“البيضاء تشتعل” الحوثيون يصعّدون والإمارات تستلم المهام وتزيح الإصلاح
المساء برس – تقرير خاص| كشف مصدر ميداني على اطلاع بمجريات العمليات العسكرية الجارية حالياً في جبهات القتال بمحافظة البيضاء وسط اليمن عن مقتل عدد من قيادات قوات الرئيس المنتهية ولايته والخاضع للإقامة الجبرية عبدربه منصور هادي في جبهات محافظة البيضاء، على أيدي قوات صنعاء خلال الأيام القليلة الماضية.
وأضاف المصدر في حديث خاص لـ”المساء برس” إن من وصفها بـ”قوات الجيش الوطني” و”المقاومة” خاضت معارك عنيفة خلال الأيام القليلة الماضية مع قوات الحوثيين “أنصار الله” وحلفائهم أدت إلى مقتل عدد كبير من الضباط والقيادات العسكرية كان آخرهم مقتل القيادي فيصل محمد عوض العولقي ونصر سعيد ناصر حميدان اليوم الاثنين في جبهة ناطع التي شهدت خلال اليومين الماضيين ولا زالت تشهد مواجهات عنيفة بين الطرفين.
كما كشف المصدر عن سقوط 6 من الطرف الموالي للتحالف في الجبهة ذاتها يوم أمس على رأسهم القيادي ناصر عبدالله الفقير وفيصل محمد عوض مديرك العولقي وصالح عبدالله أحمد الفقير وعبدالكريم محمد المنصوري ومحمد علي النهبلي المرادي وإصابة آخرين أثناء هجوم لقوات أنصار الله والجيش الموالي لحكومة الإنقاذ على مواقع عناصر من تنظيم القاعدة تقاتل في صفوف قوات هادي الموالية للتحالف، وفي وقت سابق أكد المصدر أن كلاً من القيادي أحمد عوض الراجحي العواضي وصالح أحمد ناصر الجرامي قُتلا أثناء قيام قوات صنعاء وأنصار الله بهجوم واسع يهدف للسيطرة على جبل القرحي أمس الأول.
الصراع في جبهة الزاهر
وفي جبهة الزاهر بالمحافظة ذاتها يدور صراع من نوع آخر، لكنه ليس بين قوات صنعاء وقوات التحالف هذه المرة، بل بين فصائل التحالف فيما بينها بسبب محاولات الإمارات فرض مسلحين متشددين من الموالين لها من أبناء البيضاء وإحلالها بدل القوات التابعة لحزب الإصلاح والتي تقاتل في الجبهة بصفتها قوات عسكرية تابعة لـ”الشرعية”.
وكشف مصدر خاص مقرب كثيراً من الإصلاح لـ”المساء برس”، أن خلافات نشبت بين القيادات التابعة للإصلاح المتواجدة في جبهة الزاهر وبين قيادات أخرى في قوات “الشرعية” ولها علاقات واتصالات بقيادة القوات الإماراتية في الجنوب، مشيراً إلى الأن الخلافات بين الطرفين كان سببها إلحاق الكتيبتين اللتين تم الإعلان عن ضمهما للقوات العسكرية التابعة لما يسمى “الجيش الوطني” واللتين جرى إقامة حفل تخرج لهما والإعلان عن ضمها لـ”الجيش الوطني” قبل أسبوعين، رغم وجود عدد كبير جداً من المنتمين لهتين الكتيبتين هم من عناصر تنظيم القاعدة وكانوا يقاتلون إلى جانب التحالف باسم “مقاومة آل حميقان”، وقد تم إلحاق هاتين الكتيبتين بالقوات التي تتبع نجل الرئيس السابق علي صالح العميد طارق محمد صالح وتقوم بتشكيلها حالياً القوات الإماراتية في عدن جنوب اليمن.
وحسب المصدر فإن الإمارات تسعى من هذه الحركة إلى تمكين أتباعها الجدد في البيضاء من بسط سيطرتهم عسكرياً على حساب سيطرة المسلحين التابعين لحزب الإصلاح، المتواجدين فعلياً على الأرض والمشاركين في القتال ضد قوات صنعاء وأنصار الله في البيضاء.
ووفقاً للمصدر المقرب من الإصلاح فإن الإمارات بدأت بتقليص وجود مقاتلي الإصلاح في جبهات البيضاء بشكل كبير بعد أن تسلمت أبوظبي ملف محافظة البيضاء وتوليها إدارة المهام العسكرية بالكامل في مختلف الجبهات هناك، مشيراً إلى أن ملف البيضاء عسكرياً أصبح ملفاً يخص الإمارات بشكل كامل، وأن الإمارات لا تريد أي تواجد للإصلاح في هذه المحافظة.
مؤتمريون يقاتلون بأوامر إماراتية في البيضاء
وفي وقت سابق كشف مصدر ميداني لـ”المساء برس” عن مقتل قيادات بارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام من المنتمين لمحافظة البيضاء كانت تقاتل في صفوف قوات التحالف والموالين لها، كاشفاً عن أسماء قيادات من بينهم الشيخ مساعد محسن مزاحم عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر ومستشار محافظ البيضاء والذي قتل نهاية الأسبوع الماضي أثناء مشاركته في زحف على مواقع عسكرية بالقرب من جبل قرحاء في جبهة ناطع تسيطر عليها قوات صنعاء من الجيش واللجان الشعبية التابعة لأنصار الله، وأضاف المصدر أيضاً أن من بين من قتلوا الأسبوع الماضي “الشيخ صالح حسين لشجح المنصوري – ركن تسليح اللواء 173، وصالح أحمد الحسحوس بن هادي (مصاب)- عمليات اللواء 173، عبدالقادر سالم المنصوري، فضل عبدالله حسين المنصوري، عيدروس سالم الضريبي، علي عبدالله محمد الرقابي، أحمد عوض الراجحي العواضي من أبناء العبدية، والمقدم صالح حسين لحج المنصوري، هادي العريفي، عيدروس سالم صالح الضريبي، عبداللطيف الشدادي، وأحمد عبدربه الشدادي شقيق القيادي البارز سالم عبدربه الشدادي، ومحمد المجش، وفيصل احمد عبدالله العولقي” وجميعهم قيادات بارزة في القوات الموالية للتحالف التي تقاتل قوات صنعاء في جبهات البيضاء وسط اليمن، وقد قتلوا جميعاً “الحسحوس” خلال زحف على مواقع الحوثيين بجبهة ناطع الأسبوع الماضي.
الجدير بالذكر أن اللواء محمد علي المقدشي رئيس أركان قوات هادي سابقاً زار جبهات البيضاء مطلع يناير الماضي والتقى بعدد من القيادات التي تقاتل في صف الإمارات وتتحرك وفق توجيهات تأتي من الجنوب.