هذا ما حدث لـ(ل/5 حرس حدود) بقاداته وأفراده في علب وأخفته “بلقيس”
المساء برس – تقرير خاص| من يتابع وسائل الإعلام اليمنية الموالية للتحالف، خاصة المحسوبة على الإصلاح، وهي تغطي أخبار المعارك العسكرية في الحدود اليمنية السعودية على أنها معارك تستهدف عقر دار الحوثيين – محافظة صعدة – يعتقد أن علاقة حزب الإصلاح ومقاتليه في الجبهات بقياداتهم ورتبهم العالية، مع السعودية والإمارات مثل “السمن على العسل” كما يقول المثل المصري.
وإذا كان حزب الإصلاح وإعلامه يتجاهل عمداً الكشف عما حدث لقوات هادي في معارك علب بعسير مؤخراً من قبل السعودية والإمارات، فإننا في هذا التقرير سنكشف بعض التفاصيل القليلة عمّا تعرض له اللواء الخامس حرس حدود ولم يتم كشفه في وسائل الإعلام بما فيها الإعلام التابع للإصلاح المعروف بهجومه على الإمارات والسعودية منذ منتصف العام الماضي بعد أن تخلت الدولتان عن الحزب وبدأت باستهدافه وتصفية رموزه وقاداته العسكريين وأفراده بشكل مباشر وغير مباشر، وحتى قناة بلقيس التي بدأت في الفترة الأخيرة بمهاجمة التحالف بقوة لم تتجرأ على كشف ما حدث لهذا اللواء رغم حصول القناة على كامل الوثائق التي تتضمن كل التفاصيل.
وتجدر الإشارة أن مصدراً مطلعاً أكد لـ”المساء برس” أن القضية جرى التكتم عليها بشكل كبير ومن يتحدث عنها من “الشرعية” ألقي القبض عليه وأي ضابط مهما كانت رتبته يفتح فمه بكلمة واحدة يتم تصفيته أو قتله في الجبهة بنيران صديقة أو سجنة أو ترحيله من السعودية.
كيف كانت البداية وما مصير قائد اللواء الخامس حرس حدود
العام الماضي تم تكوين لواء كامل حرس حدود قوامه 5000 جندي وضابط من بينهم المئات من الأطفال وفقاً للوثائق الرسمية والأدلة التي يحتفظ بها “المساء برس”، وجرى تجهيز هذا اللواء في منطقة البقع الحدودية بين صعدة والسعودية، وفي أواخر العام الماضي جرى نقل اللواء بكامل عدته وعتاده وأفراد إلى منطقة علب بتوجيهات سعودية بذريعة فرض كماشة على قوات أنصار الله “الحوثيين” وبعد معارك عنيفة وسقوط أكثر من 136 قتيل وأكثر من 600 جريح وسيطرة اللواء على معظم المناطق في علب، قامت السعودية بسحب اللواء بالكامل إلى داخل السعودية وطلبت من قيادته توزيع الأفراد بالكامل على الشريط الحدودي وخطوط التماس بين قوات أنصار الله والقوات السعودية، بمعنى وضع قوات اللواء في الخطوط الأمامية في الجبهات السعودية للقتال نيابة عن القوات السعودية كخطوط أمامية.
وبعد تصاعد الخلافات بين حزب الإصلاح والسعودية حاول الحزب استغلال ورقة قوات اللواء الخامس حرس حدود المتواجد داخل الأراضي السعودية لتهديد السعودية بشكل غير مباشر بسحب القوات من تلك الجبهات وإعادتها إلى اليمن، وحينها تصدّر الموقف قائد اللواء العميد يوسف احمد دهباش وحدثت مشاجرة كلامية بينه وبين أحد القادة العسكريين السعوديين في أحد الاجتماعات داخل السعودية وقال دهباش حينها إنه سيسحب قوات اللواء من داخل الأراضي السعودية ويعيدها إلى البقع أو مأرب.
وسبق لـ”المساء برس” أن كشف في تقرير في مارس الماضي أن السعودية قامت باعتقال قائد اللواء يوسف دهباش وسرد تفاصيل ما حدث بينه وبين الضباط السعوديين ومنذ ذلك الحين – مطلع يناير الماضي – وحتى الأسبوع قبل الماضي بقي “دهباش” داخل أحد السجون السعودية ومعه 36 ضابط.
