الجوف لهاشم الأحمر والعكيمي يغادر المحافظة إلى السعودية
المساء برس – تقرير خاص| انتهت الخلافات بين القيادي في قوات هادي قائد المنطقة العسكرية السادسة هاشم الأحمر ومحافظ الجوف الموالي للتحالف أمين العكيمي.
وعلم “المساء برس” من مصدر مطلع بمدينة الحزم عاصمة المحافظة أن الخلافات بين هاشم الأحمر والمحافظ العكيمي انتهت بمغادرة العكيمي للمحافظة متجهاً إلى السعودية، فيما تسلّم هاشم الأحمر أمور المحافظة من الناحيتين العسكرية والمدنية حيث بات متواجداً بشكل دائم في مقر مبنى المحافظة وقام بتنفيذ بعض الإجراءات من بينها قيامه بتوجيه حراسة المجمع الحكومي بالحزم بمنع دخول أي شخص مجند إلى المجمع، إلا لمن يحمل بطاقة عسكرية صادرة من صنعاء وبتاريخ قديم، وأضاف المصدر “تم منع دخول أي جندي تم تجنيده من 2015 فما فوق”.
في السياق ذاته كشف مصدر مقرب من حزب الإصلاح في الجوف أن المحافظ الموالي للتحالف أمين العكيمي والمحسوب على حزب الإصلاح غادر المحافظة قبل أكثر من أسبوع بعد أن تقدم بطلب للواء علي محسن الأحمر بمنحه إجازة مفتوحة، وأضاف المصدر أن العكيمي بعد ذلك غادر المحافظة متجهاً إلى السعودية بحجة أن والدته مريضة وترقد في أحد مستشفيات المملكة.
وتأتي هذه المستجدات بعد أن كانت الخلافات بين العكيمي وهاشم الأحمر قد بلغت ذروتها بسبب رفض العكيمي دخول الأحمر المحافظة بعد توليه منصب قائد المنطقة العسكرية السادسة الشهر الماضي، غير أن وساطة سعودية حاولت ثني العكيمي عن موقفه وفشلت في بداية الأمر بعد أن اشترط العكيمي للوساطة السعودية أن يدفع هاشم الأحمر ما قدمه العكيمي من مبالغ مالية كنفقات صرفها على الوحدات العسكرية التابعة للمنطقة السادسة في الجوف قبل تعيين هاشم قائداً للمنطقة خلال الفترة الماضية وهو الأمر الذي رفضه هاشم بشكل مطلق ليتصاعد الخلاف بين الطرفين بشكل أكثر حدة ويلجأ هاشم للاستعانة بعناصر قبلية من الجوف بينها وبين العكيمي ثأر قبلي قديم.
وأكد المصدر أن الوساطة السعودية حاولت أكثر من مرة مع المحافظ العكيمي تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب لتمكين هاشم من المحافظة عسكرياً، لينتهي الأمر، حسب المصدر، بخضوع العكيمي لتوجيهات الوساطة السعودية التي كانت مكونة من ضباط رفيعي المستوى، مضيفاً “عقب ذلك تواصل العكيمي باللواء علي محسن وغادر المحافظة متجهاً إلى المملكة التي لا يبدو أنه سيعود منها قريباً”.
وفيما اعتبر مراقبون أن الخلافات بين الفصائل التابعة والموالية للتحالف في الجوف انتهت يرى آخرون أنها لا زالت مستمرة، خاصة بعد المعلومات التي وردت قبل يومين والتي تكشف عن تحركات للإصلاح داخل المحافظة لإعاقة هاشم الأحمر واستكمال ما فشل في فعله المحافظ العكيمي، حيث كشفت مصادر خاصة في الجوف تحدثت لـ”المساء برس” عن قيام القيادي في حزب الإصلاح ويحمل رتبة عسكرية كبيرة عبدالعزيز حنكل باستدعاء عناصر وقواعد الإصلاح من بينهم شخصيات اجتماعية في الجوف وقام بجمعهم في “دار القرآن”، حيث تم تسجيل أسمائهم في قائمة وطلب منهم التوقيع على عريضة يعبرون فيها عن رفضهم لوجود هاشم الأحمر في الجوف ورفضهم للامتثال لأي توجيهات تصدر من قبله.
ويبدوا أن السعودية أرادت تأديب أمين العكيمي بعد “تطاوله على أسياده وأولياء نعمته” – من وجهة نظر السعوديين – حين هاجم قبل نحو شهرين مركز سلمان للإغاثة وتحدث أمام جمع من قبائل الجوف ومسؤولين في السلطة المحلية بالمحافظة وضباط عسكريين تابعين للإصلاح وأمام عدسة الكاميرا، كاشفاً ما وصفها بـ”ادعاءات مركز الملك سلمان للإغاثة بتقديم كميات من المواد الإغاثية لمحافظة الجوف التي لم يراها أبناء المحافظة إلا في قناتي العربية والحدث فقط”، وقد تناقلت عدة قنوات ووسائل إعلامية مقطع الفيديو هذا من بينها قناة الجزيرة.
أما هاشم الأحمر فهو لم يأتِ بجديد بما فعله مؤخراً عبر تقديم نفسه كخادم للسعودية، فهو الابن الأصغر للشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر رجل السعودية الأول في اليمن على مدى 40 عاماً، كما أنه – أي هاشم – يحاول تقديم نفسه بديل أجدى نفعاً من العكيمي والإصلاح لتنفيذ ما يطلبه منه السعوديون وعلى رأسهم محمد بن سلمان الذي قالت مصادر صحفية في وقت سابق وقبل تعيينه قائداً للمنطقة العسكرية السادسة إنه التقى به في السعودية واتفق معه على خوض معركة عسكرية تبدأ من الجوف وتنتهي بالسيطرة على منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران لقطع الطريق أمام صعدة، وحسب المصادر أيضاً فإن الأحمر التزم لمحمد بن سلمان بتحقيق هذا الهدف من خلال شن عملية عسكرية للسيطرة على سلسلة جبال ممتدة من وسط الجوف وحتى حرف سفيان بعمران بطول يتجاوز الـ40 كيلو متراً، وهي مسافة لم تتمكن قوات هادي على مدى 3 أعوام من خوض أي معارك حقيقية فيها.