هذا ما ركّز عليه زعيم أنصار الله في كلمته الأخيرة “الحرب الناعمة”
المساء برس – خاص| ألقى زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي كلمة تلفزيونية اليوم بمناسبة جمعة رجب، المناسبة الدينية التي يحتفل بها اليمنيون سنوياً لدخولهم الإسلام، وكان لافتاً في كلمة الحوثي حديثه عن “الحرب الناعمة” وهو المصطلح الذي يتطرق إليه زعيم الجماعة لأول مرة ويسهب في الحديث عنه بهذا الشكل.
وقال الحوثي إن الحرب الناعمة تهدف “للاستحواذ علينا في الفكر والسلوكيات” ليصبح الإنسان كالرجل الآلي، وأن الحرب الناعمة هي الحرب الشيطانية “التي يعمل فيها شياطين الإنس والجن سوياً”.
وشدد الحوثي على ضرورة أن تصبح الحرب الناعمة محط اهتمام العلماء والمثقفين، محذراً من أن “العديد من الجهات تعمل لاستهداف الشعب اليمني في مبادئه ومفاهيمه الرئيسية” بأساليب الحرب الناعمة.
واستعرض زعيم الحركة بعض الأمثلة على الحرب الناعمة التي تُشن ضد الشعب اليمني منها “نشاط البهائية الشيطاني الذي يشن حرباً فكرية وتضليلية ضد الإسلام ويسعى للارتداد عنه”، مشيراً إلى أن هذا النشاط يلقى رعاية ودعماً من الغرب، مدللاً على ذلك بالقول “عندما تتخذ الدولة نشاطاً ضد البهائية يصيح البريطانيون والأمريكيون والغربيون”، مضيفاً أن “إسرائيل تحتضن وترعى هذا التحرك وتؤمن له الحرية الكاملة لينطلق إلى العالم”.
كما ذكر أيضاً بعض الأمثلة الأخرى عن الحرب الناعمة منها “الأحمدية كذلك تشارك في الطعن بالإسلام والنبوة”، وأيضاً “الإلحاد والتبشير بالنصرانية وإخراج أبناء أمتنا من الإسلام هي من أوجه الحرب الشرسة والخطيرة التي تشن علينا (…) التكفيريون يتجهون لمسخ الهوية الايمانية وجعل الانسان يرتبط بالنظام السعودي والإماراتي والأمريكي لاحقاً (…) بث الأفكار المشككة بأفكار الإسلام على مواقع التواصل الاجتماعي هي من أوجه الحرب الناعمة”.
كما شدد زعيم أنصار الله على أن المسؤولية الكبيرة للتصدي لهذا النوع من الحرب تقع على “الجانب الشعبي والرسمي والمثقفين في مواجهة الحرب الناعمة”.
كما لفت إلى شكل آخر من أشكال الحرب الناعمة التي “تسعى لتدنيس النفس البشرية بالمفاسد الأخلاقية والفواحش التي تدمر النسيج الاجتماعي”، محذراً من أن هذا الشكل من الحرب الناعمة يهدف لاستهداف الأسرة والنظام الأسري في الإسلام الذي يضرب النسيج الاجتماعي”، مستدلاً على ذلك بأن “هناك من يروج للعلاقات الغير شرعية والفوضى في الاختلاط والروابط والتواصل”، قائلاً إن “الله جعل الرابطة في نظام الإسرة الإسلامية سليمة ونظيفة”.
وفيما يتعلق بالدور الغربي في تفكيك النسيج الاجتماعي عبر ضرب الأسرة المسلمة والروابط بين أفرادها قال عبدالملك الحوثي إن “الغرب وعبر الهجمة الاعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت يروج للإباحية والخليعة السيئة جداً حتى تنشأ روابط غير شرعية”، وأن من “يصبح ساقطاً أخلاقياً في العلاقات الغير شرعية بين الرجال والنساء لا يبقى له لا شرف ولا عزة ولا حمية ويصبح قابلاً للاستعباد” وهذا ما تسعى إليه الدول الكبرى “استبعاد الشعوب بشكل طوعي”.
ولفت زعيم الجماعة إلى أن قوة الشعوب “هي بقدر ما تكون حرة عزيزة كريمة متمسكة بالمبادئ والقيم والأخلاق”، مُذكراً أن من وصفهم بالأعداء “يحاولون أن يبثوا فينا روح الهزيمة عبر الحرب النفسية الإعلامية الشرسة من تهويل وإرجاف”، وأنهم أيضاً يعملون على “إماتة روح الاهتمام في الانسان (…) وصرف الاهتمام عن المواضيع الأساسية وجعل الانسان متوتراً من أجل موضوع ثانوي”.
كما شدد الحوثي على دور “جنود ميدان الإعلام” الذين أكد عليهم ألا يكونوا “أقل استبسالاً من جنود الميدان العسكري”، نظراً لأهمية دورهم في مواجهة “من يدمرون إيمان الناس والذين لا يقلون خطورة عن الذين يقتلون الناس بالقنابل”.
ويرى مختصون في هذا الشأن فإن العديد من الشواهد التي باتت ظاهرة للعلن والتي تؤكد ما تطرق إليه زعيم أنصار الله في حديثه عن الحرب الناعمة التي تمارس ضد الشعب اليمني والأمة الإسلامية، والتي تهدف في معظم الأحيان لتغيير تفكير معظم المستهدفين وتحويله إلى تفكير سلبي يخدم مصلحة الأنظمة والكيانات العالمية التي تسعى لتغيير توجه الشباب العربي والإسلامي وحرفه عن مساره الصحيح وبدلاً من أن يصبح هؤلاء الشباب عقبة أمام المشاريع المهيمنة والمسيطرة يتحولون بتفكيرهم إلى أداة وعامل مساعد لتنفيذ ما تسعى له الأنظمة الكبرى والتي قد يكون بإمكانها على سبيل المثال قلب نظام الحكم في أي بلد معارض لسياسة التبعية للقوى العالمية.