صنعاء تعتذر عن استقبال المبعوث الأممي السبت المقبل
المساء برس – تقرير خاص| أكدت مصادر مطلعة في حركة أنصار الله بالعاصمة صنعاء أن السلطات الرسمية بعثت برسالة عاجلة إلى مكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث أبلغته فيها اعتذارها عن إمكانية استقباله في العاصمة صنعاء نظراً لانشغال القيادة السياسية وقيادة أنصار الله بمراسم تشييع جثمان الرئيس الراحل صالح الصماد، الذي اغتيل بقصف جوي من طائرة أمريكية بدون طيار الخميس الماضي بمدينة الحديدة غرب اليمن.
كما نقلت وكالة الأنباء التركية “الأناضول” عن مصادر مقربة من المبعوث الأممي أن حركة “أنصار الله” أبلغت مكتب المبعوث أنها ستكون منشغلة خلال الأيام المقبلة بمراسم التشييع والعزاء وأنها لن تتمكن من اللقاء به.
وكان المبعوث الأممي قد التقى أمس الأربعاء الرئيس المنتهية ولايته والخاضع للإقامة الجبرية في العاصمة الرياض، عبدربه منصور هادي وهو أول لقاء يجريه المبعوث جريفيث ضمن جولته الثانية في إطار وضع خارطة للسلام أعلن عن تقديمها خلال الشهر الحالي والشهر القادم في إحاطته لمجلس الأمن مؤخراً.
وقد كان من المفترض أن يكون المبعوث البريطاني الجنسية يوم السبت المقبل في العاصمة صنعاء للقاء بأصحاب القرار في العاصمة بعد اللقاء بهادي وأطراف في السعودية.
كما نقلت الوكالة عن المصادر الأممية ذاتها توقعاتها بأن يتجه المبعوث الأممي إلى العاصمة العمانية مسقط للقاء برئيس الوفد التفاوضي والناطق باسم الحركة محمد عبدالسلام المتواجد حالياً هناك.
وكانت أول زيارة للمبعوث الأممي الجديد إلى صنعاء قد استمرت 7 أيام وشهد المبعوث خروج الجماهير اليمنية في ميدان السبعين في الذكرى الثالثة للحرب التي أعلنها التحالف بقيادة السعودية ضد اليمن، وكانت زيارة جريفيث لصنعاء فريدة من نوعها من ناحية المدة التي قضاها في العاصمة صنعاء أولاً، ومن ناحية الشخصيات التي التقاها الرجل ثانياً، والتي لعل أبرزها لقائه بزعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي، حسب تأكيدات من مصادر رسمية في صنعاء، والجلوس مع كافة الأطراف السياسية الفاعلة في الميدان.
وكانت زيارة غريفيث السابقة أواخر مارس الماضي لصنعاء، قد اعتبرها مراقبون أنها توحي بجدية العمل للتوصل لحل سلمي للصراع اليمني السعودي الإماراتي، حيث حرص جريفيث على اللقاء بكل القوى اليمنية من دون استثناء، وهو ما مثّل توافقاً في التوجهات بين المبعوث الأممي والرئيس الراحل صالح الصماد والذي كان حريصاً على دعوة كل الأحزاب والأطراف إلى الجلوس للتفاهم والاتفاق على الشراكة.
وكان المبعوث الأممي قد تقدم بتعزية في اغتيال الرئيس الراحل الصماد، حيث أعلنت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” التابعة لحكومة الإنقاذ، أن المبعوث الأممي أجرى اتصالاً هاتفياً مع حسين العزي رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حركة أنصار الله ونائب وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ، وأعرب جريفيث خلال اتصاله عن “عن بالغ حزنه وأسفه جراء هذه العملية التي أودت بحياة الصماد”، وقال غريفيث إنه “على الرغم أنني لم التقي به سوى مرة واحدة إلا أنني لمست فيه رجل سلام”.
وقد أكد المبعوث الأممي جريفيث خلال إحاطته أمام مجلس الأمن في الـ17 من أبريل الجاري إنه وجد في الأطراف في صنعاء نوايا حقيقية لتحقيق السلام في اليمن وإنهاء الحرب، وفي الوقت ذاته لم يبدِ الطرف السعودي أي نوايا تثبت توجهه الصادق لتحقيق السلام في اليمن وإيقاف الحرب التي يقودها منذ مارس 2015، وليثبت النظام السعودي الذي تبيّن بشكل واضح أن واشنطن هي من تقف خلفه مباشرة في الحرب على اليمن من خلال العملية الأخيرة، ليثبت عدم جديته في إيجاد أي حل في اليمن نفذت واشنطن بطائرة بدون طيار عملية اغتيال الرئيس الراحل صالح الصماد وتبناها التحالف السعودي، وهو الأمر الذي قرأه الرئيس الجديد مهدي المشاط بأن “تحالف العدوان هو من اختار العواقب التي لن يطيقها باغتياله الرئيس الصماد”، في إشارة إلى أن التصعيد العسكري من صنعاء سيكون أكبر بكثير من تصعيد التحالف.