“بالأرقام” مخلفات طيران التحالف تسبب كارثة إنسانية في اليمن
المساء برس- تقرير/ يستخدم التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب التي شنها على اليمن في مارس 2015 مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً التي تسببت بمقتل الآلاف من المدنيين بينهم نساء وأطفال على مدى ثلاث سنوات.
وتعتبر مخلفات التحالف من قنابل عنقودية وصواريخ و ألغام وغيرها من مخلفات الحرب التي شنها التحالف على مساحات كبيرة من الأرض حيث أصبحت جميع المحافظات موبوئة بهذه المخلفات لتصبح مشكلة كبيرة وصفت بالكارثة الإنسانية مهددة حياة المواطنين في القرى والمدن والمحافظات التي تشهد معارك عنيفة بين قوات التحالف وقوات صنعاء.
وفي ذات السياق احتفلت اليمن قبل أسابيع باليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام ومخلفات الحروب في صنعاء بحضور ممثلين الأمم المتحدة الداعمين للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام المؤسسة المخولة بنزع الألغام ومخلفات الحروب والتي تأسست في العام 1998م. ومع حلول اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام لا يزال التحالف يستخدم هذه الأسلحة المحرمة دوليا والتي تقتل الآلاف من الضحايا في اليمن. وكشفت إحصائية حديثة للجنة الوطنية للتعامل مع الألغام فإن مساحة الأراضي اليمنية التي تم مسحها من الألغام والقنابل العنقودية فقط بحوالي 8193073 متر مربع خلال ثلاثة أعوام من الحرب التي اعلنها التحالف بقيادة السعودية.
وتعمل اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام بالتوثيق والإبلاغ عن كل ماتم اكتشافه أو تم الإبلاغ عنه من قبل المواطنين من تواجد قذائف أو مناطق ملغومة جديدة محظور على المجتمع المحلي دخولها حيث بلغ إجمالي عدد الألغام والقذائف غير المتفجرة التي تم تجميعها و تدميرها (352,332) لغماً وقذيفة موزعة ما بين ألغام فردية والغام عربات وقذائف وأشراك خداعية وذلك خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
ونظرا لما تمارسه قوات التحالف في مختلف جبهات القتال في اليمن نفذت اللجنة عملية النزع والتطهير حيث تم اكتشاف ورفع العديد من المخلفات الحربية وتطهير الكثير من المدارس والمساحات،. وكشف المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في تقريره أن الفرق الميدانية التابعة للمركز تمكنت من رفع جزء بسيط من ما تم إلقاءه من قبل التحالف وما تبقى لرفعه وتطهيرها يحتاج إلى عشرات السنين ، مضيفا أن مناطق كثيرة في اليمن لم تستطع الفرق الوصول إليها بسبب استمرار القصف.
وذكر التقرير أن نسبة انتشار الألغام على أراض الجمهورية اليمنية بما نسبته 83% خلال ثلاثة اعوام مقارنة بما تم مسحة عام 2014م. ولفت التقرير إلى المحافظات الأكثر تأثراً من الألغام والقنابل العنقودية هي مأرب – الجوف –صنعاء-أبين-حجة-عمران-صعدة-الحديدة.
وأكد التقرير أن مشكلة الألغام كانت بإمكانها أن تحل وتصبح اليمن خالية من الألغام في العام 2015 ، لكن جاءت حرب التحالف وغيرت الواقع لتصبح اليمن موبوءة بألاف القنابل العنقودية المحرمة دولية ومئات الصواريخ لتصبح هي الكارثية الإنسانية التي تهدد حياة اليمنيين، مشيرا إلى أن اليمن تحتاج إلى أكثر من عشرين سنة لرفع ما خلفه التحالف من متفجرات وقنابل وصورايخ بحسب خبراء المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام.
كما كشف التقرير أن ما يقارب 13 نوعا من القنابل العنقودية معظمها أمريكيا وبريطانيا ألقيت بواسطة طيران التحالف بقيادة السعودية على مختلف المحافظات اليمنية خلال ثلاثة أعوام . يذكر إن القنابل العنقودية التي ألقاها طيران التحالف تسببت بإصابة المئات من الأطفال والنساء الذين يعدون أكثر الضحايا المدنيين من الأسلحة العنقودية التي يلقيها طيران التحالف على اليمن وخصوصاً على محافظات صعدة وحجة أكثر المحافظات اليمنية تعرضاً لغارات جوية منذ بدء التحالف حربه على اليمن في مارس 2015.
وتشهد اليمن جرائم حرب كبرى خلال الأعوام الثلاثة الماضية تمثلت في زراعة الألغام التي استهدفت في مجملها مناطق آهلة بالسكان، ومارستها قوات التحالف بطريقة ممنهجة، قاصدةً إحداث أكبر ضرر بالمواطنين والمعارضين وبحسب رصد تقارير حقوقية محلية ودولية زرعت أكثر من نصف مليون لغم بينها ألغام محرمة دوليا، أودت بحياة المئات من المدنيين وتسببت بآلاف الإعاقات الدائمة لآخرين.