الحوثيون يكشفون آخر صناعاتهم الحربية والشرعية بانتظار التحقيق معها
المساء برس – تقرير خاص| مع بداية العام الرابع من الحرب السعودية الإماراتية على اليمن والتي تدعمها كلٌ من واشنطن ولندن وتأيدها بقوة إسرائيل كونها تعتبر جماعة الحوثيين خطراً إسرائيل حسب وسائلها الإعلامية، يكشف الحوثيون عبر قوات حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء عن آخر صناعاتهم الحربية.
هذه المرة أزاح رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، الستار عن أول سلاح ثقيل يتم صناعته في اليمن، وهو المدفع (رجوم) ذو العيارات المتعددة، بالإضافة إلى الكشف عن الذخائر الثقيلة من قذائف الهاون وقذائف المدفعية الثقيلة والمتوسطة وصواريخ الكتف والألغام المدمرة للعربات العسكرية، ومخازن الذخيرة الخاصة بالبنادق الآلية “الكلاشينكوف”، وطائرات (قاصف1) الهجومية التي سبق واستخدمتها قوات الإنقاذ في قصف أهداف داخل العمق السعودي من بينها منشأة أرامكو النفطية جنوب السعودية.
ما كشف عنه الحوثيون اليوم سبق وأكده الصماد في كلمة له أمام قيادة الأمن المركزي في حفل تخرج دفعة من الضباط، حيث أكد أن أغلب الذخائر التي يتم استخدامها في القتال في مختلف الجبهات تم الاكتفاء منها ذاتياً، مضيفاً بالقول: “مكتفيين من الذخيرة وعادحنا نشتري أيضاً من مرتزقتهم في نهم وفي المخا ولسنا نخفي هذا الأمر”، وأضاف مخاطباً التحالف: “إذا كانوا يعتقدون أن مرتزقتهم موجودين في نهم والمخا ومنتظرين يتقدموا فلا ينتظروا هذا الأمر هم فقط موجودين لاستنزاف التحالف، يأخذ الذخيرة من التحالف ويأتي يسلمها لنا، يبيعها من القرن بقيمة التخزينة، القات مقابل السلاح”.
كما أكد الصماد حينها أن الصواريخ التي يتم قصف السعودية بها هي صواريخ يمنية، وأن الجهات المعنية طوّرت ما كان موجوداً من صواريخ قديمة واستطاعت قصف الأهداف داخل السعودية، وأن القوة الصاروخية اليوم لم تعد تطور الصواريخ السابقة بل تقوم بصناعة صواريخ يمنية من الألف إلى الياء، وحذر حينها السعودية من استمرار “عدوانها على اليمن”، مشيراً أن الرياض إذا أصرّت على استمرار قصفها وتدميرها لليمن فإن اليمن سيجعل العام الرابع على السعودية عاماً باليستياً بامتياز، في إشارة إلى تكثيف الهجمات بالصواريخ الباليستية، وهو ما حدث فعلاً إذ لا يكاد يمر أسبوع واحد إلا وقد أطلقت قوات الإنقاذ ما بين 2 – 4 صواريخ باليستية على أهداف عسكرية واقتصادية داخل العمق السعودي، وقد زادت هذه الهجمات بالتزامن مع بدء التصنيع الحربي بإنتاج صواريخ (بدر1) والتي تعتبر صواريخ محلية الصنع بشكل كامل وليست كبقية المنظومات الباليستية التي تم تطويرها لتصبح فعّالة وتستهدف أهدافاً تطال العاصمة السعودية الرياض كصواريخ بركان 2H وقاهر 2M.
وسبق أن كشفت قوات حكومة الإنقاذ عن مجموعة من القناصات محلية الصنع بمديات متعددة تبدأ من 2 كيلو متر وتصل إلى 5 كيلو متر، حسب ما أعلنت وحدة التصنيع الحربي في وزارة الدفاع اليمنية بصنعاء العام الماضي.
وفي كلمة لزعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي في وقت سابق أكد فيها أن اليمن وبفضل الخبرات العسكرية اليمنية أصبح بإمكانه التصنيع الحربي وتطوير الأسلحة بمختلف أنواعها من الصواريخ والذخائر والقناصات والألغام المضادة للمدرعات والعربات الخفيفة والمتوسطة، وحذر الحوثي التحالف ومن يقف خلفه في كلمته عشية الذكرى الثالثة لاندلاع عاصفة الحزم التي قادتها السعودية ضد اليمن، حذّر بالقول: “قادمون في العام الرابع بمنظوماتنا الباليستية المتطورة”، وهدد بتوسيع بنك الأهداف للصواريخ الباليستية التي تقصف السعودية لتطال أهدافاً اقتصادية لم يسبق أن تعرضت للاستهداف.
وفي الوقت الذي تعمل فيه قوات الإنقاذ بصنعاء على تطوير قدراتها العسكرية والتسليحية بالتزامن مع العمل على تحسين الوضع الاقتصادي الناتج عن فرض التحالف للحصار وسحب الإيرادات ونقل البنك المركزي وإغراق السوق بالعملة المطبوعة بدون غطاء نقدي أدى إلى تدهور قيمتها، بالتزامن مع ذلك التحرك للحكومة الموالية لجماعة أنصار الله، لا تزال حكومة “الشرعية” الموالية للرياض والمقيمة خارج اليمن، عاجزة عن تحقيق أي تقدم عسكري سواء على مستوى بناء القدرات العسكرية للمسلحين الذين يقاتلون في صفوفها أو على مستوى الوضع الاقتصادي الذي تسبب بمعاناة ملايين المواطنين في مناطق سيطرة التحالف أكثر مما يعانيه مواطنوا مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ.
وأكثر من ذلك أنه وفي اليوم الذي يزور فيه الصماد ورشة للتصنيع العسكري ويكشف عن أسلحة جديدة، وعن اكتفاء ذاتي في تصنيع الذخائر الثقيلة والخفيفة، تتفاجأ حكومة “الشرعية” ومسؤوليها المقيمين في الرياض وعواصم أخرى، بتهديدات جديدة تطلقها السعودية ضدهم بأنها ستقوم بالتحقيق مع كافة المسؤولين في “الشرعية” بسبب قضايا فساد مالي واختلاسات وظهور ثروات هائلة جمعها المسؤولون اليمنيون الموالون للرياض خلال الفترة الماضية.
ويرى مراقبون أن هناك “مفارقة عجيبة” بين حكومة صنعاء وحكومة المنفى الموالية للرياض، فبعد ثلاث سنوات من الحرب والدمار والحصار، تفتتح الأولى المنشئات الاقتصادية وتكشف عن صناعاتها العسكرية وتخرج الدفعات العسكرية الواحدة تلو الأخرى، بينما الحكومة الثانية تنتظر أن يأتي المسؤولون السعوديون للتحقيق معها وهي من ذهبت إليهم للاستنجاد بهم وإعادتهم للحكم في صنعاء.
الصماد يخاطب إيران وروسيا والصين بخصوص الصواريخ: سيادة اليمن فوق كل شيء