم تشييع الرئيس الراحل صالح الصماد صباح اليوم وتماسكهم في ميدان السبعين أثناء الغارات الجوية التي استهدفت محيط الميدان بقصد إخافة المحتشدين.
وعلق زعيم الحركة عبدالملك الحوثي على اغتيال صالح الصماد بالقول إن قوى التحالف هم الخاسرون على استهدافهم للرئيس الصماد، أما الشعب اليمني فهو مجاهد وثابت وصامد ومستمر في تقديم التضحيات.
مضيفاً أن الخاسر الأوحد هو التحالف الذي شبهه الحوثي بـ”البقرة الحلوب” نظراً للتعامل الأمريكي مع دول التحالف واستمرار دفع السعودية والإمارات الأموال لواشنطن، وأن دول التحالف باتت أداة بيد واشنطن تنفذ ما تأمرها حتى ولو كانت جرائم إبادة جماعية بحق النساء والأطفال من الشعب اليمني.
وقال الحوثي إن استهداف صالح الصماد كانت جريمة بكل المعايير والمقاييس لأنها استهدفت رمزاً سياسياً مدنياً وإنساناً مسلماً لم يرتكب أي شيء يبرر للعدو ما فعله.
وكشف الحوثي أن من استهدف صالح الصماد هي الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً: “الأمريكي ضالع في هذه الجريمة بشكل مباشر” مضيفاً: وقد اعترف الأمريكي بنفسه بأنه هو من يقدم المعلومات الاستخبارية لدول التحالف.
وأضاف الحوثي إن الهدف من استهداف الرئيس الراحل هو إحداث شرخ داخل الصفوف الداخلية للشعب اليمني، مشيراً بأنهم كانوا يريدون إحداث زعزعة في المكونات السياسية وإحداث خلافات بعد أن يحدث فراغ سياسي في منصب رئيس المجلس السياسي، وأضاف: وأيضاً البعض منهم ولربما الطائشون الذين فقدوا عقولهم وأعجبهم أن يهذربوا بكلام فارغ، أن هذا قد يمثل خلخلة وهزة داخل أنصار الله”، لافتاً إلى أن كل ما روجوا له سراب ووهم ولم يحدث منها شيء، وأن النتائج كلها جاءت عكسية على ما كانوا يتوقعونه.
وأكد أن إرادة الشعب اليمني في الصمود والثبات هي اليوم أقوى وأعمق ومتجذرة في العمق أكثر من أي وقت مضى، وهي أقوى إرادة وتصميماً وثباتاً والروحية المعنوية قد ازدادت بعد اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد.
وأكد الحوثي أن استهداف الصماد قد ترك لدى الشعب اليمني ارتفاع المعنويات وعزز إرادة الصمود ومشاعر الإباء والثبات وأصبح الموقف قوي وأكثر من أي وقت مضى، مؤكداً أن جماهير الشعب منذ أن علموا بنبأ استشهاد الرئيس الصماد والفعاليات والتحركات الشعبية وصولاً إلى التشييع المهيب كل ذلك يشهد ويتجلى أن الأثر النفسي والوجداني لهذه الشهادة أثر كبير وعظيم وإيجابي يدفع الشعب للاستبسال في التصدي للعدوان، وأن عملية الاغتيال أحيت لدى اليمنيين المشاعر والمزيد من استشعار المسؤولية، وهذا هو الذي حدث، مستدركاً بالقول: “لكن قوى العدوان عميٌ صمٌ بكم ولا يريدون أن يدركوا الحقيقة، وهم أحرار فيما يعتقدون”.
وأكد الصماد أن الروح المعنوية اليوم بعد اغتيال الصماد عادت وتجددت كما كانت في بداية العدوان، وكان وقعها على الشعب اليمني مثلما كان وقع التدخل العسكري في بدايته على الشعب أيضاً والذي دفع الجميع نحو الجبهات للدفاع عن اليمن، أمام العدو.
