للجنوبيين وأبناء تعز.. أطفالكم يبادون في الحدود
المساء برس – وما يسطرون – يحيى الشرفي| يقول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إنه يعلم أن الحل في اليمن لن يكون إلا سياسياً، إذاً هذا اعتراف بأنه والإمارات ومن خلفهم هُزموا في معركتهم مع أنصار الله وحكومة صنعاء وثلاثة أرباع سكان اليمن الذين يعيشون في مناطق سيطرة المجلس السياسي آمنين مطمئنين.
نتساءل هنا هل تدرك الشرعية ما معنى أن يقول محمد بن سلمان هذا الكلام علناً لوسائل إعلامية أمريكية بعد ثلاث سنوات من الحرب التي دمرت اليمن ولم تحقق أيٍ من أهدافها التي أعلنها مطلع العام 2015؟، ها هو الرجل يعترف علناً أن الحرب لن تنتهي إلا بحل سياسي بمعنى أن بقاء الحوثيين لا مفرّ منه.
نتساءل هنا أيضاً ما موقف الشرعية ومن معها من أحزاب مما يقوله بن سلمان؟ وهم الذين ارتموا في أحضانه وأحضان الإماراتيين لتخليصهم من الحوثيين الذين هبّوا من صعدة شمالاً لإيقاف العبث الخارجي باليمن وأمنه والذي طال حتى العاصمة صنعاء واستمر حتى سبتمبر 2014.
إنه أمر غريب حقاً أن تظل النخب السياسية التابعة للخليج تعلّق آمالاها للعودة لكراسي السلطة عن طريق آلة الحرب السعودية والإماراتية، ها هم اليوم يخبروكم بأن الحل سيكون سياسياً شئتم أم أبيتم، فما هو موقفكم اليوم بعد حرب ثلاث سنوات خسرتم فيها اليمن وسمعتكم ومحوتم تاريخكم السياسي السابق بسلبياته وإيجابياته حين ارتميتم في أحضان الخليج الذي باعكم في نهاية المطاف بعد كل الدماء التي سالت.
ألا يوجد مسؤول في الشرعية التي تخضع للإقامة الجبرية خارج اليمن يسأل نفسه ويسأل أصحاب القرار في التحالف: إذا الحل في اليمن لن يكون إلا سياسياً فلماذا لم يكن ذلك الحل منذ البداية بدلاً من هذه الدماء التي سالت كلها؟ ليس هناك من مسؤولي الشرعية من سيجرؤ على طرح هذا التساؤل بالتأكيد، لأنه لا يوجد فيهم شخص واحد يهمّه أمر اليمن، ولو كان يهمهم ذلك لكانوا بحثوا عن حل توافقي مع الحوثيين خلال مفاوضات الموفمبيك أواخر 2014 وبداية 2015 والتي كانوا يعرقلون أي اتفاق بشأنها على أمل انتظار تدخل دبلوماسي خارجي يحسم الجدال هناك بتسوية سياسية كتلك التي حدثت في الرياض في 2011.
لسنا هنا بصدد توصيف وضع “الشرعية” ومن معها من أحزاب وسياسيين وإعلاميين بعد 3 سنوات من الحرب، لأن الجميع يعرف بأنها رضيت لنفسها أن تأخذ السلطة من الخليجيين وليس من الشعب نفسه، ذلك لأنها اعتقدت أن دول الخليج هي الأقوى وهي من بإمكانها أن تمنحهم السلطة وتحافظ على بقائهم فيها، ها قد استعنتم بالخليجيين فماذا جنيتم من ذلك؟!! معتقلين في السجون السعودية وخاضعين للإقامة الجبرية داخل السعودية ومن لا يزالون في الداخل إما مخفيون في سجون الإمارات السرية في الجنوف أو مهددون بالتصفية من قبل الإماراتيين أيضاً، الذين أدخلتوهم أنتم بأيديكم وصفقتم لهم.
نجدد أننا لسنا هنا بصدد معاتبة أو “التشفي” في الشرعيين، لكننا بصدد موضوع أهم موجه لمن لا يزالون يؤيدون التحالف من المتأثرين بإعلام الشرعية وأحزابها، من اليمنيين الذين يرسلون أبناءهم حتى اليوم للقتال مع التحالف في حدود السعودية نيابة عن الجيش السعودي، لقواعد الأحزاب وعلى رأسها الإصلاح الذي تعرض للطعن من الخلف أكثر من مرة، لكل هؤلاء نقول: هل سمعتم ما قاله محمد بن سلمان في مقابلته مع صحيفة “التايم” الأمريكية أمس الجمعة؟!.. قال بالحرف الواحد “نحن نبذل قصارى جهدنا للدفع من أجل حل إيجابي. نحن نعرف أنها لن تنتهي بدون حل سياسي. ولكن حتى يأتي ذلك اليوم، ليس لدينا خيار سوى مواصلة العملية العسكرية”، طيب، يقول حتى ذلك اليوم ليس لديهم خيار سوى مواصلة العملية العسكرية، بمن سيواصل بن سلمان العملية العسكرية؟! بالتأكيد سيستمر في استخدام الدم اليمني الرخيص الذي تقدموه أنتم له مقابل 1500 ريال سعودي للفرد الواحد شهرياً، ولا تظنوا أن العملية العسكرية التي يقصدها بن سلمان هي في الجبهات الداخلية، بل إن هؤلاء المقاتلين الذين سيستخدم الرجل وسيواصل بهم العملية العسكرية سيتم إجبارهم على القتال داخل الأراضي السعودية، دفاعاً عن السعودية، دفاعاً عن الجنود السعوديين، إنه يريد أن يضعكم حاجزاً بين جيشه الذي لا يعرف كيف يقاتل داخل أراضيه، وبين مقاتلي أنصار الله “الحوثيين” بطول الشريط الحدودي.
