طارق صالح.. العميد المرفوض جنوباً وشمالاً والإمارات تفضح ضعفه دون قصد
المساء برس – تقرير خاص| رفضت جبهات القتال الجنوبية والشمالية القبول بالعميد طارق صالح وقواته بقيادة أي من هذه الجبهات بل وحتى المشاركة في القتال إلى جانب الفصائل الأخرى الموالية للتحالف، وهو ما وضع دولة الإمارات في موقف محرج من طارق صالح وقواته التي جمّعتها على مدى 3 أشهر إلى عدن، على أمل تسليمه جبهة الساحل الغربي.
فبعد أن هددت ألوية العمالقة الجنوبية الموالية للإمارات والتي تتوزع الانتشار في جبهة الساحل الغربي إلى جانب القوات السودانية والإماراتية بالانسحاب من كافة جبهات الساحل رفضاً لتوجيهات إماراتية أعقبه إصرار أبوظبي وحاكمها محمد بن زايد على فرض العميد طارق صالح قائداً لجبهة الساحل الغربي والدفع بألوية الجنوب للقتال تحت قيادته، أصبحت الإمارات أمام خيارين: إما الاستسلام لتهديدات الجنوبيين والقبول بانسحابهم من الساحل الغربي وهو ما يعني خسارة أبوظبي لحلفائها السابقين الذين استخدمتهم للسيطرة على جنوب الساحل الغربي، مقابل تعويض هذه الخسارة باستبدالها بطارق صالح وقواته وتسليمه الجبهة بالكامل، أو النزول عند رغبة الجنوبيين الموالين لها من ألوية العمالقة وإبقاء الجبهة تحت قيادتهم مقابل التخلي عن طارق صالح وقواته.
وحسب معلومات نشرتها صحيفة “الوسط” في موقعها الإلكتروني فإن الإمارات فضّلت الاحتفاظ بحلفائها الجنوبيين في الساحل الغربي مقابل التخلي عن طارق صالح وقواته الذي فيما يبدو أنه بات عبئاً أو ورقة زائدة عن الحاجة بالنسبة للإمارات والتي، حسب الصحيفة، صرفت النظر نهائياً عن منحه أي دور، ولو مشارك وليس قائد معركة، في جبهة الساحل الغربي وبشكل نهائي، مؤكدة، حسب مصادر، إنها غيّرت خطة طارق القتالية.
ووفقاً للمعلومات الواردة فإن التحالف “يجهز معسكراً كبيراً للقوات التي يقودها نجل شقيق الرئيس الراحل علي صالح في منطقة صويلح بمحيط جبل النار في مديرية المخا الخاضعة لسيطرة الإمارات عسكرياً، و”تغيير خطته القتالية بالاتجاه نحو تعز عبر مفرق المخا إلى منطقة البرح عوضاً عن الحديدة”.
ويرى مراقبون أن طارق وقواته ستفشل في مهمتها الجديدة وذلك بالنظر إلى أن الإمارات لو كانت ترى في هذه القوات الإمكانية القتالية العالية لسلمتها جبهة الساحل الغربي وتخلت عن الألوية الجنوبية من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن القوات الموالية للتحالف بألويتها الشمالية والجنوبية
المحسوبة على الإصلاح والأخرى الموالية للإمارات وبما كان معها من غطاء جوي كثيف مصاحب لهجماتها المتكررة باتجاه مفرق المخا ومنه إلى منطقة البرح، فشلت تحقيق اختراق ضد قوات أنصار الله في هذه الجبهة، فكيف لطارق صالح وقواته تحقيق ذلك، خاصة بعد أن عززت قوات حكومة الإنقاذ وأنصار الله تموضعها العسكري في موزع التي فشل التحالف أكثر من مرة أن يسيطر عليها، ومن ناحية ثالثة فإن طارق صالح هو أحد رموز نظام صالح السابق الذي خرج الشعب اليمني ضده في ثورة شعبية شارك فيها الإصلاح الذي يسيطر اليوم على معظم جبهات القتال في تعز، والذي من المؤكد بأنه لن يقبل بوجود طارق صالح على الإطلاق، وتجدر الإشارة في هذا الخصوص بأن الإصلاح ورداً على فعالية أحياها المؤتمر في إحدى مديريات تعز وكانت أربعينية الرئيس السابق صالح، قام الإصلاح رداً على ذلك بإطلاق الألعاب النارية التي أشعلت مدينة تعز مساء اليوم ذاته احتفالاً بمرور أربعين يوماً على “مقتله” ورفع الإصلاح صوته عالياً بـ”أربعين يوماً على موت الطاغية”.
وفيما يرى مراقبون أن الإمارات قد تدفع بتحقيق تحالف بين طارق وقواته مع أبو العباس ومن معه من مجاميع مسلحة، إلا أنهم يرجحون فشل هذا التحالف لرفض المجتمع المحلي نفسه لوجود أي شخص من النظام السابق وخصوصاً من عائلة صالح، الأمر الذي يشير إلى أن قوات طارق تلقت صفعة قوية من الإمارات أولاً ولا زالت بانتظار الصفعات القادمة من الإصلاح الذي سيرفض وجوده في أي جبهة في تعز.
وتشير التطورات الأخيرة بشأن طارق صالح وقواته إلى أن الخيارات الي اتجهت إليها الإمارات أدت إلى كشف الأخيرة من دون قصد عن مدى ضعف الرجل وعدم وجود أي تأثير لقواته، وذلك ما عبّرت عنه أبوظبي ضمنياً باختيارها الألوية الجنوبية وصرف النظر عن أي دور لطارق في الساحل الغربي والبحث عن معسكر يأوي قواته التي لم تتجاوز الـ3000 والتي يبدو أن التحالف سيقوم بتوزيعها في عدة جبهات بينما سيتم ترحيل طارق إلى الإمارات للاستقرار هناك جوار نجل عمه أحمد علي صالح.