“الإجراءات التي اتخذت بعد اغتيال الصماد”
كما تطرق زعيم أنصار الله إلى طبيعة التعامل مع حادثة الاغتيال في إدارة الدولة سواء في المجلس السياسي الأعلى وأعضائه ومجلس الدفاع الوطني وغيرها من الأجهزة القيادية العليا والتي عملت على سد الفراغ وتحمل المسؤولية، مؤكداً أن تماسكهم وتفاعلهم واستمراريتهم في أداء أعمالهم كل هذا يؤكد مستوى الصمود ومستوى الاستقرار، لافتاً إلى أن اغتيال الصماد لم ينعكس على أداء أجهزة الدولة العليا لأن كل فرد يعمل لديه هدف هو الصمود والاستمرار في صموده وأنه ليس مرتبطاً بشخص معين بل بهدف عام يسعى لتحقيقه ولهذا لم يؤثر اغتيال الصماد على أداء قيادة الدولة التي تمكنت من تسيير الأمور بشكل سلس.
وأكد الحوثي أن على الجميع التأكد من أن جماعة أنصار الله لم تمارس أي ضغوط على أي جهة حكومة أو سياسية بعد اغتيال الصماد، مضيفاً بأن أعضاء المجلس السياسي اجتمعوا بعد اغتيال الصماد وتم إخبارهم بأن الرئيس قد استشهد، مضيفاً: “وأنا أشكر لأعضاء المجلس استشعارهم للموقف وسرعة تداركهم الوضع وإغاضتهم للأعداء”، مؤكداً أن الوحدة والتعاظد والتكامل هو ما حدث بعد ارتكاب “أولئك الحمقى والمغفلين لهذه الجريمة”.
ما من شك أن المدافعين عن اليمن سيتجهون وسيرفعون من أدائهم بشكل أفضل على المستوى الرسمي.
كما تطرق زعيم أنصار الله إلى الحديث عن صالح الصماد، مؤكداً بالقول: “سنتحدث عن الرئيس الشهيد صالح الصماد بما يفيد للمرحلة الحالية على المستوى الرسمي والشعبي”.
أكد الحوثي أن صالح الصماد كان رئيساً للمجلس السياسي الأعلى الذي هو بمثابة رئاسة الجمهورية، وأضاف: “طلب منا أن نكلف غيره وأن نختار غيره وأن ننظر غيره، وقال إذا ترون أن هناك أي شخص هو أجدر بأن تختاروه، مؤكداً أن الصماد لم يكن يلهث وراء المنصب”.
وأكد الحوثي أن قيادة الحركة كانت على تواصل مستمر بالرئيس الصماد، لافتاً إلى أنه لم يتغير بعد توليه منصب الرئاسة وظل يعمل بنفس النفسية والروحية التي كان يعمل بها منذ نشاطه في صعدة وحتى وصوله إلى قصر الرئاسة، وظل متواضعاً مع الجميع دون استثناء ويعمل من واقع المسؤولية القرآنية والإيمانية.
مؤكداً أن الرئيس الصماد ظل محافظاً على نزاهته وتواضعه مع الناس، وظل يرى نفسه مثله مثل أي مواطن بسيط، والمنصب الذي تقلده لم يكن بالنسبة له سوى مسؤولية يراعي الله والشعب فيها، ولم يستغل الرئيس الصماد منصبه لبناء ثروة له كما فعل آخرون والجميع يعرفهم ويعرف كيف استغلوا مناصبهم لبناء إمبراطوريات مالية، مشيراً: “لم يكن صاحب أرصدة في البنوك، ولم يكن له مؤسسات وشركات تجارية، ولم يكن له قصور ومنشئات ترفيهية، ولا أي شيء أبداً، بل إنه لم يسعى لأن يمتلك من موقعه هذا في السلطة حتى منزلاً عادياً لأسرته وأطفاله، إلى هذه الدرجة”، مرتبه البسيط المتواضع إن توفر وما يحصل له في واقع حياته من قبل ويكتفي بذلك فقط، ولم يكن يسعى للالتفاف من هنا ومن هنا للحصول على الثروة والأموال كما فعل البعض.