وعلم “المساء برس” من مصدر موثوق أن السعودية أخرجت فقط يوسف دهباش من السجن ووضعته تحت الإقامة الجبرية داخل شقة سكنية في محافظة أبها بقطاع جيزان جنوب المملكة، كما أكد المصدر أن السلطات السعودية تمنع عن العميد دهباش أي اتصال بأي شخص كان، بما في ذلك أبنائه وزوجته الممنوعين من زيارته أو حتى التواصل معه عبر الهاتف، مؤكداً أن بقية الضباط المعتقلين من قادة الكتائب لا يزالون داخل السجون إلى جانب المئات من المجندين الموجودين داخل سجون السعودية في كل من عسير وجيزان، أما بقية القوة العسكرية التابعة للواء فلا تزال في الجبهات الحدودية وليس أمامها سوى القتال دفاعاً عن الحدود السعودية أو انتظار “الغارات الجوية الخاطئة” من الطيران السعودي والإماراتي.
مصير 8 جنود بينهم طفل قصفتهم المدفعية السعودية من الخلف ورفضت علاجهم
حصل “المساء برس” على وثيقة صادرة من أحد مستشفيات السعودية، تكشف عن وجود 8 مجندين فيما يسمى بـ”الجيش الوطني” يتبعون اللواء الخامس حرس حدود تعرضوا لقصف مدفعي سعودي من الخلف وهم يقاتلون في الحدود السعودية نيابة عن الجيش السعودي في الخطوط الأمامية في جبهة علب بعسير، وتفيد الوثيقة وهي موجهة لمركز سلمان للإغاثة وصادرة عن المستشفى، تفيد بالنص: “السادة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فيما يخص جرحى المقاومة اليمنية والمنومين بمستشفيات منطقة عسير نحيطكم علماً بأنه يوجد لدينا عدد 8 حالات في مستشفات منطقة عسير ومرفق بذلك كشف بالحالات حيث إن هذه الحالات تعاني من مضاعفات وتحتاج إلى تدخل طبي سريع وعاجل ولا يوجد لدينا القدرة الطبية والفنية اللازمة لمعالجة هذه الحالات في الوقت الراهن”.
فيما كشفت الوثيقة الثانية التي حصل عليها الموقع عن أسماء الحالات وهم “محمد أنور عبدالله علي – عمار أمين غرسان – عبدالعزيز محمد عثمان – قاسم علي حميد – شمسان علي حيدر – نادر فضل ناشر – أحمد القاضي – ابراهيم صالح محمد حميد”.
هؤلاء الثمانية الذين كانوا يقاتلون نيابة عن القوات السعودية في جبهة علب بعسير قصفتهم المدفعية السعودية من الخلف ثم تم إسعافهم إلى مستشفيات عسير ولم يتم معالجتهم والوثيقة السابقة تثبت ذلك، وبسبب رفض المستشفيات السعودية معالجتهم وكذا رفض مركز سلمان التكفل باستكمال علاجهم، بسبب ذلك توفي ستة جرحى من هؤلاء الثمانية، فيما قامت السعودية بترحيل الجريحان الآخران بدون علاج إلى محافظة مأرب.
مصدر مقرب من أسرة أحد الجرحى الستة الذين ماتوا في مستشفيات السعودية بدون علاج أكد لـ”المساء برس” أن الأسرة رفضت استلام جثة ابنهم المتوفي، ومن خلال الصورة الخاصة بالمجند المتوفي يتضح أنه لا يزال طفلاً وكان يقاتل مع “الشرعية” في علب بعسير، وقد رفضت الأسرة دفن جثة طفلها حتى يتم الكشف عن سبب مقتله وأين قتل وكيف حدثت القصة.
وأكد المصدر أن الأسرة بعثت بأحد أقارب الطفل المقتول إلى السعودية لمعرفة أسباب وظروف وملابسات وفاته، مؤكداً أن الشخص المُرسل وصل بالفعل وتابع السلطات السعودية وبحث كيف مات الطفل ومن قتله… الخ، ثم تفاجأ بقيام السلطات السعودية باعتقال هذا الشخص وإيداعه السجن.
وجدد المصدر تأكيده بأن الطفل لا تزال جثته داخل المستشفى السعودي ورفضت أسرته الحضور لاستلامه، فيما الشخص الذي أرسلته الأسرة لمتابعة الموضوع مسجون داخل السعودية حتى اليوم.
