من مكتب اليمن في القيادة المركزية الأمريكية إلى الفريق علي محسن
المساء برس – خاص| كشفت وثيقة سرية صادرة عن مكتب اليمن في القيادة المركزية الأمريكية “العسكرية” وموجهة للفريق علي محسن الأحمر نائب هادي، عن قيام وفد عسكري يتبع “الشرعية” بزيارة مدينة فلوريدا في الولايات المتحدة أواخر مارس الماضي بعد دعوة من القيادة المركزية الأمريكية لعمل استخباري عسكري.
وتكشف الوثيقة التي حصل “المساء برس” على تفاصيلها بشكل حصري من مصدر عسكري يمني في مأرب، أن الملحقية العسكرية الأمريكية في جدة بالسعودية نسقت مع رئيس الأركان العامة في قوات هادي بعد طلب من قيادة الجيش الأمريكي لحضور وفد عسكري يمني لـ”الندوة الإقليمية الأولى لاستخبارات القوات المسلحة” المنعقدة في فندق الهلتون بمدينة تامبا في ولاية فلوريدا بأمريكا التي استمرت من 25 – 31 مارس الماضي والتي شاركت فيها عدد من الدول العربية الحليفة لواشنطن.
وعلم “المساء برس” أن الوفد العسكري كان برئاسة اللواء الركن يوسف الشراجي والذي ذهب بمنصب مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن، والعميد جغمان الجنيدي مدير دائرة الاستخبارات العسكرية والعميد الركن عبدالله اليمني مدير دائرة الأمن العسكري في هيئة الاستخبارات العامة.
كما كشفت تفاصيل الزيارة أن القيادة المركزية الأمريكية أثناء تواجد الوفد اليمني في فلوريدا بترتيب لقاء في الفندق الذي يقيم فيه الوفد جمع العميد جغمان الجنيدي والعميد الركن عبدالله اليمني بالمسؤول العسكري الثاني في الفريق الأمريكي المشارك في التحالف العسكري ضد اليمن ويتبع وحدة البحرية الأمريكية (المارينز) بالإضافة إلى الجانب الاستخباراتي في القيادة المركزية الأمريكية.
ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها الموقع فإن الاجتماع السري، تم خلاله الاتفاق بين الطرفين على تحريك الدعم “لإعادة تفعيل التعاون العسكري اليمني الأمريكي”، في مؤشر خطير ينبئ بفتح باب المجال للأمريكيين للتدخل العسكري المباشر والمعلن بشكل أكبر مما هو عليه الآن ولا يزال سرياً.
وأضاف المصدر العسكري أن الأمريكيين شددوا على ضرورة أن يسرع الجانب اليمني في عملية “تنظيم التعاون المشترك والمستمر في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية”، وكذا “إعداد وتجهيز المراكز الاستخبارية المشتركة للأجهزة الاستخبارية اليمنية والأمريكية والتعاون في الحد من عمليات تهريب السلاح، الصواريخ والبشر (الإرهابيين) إلى اليمن”، وأيضاً الإسراع “بتجهيز وإعادة بناء الإدارات الاستخبارية العسكرية” للقوات التابعة لـ”الشرعية”، وهو الأمر أكد الالتزام به الجانب اليمني أيضاً وأن الأخير بالمقابل طلب من الجانب الأمريكي “الاستفادة من الدروس المستفادة في العمليات العسكرية السابقة للضربات الجوية لطائرات بدون طيار والإنزارات البرية من الجو”، وخصوصاً الأخطاء التي حدثت من الجانب الامريكي لأسرة كاملة في محافظة البيضاء بالضربة الجوية لسيارتهم، وأضاف الوفد اليمني أن “الحكومة اليمنية لم تكن شريكة في المعلومات الخاطئة التي أرسلت وأن الولايات المتحدة هي المسؤولة عنها هي ومن زودها بتلك المعلومات والإحداثيات”.
كما كشف المصدر أن الجانب اليمني طرح أيضاً تفعل دور مكتب اليمن في القيادة المركزية وإشراك اليمن في الاجتماعات كما كانت في السابق قبل أربع سنوات، وهو ما يشير إلى أن اليمن في عهد الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي لم تكن حاضرة في الأعمال والاستراتيجيات العسكرية الأمريكية لمكافحة الإرهاب وكان البنتاغون يتخذ القرارات العسكرية بشأن اليمن بدون علم سلطة هادي.
الصرخة التي تصرخ بها جماعة أنصار الله كانت حاضرة في هذه الاجتماع السري أيضاً فمما كشفه المصدر العسكري نقلاً عمّا ورد في الوثيقة السرية أن الأمريكيين أكدوا دعم حكومة اليمن لمواجهة ما وصفوه بـ”النهج العدواني ضد الشعوب الأخرى وعدم زرع الحقد والكراهية كما تقوم به القاعدة وداعش والحوثيين في زرع الفكر المتطرف والأيديولوجيا ضد الدول الشقيقة والصديقة”، في إشارة للسعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
كما أكد الجانب المشارك في الاجتماع عن الاستخبارات الأمريكية، أكد على ضرورة البدء بعمل دراسة وخطط لإعادة قوات مكافحة الإرهاب تحت مظلة واحدة للبدء بتنفيذ مهامها كما كانت عليه في السابق، حيث كانت قوات مكافحة الإرهاب في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح تعمل بإشراف مباشر من الوكالة المركزية الأمريكية كما أنها كانت تتلقى رواتبها من وزارة الدفاع الأمريكية.
وأضاف المصدر أن الطرفان اتفقا على “إرسال مدربين من الوحدة الصحية الأمريكية لتدريب بعض الوحدات الصحية للجيش الوطني في عمليات الإسعافات الأولية”، وأن الجانب الأمريكي كان مركزاً على هذه النقطة بذريعة “المحافظة على أرواح أبناء الجيش الوطني”.
وعلم “المساء برس” أن اليوم الأخير من زيارة الوفد العسكري اليمني شهد لقاءً في مركز “بكس” – وهو مركز لتبادل المعلومات عبر الإنترنت بشكل آمن – حيث حضر اللقاء اللواء ركن/ يوسف الشرائح والعميد جغمان الجنيدي والعميد الركن عبدالله اليمني، وأن الاجتماع حضره من الجانب الأمريكي ضابط في العمليات الأمريكية وضابط آخر في قسم العمليات المدنية، وهذا الأخير أحد أعضاء الفريق الأمريكي الموجود في اليمن، بالإضافة إلى موظف آخر في مركز “بكس”، حيث شرح الأمريكيون للضباط اليمنيين كيفية التعامل مع برنامج “بكس” لنقل المعلومات الاستخبارية و”برنامج العمل في مجموعة اليمن” والتعاون مع المكتب اليمني في القيادة المركزية الأمريكية.