وأكد الحوثي أن الرئيس الراحل صالح الصماد كان نموذجاً للمسؤول الراقي في خدمته لشعبه، وأنه لقي الله وهو نزيهاً شريفاً لم يسرق على الشعب اليمني فلساً واحداً ولم ينهب قطعة أرض كما فعل من قبله ومن يتغنون اليوم بوقوفهم مع الشعب وهم في صف العدوان.
يوم نزل إلى ذمار تواصل بي وأخبرني أنه سينزل من الذمار، وأنا قلت له أتمنى أن تقلل من تحركاتك هذه الفترة مع تزايد الرصد الجوي.
حتى حين نزل إلى الحديدة أخبرني قبلها بأنه سينزل إلى المحافظة، وأنا أخبرته بأني لا أحبذ أن ينزل إلى الحديدة بأي حال من الأحوال، كان حريصاً على النزول ومصراً على النزول وكان مستثاراً عندما قال السفير الأمريكي أن الأهالي سيستقبلون العدوان بالورود، وأنا تفاجأت حين علمت أنه نزل إلى المحافظة.
وخاطب الحوثي أبناء تهامة بالقول إن الصماد حين نزل الحديدة نزل وهو يحمل كفنه بيده، مشيراً إلى أنه لم ينزل للمحافظة لكي يقتطع له قطعة أرض تكون مزرعة له كما يملك الآخرون الذين بسطوا على عشرات الكيلوهات من الأراضي التهامية والذين يملك أحدهم مزرة بمساحة 15 كيلو متر وآخر 8 كيلو متر وآخر 5 كيلو متر، مؤكداً أن الصماد كان النموذج الذي لم يغتر بالسلطة ولم يطعى ولم ينهب أموال الشعب وأن هذا هو النموذج الذي يجب أن يكون عليه كل مسؤول.
“ما بعد اغتيال الصماد”
وأكد زعيم أنصار الله أن على الشعب اليمني والمسؤولين في مناصبهم عليهم السير والتمسك بقوة كبيرة جداً بمشروع الرئيس الراحل الذي اتخذ له عنواناً يلخص الهدف الأسمى وهو (يد تبني ويد تحمي) وأن على المسؤولين استغلال مناصبهم ومواقعهم في المسؤولية التركيز على هذا النهج وهو مرحلة البناء.
وخاطب الحوثي البعض من كبار المسؤولين ممن وصفهم (من يريدون التسلق على ظهور الآخرين) بأن عليهم أن يتقوا الله في الشهيد الصماد بأن يكملوا مشروعه في العمل والحرص على النزاهة والبعد عن الفساد والجد في مشروع يد تبني ويد تحمي ليأخذ مسار عمله، وعدم المزايدة على الآخرين وكيل التهم والأكاذيب، بحقهم، مضيفاً: “نحن نؤكد والجميع يعرف أن أنصار الله هم أكثر من قدموا الشهداء في سبيل التضحية والدفاع عن البلاد، وفي الوقت ذاته لا يزال هناك بعض المزايدين الذين لم يقدموا أي عمل إيجابي للشعب من واقع مناصبهم ومسؤوليتهم أمام الله والشعب والوطن، ولا يظهرون إلا عند كيل التهم للآخرين والنيل منهم بدون وجه حق”.
وأكد زعيم أنصار الله أنه وأمام مرحلة التصعيد العسكري التي يسعى لها التحالف، يجب التحشيد بقوة للجبهات من ناحية، وتحرك أصحاب الأموال من رجال الأعمال والتجار لإعانة وتوفير المؤن الغذائية والمساعدات المالية للأسر التي يقاتل أبناؤها ومن يعولون هذه الأسر في الجبهات.
كما تطرق الحوثي إلى مسألة قانون الزكاة، حيث دعا أعضاء مجلس النواب على السرعة في البت بقانون الزكاة نظراً لاقتراب شهر رمضان.