وأضاف المصدر بالقول إنهم ناشدوا اللواء علي محسن الأحمر والرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي دون فائدة، مؤكداً بالقول: “إن دم ابننا ومئات الدماء التي سالت كلها في علب من اللواء الخامس حرس حدود في ذمة اللواء علي محسن وعبدربه منصور هادي والشرعية”، مضيفاً بالقول: “الشرعية هي من جندت هذا اللواء وهي من دفعت به للقتال في منفذ علب والمناطق المحيطة وبعد أن تمكن اللواء من السيطرة على علب قامت السعودية بأخذ اللواء بالكامل بأفراده وعتاده وسحبته للقتال داخل أراضيها في الجهة الأخرى من علب بعسير”.
أحد الجرحى الذين تم ترحيلهم في مارس الماضي وإخراجهم من المستشفيات السعودية، كشف لـ”المساء برس” أن السلطات السعودية قامت بترحيل أكثر من (400) جريح كانوا يتلقون العلاج في المستشفيات السعودية وجميعهم ينتمون للواء الخامس حرس حدود ولم يتجاوز على بقائهم في المستشفيات السعودية سوى شهر واحد فقط فيما بعضهم لم يكن له داخل المستشفى سوى ما بين اسبوعين إلى 3 أسابيع فقط وجرى ترحيلهم بالكامل وإخراجهم من المستشفيات ونقلهم عبر باصات النقل الدولية وترحيلهم إلى مأرب، مؤكداً أن بعض الجرحى لا زالت الدماء تسيل منهم نظراً لعدم استكمال علاجهم، وحالياً يرقدون في مجمع سكني في مأرب بعد أن رفض مستشفى مأرب استقبالهم لعدم وجود أسرة فارغة.
تصفيات بالعشرات
مصدر عسكري في مأرب كشف أن الخسائر البشرية في صفوف اللواء الخامس حرس حدود، تجاوزت الـ500 مجند، مؤكداً أن جميعهم قتلوا في معارك علب مع الحوثيين.
وبعد أن ضحت السعودية بأكثر من 500 مجند من اليمنيين معظمهم من المحافظات الجنوبية في منطقة علب، وبعد قيام السعودية بسحب اللواء من علب إلى الأراضي السعودية، استعادت قوات الجيش واللجان الشعبية التابعة لأنصار الله وحكومة الإنقاذ كافة المناطق التي كان قد سيطر عليها اللواء والتي خسر لأجلها أكثر من 500 قتيل من دون الجرحى.
وكانت المفاجأة التي لفتت الانتباه فيما يتعلق بما حدث للواء الخامس حرس حدود هو أن عدد القتلى الذين سقطوا بنيران قوات صنعاء (136) قتيلاً فقط من أصل (500) قتيل فيما الجرحى الذين سقطوا في المواجهات مع قوات صنعاء تجاوزوا الـ 600 جريح.
مصدر عسكري في اللواء ذاته كشف لـ”المساء برس” أن معظم من قتلوا من أفراد اللواء لم يكن بنيران الحوثيين، مؤكداً أنهم تعرضوا لغارات جوية خاطئة من قبل طيران التحالف، وأن معظم هذه الغارات كانت تنفذها القوات الإماراتية، حسب المصدر.
ومن ضمن ما كشفه المصدر أن واحدة من غارات التحالف التي استهدفت اللواء الخامس “قتلت في ضربة واحدة 73 مجند جميعهم من أبناء المحافظات الجنوبية قتلوا جميعهم في ضربة واحدة وبعدها جاء أحد الأمراء السعوديين للاعتذار وقال نحن أخطأنا في هذه الضربة وقد حصلت والحمد لله على كل حال وتم دفن القتلى الجنوبيين ثم أقاموا السعوديين حفلاً لأهالي القتلى وتكريمهم وانتهت القضية وكأن شيئاً لم يكن”، مؤكداً أيضاً أنه وبعد فترة وجيزة من مجزرة الـ73 جندي جنوبي من (ل/5 حرس حدود)، قصف الطيران السعودي مرة ثانية قوات اللواء الخامس حرس حدود وقتل أكثر من 40 جندي وضابط دفعة واحدة من دون الجرحى الذين تعرض بعضهم لفقدان يده وآخرين فقدوا أرجلهم والبعض تعرضوا للشلل التام بسبب إصابات العمود الفقري.