عاجل واشنطن متورطة باغتيال الصماد وصنعاء ستضرب هدف أمريكي مباشر
المساء برس – خاص| كشف مصدر قيادي في حركة أنصار الله أن الولايات المتحدة شاركت في عملية الساحل الغربي لليمن الخميس الماضي والتي استهدفت اغتيال الرئيس الراحل صالح الصماد بقصف موكبه المكون من سيارتين بمدينة الحديدة.
وأضاف المصدر في تصريح صحفي لصحيفة “الأخبار” اللبنانية إن عدم إعلان نبأ اغتيال الصماد في حينه كان له أسباب عدة، أبرزها تقييم الوضع الداخلي وإتاحة فرصة للمجلس السياسي الأعلى لاختيار عضو من المجلس لرئاسته خلفاً للصماد، بالإضافة إلى السبب الأهم وهو تقييم الهجوم أمنياً وما يرافقه من مخاوف في عملية مماثلة، والأهم التأكد من منفّذي الجريمة بالوسائل كافة، الأمنية والإعلامية والسياسية، وهي التي قادت جميع خيوطها إلى إسهام الأميركيين في العملية، حسب وصف القيادي الكبير الذي وصف خسارة اليمن بـ”الكبيرة جداً جداً”.
السعودية والإمارات تبتلع طُعم صنعاء
وأضافت الصحيفة إن تأخير إعلان “استشهاد الرئيس الصماد” شكّل فضيحة كبيرة للقوات السعودية والإماراتية التي تقود الحرب ضد اليمن، إذ لم يكن هؤلاء على علم ودراية بما جرى، “فالتحالف لم يعلن عن أي غارات أو عمليات في المنطقة طوال المدة التي تقلّ عن خمسة أيام بقليل، سوى تسريبات صحافية تزعم قتل من اعتبر «قائد القوات البحرية». حتى إن الرياض وأبو ظبي ابتلعتا الطعم الأمني الذي رمته صنعاء، عبر إظهار الصماد في شريط مصوّر بعد استشهاده، يتضمن جولات الرجل على ورش التصنيع العسكري المحلي. تعمّدت قيادة «أنصار الله» إظهار الشريط لسببين: الأول فضح ضعف السعوديين والإماراتيين استخبارياً، وإفشال أي خطوة مبيّتة للأعداء قد تلي العملية، عبر إيهامهم بفشل الهجوم واتخاذ تدابير الاستعداد اللازم. ولم ينشر السعوديون صوراً للهجوم من الجو، إلى أن حدّد قائد «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، أمس، مكان الاستهداف في شارع الخمسين في الحديدة”، ما يعني أن جماعة أنصار الله استغلت حتى أن تتعمّد إظهار مكان الاستهداف بالشارع والأماكن المشهورة فيه بقصد فضح وتعرية السعودية والإمارات وكشف فشلهما استخبارياً وعسكرياً، إذ لو لم يعلن زعيم أنصار الله مكان استهداف الرئيس الصماد لما بثت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية الشريط الفيديو الخاص بالضربة التي بدا من الواضح أنها لم تكن تعلم من هو الشخص الذي استهدفته.
وحسب الصحيفة فإن لدى قيادة أنصار الله ثقة كبيرة ومؤكدة بأن الأمريكيين شاركوا في الهجوم، وكشف المصدر القيادي في الجماعة أن قيادة الدولة تدرس منذ يوم الجمعة الماضية الرد المناسب على اغتيال الرئيس الصماد، مؤكداً أن الرد سيشمل هدفاً أمريكياً مباشراً من بين عدة أهداف بالإضافة إلى أهداف أخرى “تتناسب والخسارة التي تتطلب تدفيع العدوان ثمناً موجعاً”.
ونقلت الصحيفة عن قيادات في أنصار الله قولها إن الرئيس الصماد كان هدفاً لكل من السعودية والإمارات، وخلال جولاته السابقة في الحديدة والساحل الغربي لم ينجح التحالف في الوصول إلى الهدف، مضيفين “حتى تدخّل الأميركيون، أخيراً، في عملية معقدة تحمل بصمات واشنطن بوضوح، ولا تشبه عمليات القصف التي ينفذها التحالف السعودي منفرداً”.
وأضافت الصحيفة إن المعلومات تشير إلى أن إدارة ترامب تشارك السعوديين والإماراتيين الرغبة في إبعاد “أنصار الله” عن كامل الساحل الغربي، وميناء الحديدة بالتحديد، وهو ما كان محل نقاش أميركي لأسباب إنسانية، مؤكدة أن “الحماسة الأميركية توازيها حماسة مماثلة لدى بريطانيا، التي يُرصد لها اهتمام استثنائي بالساحل والبحر الأحمر”. وأن من المتوقع أن تتصاعد العمليات في الساحل الغربي بهدف الوصول إلى الحديدة، كمحطة أساسية يراهن عليها التحالف في كسر صمود صنعاء.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الصماد “كان يردد أنه لا يملك مالاً كافياً ليصرفه على أبنائه إذا ما استشهد، ولن يكون أمام عائلته سوى العودة من العاصمة صنعاء إلى قريتهم في الشمال إذا ما نجح العدو في قتله. لكن المؤكد أن الرئيس اليمني، صاحب الكاريزما والموهبة الخطابية والنشاط الدؤوب، خلّف وراءه عشرات الآلاف من الجنود الذين قام بتخريجهم في دورات المعسكرات التدريبية في الأشهر الماضية، فضلاً عن قوة عسكرية صاعدة ومتنامية لم يشهد اليمن مثيلاً لها، من بينها ما كان الرجل مهتماً بمتابعته شخصياً باهتمام بالغ: البرنامج الصاروخي الذي أوصله إلى معادلة «صواريخ يومية على السعودية»، والتصنيع العسكري المحلي على صعد متنوعة، والقوة البحرية على الساحل الغربي. عناصر قوة شارك في تفعيلها الصماد، وتركها لبلاده إرثاً كافياً للرد على العملية، التي أراد من اتخذ قرارها إيقاف المد الثوري في اليمن”.