بروكينغز: ما نحتاج لمعرفته عن الهجوم الصاروخي الأخير للحوثي بالرياض

المساء برس : يقوم الحوثيون في اليمن بتصعيد هجماتهم الصاروخية على المملكة العربية السعودية ما يزيد من مخاطر الصراع ويعقد فرص التوصل إلى حل سلمي.

يصادف هذا الأسبوع الذكرى الثالثة للتدخل السعودي في الحرب الأهلية في اليمن. وتدخلت الرياض وحلفاؤها لمنع الحوثيين من السيطرة على البلاد بأكملها. وبمناسبة الذكرى السنوية، أطلق الحوثيون سبعة صواريخ باليستية على المدن السعودية، بما في ذلك ثلاثة على الرياض. وأسقطت صواريخ باتريوت الدفاعية الجوية السعودية الصواريخ المهاجمة، لكن سقوط الحطام تسبب في وفاة شخص واحد على الأقل.

ووصف الحوثيون قصفهم الصاروخي أنه يأتي ردا على العدوان السعودي الأمريكي. وحتى الآن، أطلق الحوثيون أكثر من 100 صاروخ استهدفت المدن والمنشآت السعودية.

وتم ضرب الرياض لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون مطار العاصمة الدولي والقصر الملكي. كما يزعم الحوثيون أنهم استهدفوا أبوظبي مرة واحدة.

وتعد الصواريخ اليمنية الحالية هي مشتقات لصاروخ سكود الذي صممه السوفييت، والذي صدرته روسيا على نطاق واسع خلال الحرب الباردة.

حصلت اليمن على صواريخ سكود من كوريا الشمالية، واستخدمت على نطاق واسع في الحرب الأهلية السابقة في اليمن في منتصف التسعينات، وهي تبقى صواريخ غير دقيقة على أي حال. على سبيل المثال، في عام 1991، أطلق العراق 80 صاروخا من طراز سكود المعزز نحو (إسرائيل) والمملكة العربية السعودية لم تسفر سوى عن مقتل إسرائيليين وسعوي واحد. لكن أحد الصواريخ أصاب ثكنة للجيش الأمريكي في الظهران وقتل 28 جنديا أمريكيا، ونحن نظن أنه عاجلا أم آجلا، من المرجح أن يتسبب أحد صواريخ الحوثي في أمر مؤلم مماثل.

بالطبع، ينتقد الحوثيون الغارات الجوية السعودية على اليمن. وأصدرت منظمة العفو الدولية للتو تقريرا يقول إن ما لا يقل عن ثلاثين غارة جوية سعودية تصنف كجرائم حرب محتملة لأنها استهدفت المدنيين. وتحولت الحرب السعودية كارثة إنسانية، وفقاً للأمم المتحدة.

وأخبرني كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية بأنهم مقتنعون بأن الإيرانيين يساعدون اليمنيين بالخبرة، والمعدات، والمستشارين. كما يعترفون أنه على الرغم من الجهود الكبيرة، فإنهم لا يمكنهم وقف تهريب المساعدات الإيرانية ومساعدات حزب الله إلى الحوثيين.

وأوضحت الإدارة الأمريكية موقفها في الأمم المتحدة. واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرار كان من شأنه أن يعاقب إيران على مساعدتها للمتمردين. لكن إيران لا تنكر ارتكاب أي مخالفات فحسب، بل تدعي أن الحظر السعودي يمنع شحن أي أسلحة إلى الحوثيين. وأثنت وسائل الإعلام القريبة من الحرس الثوري الإيراني علانية على هجمات الحوثي.

وقالت وسائل الإعلام السعودية إن القصف الصاروخي الأخير يؤكد أنها تحتاج إلى انتصار عسكري في اليمن وأن مفاوضات السلام تبقى عديمة الجدوى ما لم تؤد إلى نزع سلاح الحوثيين بالكامل.

ووضعت الحكومة السعودية الكثير من مصداقيتها في رهانات الحرب اليمنية غير أن الحوثيين من غير المرجح أن يوافقوا على المطالب السعودية.

وبعد هجوم نوفمبر/تشرين الثاني على الرياض، شدد السعوديون الحصار المفروض على شمال غرب اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون ما زاد من سوء الكارثة الإنسانية حيث أصبح ملايين اليمنيين بلا طعام أو دواء. وتحت ضغط من إدارة «ترامب»، خففت المملكة بعض الضغوطات منذ ذلك الحين. ولكن الحصار والقصف الجوي مستمران، ويقول السعوديون إنهم يتعرضون لهجوم من قبل حلفاء إيرانيين ويعتبرون طهران مسؤولة.

لكن أيا من إيران أو المملكة العربية السعودية لا تريد حربا مباشرة بينهما، الأمر الذي سيكون مدمرا لكلا الاقتصادين. غير أن إيران مسرورة جدا بمطاردة المملكة في مستنقع باهظ التكلفة في اليمن. ويعرف السعوديون أنه حتى مع ثالث أكبر ميزانية عسكرية في العالم عام 2017، سيكون من الصعب الدفاع عن أنفسهم ضد إيران دون مساعدة أمريكية.

حتى الآن تتصاعد حرب الصواريخ بينما تصبح الضربة الصاروخية التي تقتل العشرات من السعوديين والأجانب في المملكة مسألة وقت فقط. الأمر في الواقع صار أِشبه ما يكون بقنبلة زمنية موقوتة.

المصدر | بروس ريدل – بروكينغز

قد يعجبك ايضا