لن يخسر بن سلمان شيئاً سوى الأموال التي سيقدمها لقادات جيش هادي الذين يتقاسمون “مقاولة توفير أكبر قدر من اليمنيين للقتال في حدود السعودية”، ومن يقدم أكثر المقاتلين يحصل على أكثر الأموال والاعتمادات، لكي تتأكدوا فقط أن بن سلمان لا يهمه سوى تأمين أراضيه فقط من نيران الحوثيين وحلفاءهم وبمجرد أن يحقق ذلك سيسارع إلى الهروب من الحرب عبر الحل السياسي الذي بدأ يعترف به من اليوم بشكل علني، وسيترككم تقاتلون على جبهتين الأولى ضد أنصار الله والجيش اليمني الذي اكتمل بناؤه وإعادة تأهيله بشكل مؤسسي وعلمي وفق معايير عالمية طوال 2017، والجبهة الثانية ضد الإمارات وحلفاءها الذين لا يهمهم حتى ما تفعله أبوظبي بمدنهم وموانئهم وجزرهم.
إن المعلومات الواردة مما يحدث على الحدود اليمنية تؤكد ارتكاب مجازر بحق الدم اليمني، بسبب تقديم الأطفال للقتال نيابة عن الجيش السعودي تحت عناوين تحرير محافظة صعدة، فعن أي تحرير يتحدثون؟، اسألوا أنفسكم أين ذهب اللواء الخامس حرس حدود الذي تم تشكيله طوال 6 أشهر العام الماضي وتجهيزه في البقع بين اليمن والسعودية ثم حين جاء دورهم للقتال أخذهم بن سلمان لحماية حدوده وحين رفضت قيادة اللواء الموالية للإصلاح تم سجنهم بالكامل ضباط وقادة كتائب وأركان حرب وعمليات بما فيهم قائد اللواء يوسف احمد دهباش الذي تم اعتقاله في السجن قبل 3 أشهر وخرج قبل فترة وجيزة وحالياً يخضع للإقامة الجبرية داخل شقة صغيرة في محافظة أبها جنوب المملكة، هذا ما فيما بقية قيادات اللواء لا تزال داخل السجن حتى اليوم، واسألوا أنفسكم يا من ترسلون رجالكم وأبناءكم وأطفالكم للقتال في الحدود ماذا حلّ بجنود هذا اللواء.
هل يعلم الجنوبيون الذين يرسلون أبناءهم للقتال أن السعودية تأخذهم وتجبرهم على القتال في حدودها، وهل تعلمون أن السعودية قتلت في غارة واحدة استهدفت كتيبة من الجنوبيين في هذا اللواء (73) مجنداً دفعة واحدة، وقتلت من الإصلاحيين في غارة ثانية 40 مجنداً آخرين، هل تعلمون أن عدد القتلى من هذا اللواء في معارك علب فقط تجاوزوا الـ(500) مجند وأكثر من (1500) جريح وهل تعلمون أن من قتلوا بنيران الحوثيين من هؤلاء الـ(500) بلغوا فقط (130) قتيل و600 جريح وبقية الكميّة قتلت وجُرحت بغارات الطيران السعودي والإماراتي والمدفعية، تارة بحجة الخطأ والغارات الصديقة وتارة بحجة أنهم إرهابيون، هذا اللواء بالكامل تم تجهيزه للقتال مع “الشرعية” وتحت ألوية “الشرعية” واليوم يباد في الجبهات الحدودية دفاعاً عن السعودية وأراضي السعودية والجيش السعودي، وفوق هذا كله وهذه الخسائر التي خسرها اللواء في معارك علب طوال الفترة الماضية، ها قد استعاد الحوثيون منطقة علب ومحيطها وذهبت كل هذه الدماء بدون أي فائدة.
من يتم إرسالهم اليوم إلى الجبهات وتحفيزهم للقتال لـ”تحرير صعدة” حسب زعم إعلام التحالف، ومن يتم استقطابهم للقتال مع الشرعية من أبناء المحافظات الجنوبية وأبناء محافظة تعز لا يُشترط في أحدهم سوى أن يعرف كيف يستخدم البندقية (الكلاشينكوف) بينما يتم إرسالهم إلى جبهات معظم ما يستخدم فيها من أسلحة هي المدفع رشاش المثبت على طقم عسكري والمدفعية والصواريخ الكتف وما هو أكبر من ذلك، كل هؤلاء الذين يتم إرسالهم للانتحار دون أي خبرة سيكون مصيرهم كمصير اللواء الخامس حرس حدود.