صراع دموي بين فصائل التحالف بتعز والمواطنون يتمنون عودة الحوثيين
المساء برس – خاص| مؤخراً زادت حدة الصراعات بين الفصائل المسلحة التي تقاتل مع قوات التحالف ضد أنصار الله وقوات صنعاء، وعلم “المساء برس” من مصادر مؤكدة أن الأسبوع الماضي شهد أكبر حوادث الاشتباكات بين الفصائل المسلحة سواء داخل المدينة أو في ضواحيها.
وفي معظم الأحيان تبدأ هذه الصراعات بسبب خلافات بين قادة الفصائل على الأموال التي تتسلمها الفصائل من قيادة التحالف أو على المناطق التي يسيطر عليها كل فصيل والتي من خلالها يتحصلون على أموال من الجبايات التي يأخذونها من التجار في مناطق سيطرتهم.
ومطلع الأسبوع الماضي قال مصدر في مديرية صبر أن اشتباكات وقعت بين مجاميع مسلحة تتبع القيادي السلفي الموالي للإمارات عادل عبده فارع “أبو العباس” وبين مسلحين يتبعون القيادي الموالي للتحالف والمحسوب على الإصلاح محفوظ قائد في منطقة ثعبات شرق صبر بسبب خلافات بين الطرفين.
وفي منطقة قهبان بجبهة حمير في مقبنة وعلى وقع الاشتباكات بين قوات صنعاء والمسلحين الموالين للتحالف، ثمّة صراع بين الفصائل التابعة لأبو العباس وآخرين يتبعون قائد جبهة مقبنة مفضل الخليدي الحميري بعد أن قام الأخير بمنع دخول المجاميع المسلحة التابعة لأبو العباس من قهبان إلى جبهة حمير، وقال مصدر ميداني أن وساطة قادها القيادي في المقاومة فؤاد حسان لإقناع جماعة أبو العباس البقاء في قهبان حتى يتم معالجة المشكلة مع مفضل الخليدي عبر اتصالات واتفاقات مع قيادة اللواء 17.
ويؤكد المصدر لـ”المساء برس” أن جماعة أبو العباس تسعى للسيطرة على كل المناطق التي يقاتل فيها عناصر المقاومة في جبهة حمير، مشيراً إلى أن “أبو العباس ينتظر حتى تحقق المقاومة تقدماً ثم يدفع بعناصره إلى الجبهة بعد أن تمت السيطرة عليها فيما لا يشارك مقاتلوه بفعالية في القتال”، لافتاً أن ذلك أثار غضب عناصر المقاومة وقياداتهم التي اعتبرت تحركات أبو العباس أنها تأتي بتوجيهات إماراتية بقصد القضاء على المقاومة مقابل توسيع نفوذ حلفاء أبوظبي.
كما اندلعت اليوم اشتباكات عنيفة لا زالت مستمرة حتى اللحظة وتستخدم فيها الفصائل أسلحة متوسطة وخفيفة في منطقة البيرين بمديرية المعافر، بين مجاميع مسلحة تابعة لأبو العباس ومجاميع أخرى تابعة لشخص يُدعى “الطاهش” في الوقت الذي لم تحرك فيه قيادة اللواء 35 مدرع أي قوة عسكرية لوقف الاشتباكات التي أدت إلى هروب المواطنين من المنطقة التي تدور فيها الاشتباكات بعد أن أصيب مواطنون مدنيون بحالة من الخوف والهلع وأصبحوا محاصرين داخل منازلهم لا يستطيعون الخروج خوفاً من تعرضهم للقتل من رصاص المسلحين.
وتأتي اشتباكات الفصائل في المعافر بعد أن اندلعت في 19 مارس الماضي بين الطرفين بعد قيام جماعة أبو العباس ومعها عدد من الأطقم التابعة لها باقتحام المنطقة واختطاف عبدالسميع احمد سيف الأمر الذي أدى إلى تمركز المقاومة المحسوبة على الإصلاح في المنطقة والاشتباك مع جماعة أبو العباس.
الجدير بالذكر أن مدينة تعز والمناطق التي سيطرت عليها فصائل التحالف وقوات هادي منذ العام 2016 وحتى اليوم تعيش في حالة من الانفلات الأمني الحاد وبات المواطنون يتمنون عودة قوات صنعاء وجماعة أنصار الله للسيطرة على المدينة بعد الأوضاع التي عاشوها بعد سيطرة الموالين للتحالف على المدينة.
وباتت مدينة تعز وباقي مناطق المحافظة التي سيطر عليها التحالف تتوزعها الفصائل المسلحة التي تنتمي معظمها للجماعات وتنظيمات إرهابية بما فيها تنظيمي داعش والقاعدة بالإضافة إلى جماعات أخرى موالية للإصلاح وأخرى تابعة لأبو العباس القيادي السلفي الموالي للإمارات، وبين كل هذا الصراع المتكرر بين فترة وأخرى لبسط نفوذ كل طرف على حساب نفوذ الطرف الآخر يبقى المواطنون بين نارين الأولى نار الحرب التي يخوضها التحالف مع قوات أنصار الله والثانية نار العيش وسط صراعات يومية واشتباكات مسلحة بين من يقاتلون مع التحالف بعضهم ببعض حتى باتوا يتمنون عودة أنصار الله للسيطرة على المدينة التي لم تكن تشهد حين كانت المدينة في قبضة الحوثيين ما تشهده اليوم من صراع دموي بلا حساب بعد تحريرها.