ماعلاقة قائد محور صعدة وأركان حرب المحور بأسامة بن لادن؟
المساء برس – تقرير خاص| كشف مصدر عسكري يمني أن قيادات عسكرية بارزة موالية للتحالف وتشغل مناصب عسكرية قيادية في قوات الرئيس الخاضع للإقامة الجبرية في الرياض عبدربه منصور هادي، تنتمي لتنظيم القاعدة وتعتبر من القيادات البارزة التي كانت قريبة من زعيم التنظيم أسامة بن لادن.
وكشف المصدر لـ”المساء برس” عن قائدين عسكريين يتبعان قوات هادي الموالية للتحالف، من بين القيادات الأخرى التي تربطها علاقة مباشرة بتنظيم القاعدة وبزعيمه أسامة بن لادن، مضيفاً أن القائدين هما قائد محور صعدة عبيد الأثلة وأركان حرب المحور طارق الغزالي واللذين ينتميان لمنطقة المجدعة بعزلة آل أبو جبارة في مديرية كتاف بمحافظة صعدة شمال اليمن، كاشفاً أيضاً عن أن القائدين هما من ضمن العائدين من أفغانستان من اليمنيين الذين أرسلهم علي محسن الأحمر، نائب هادي، للقتال ضد الاتحاد السوفيتي ثم أصبحوا من ضمن العناصر البارزة في تنظيم القاعدة في اليمن بعد عودتهم.
وقال المصدر إن عبيد الأثلة قائد المحور كان يقود معسكراً غير شرعي أطلق عليه اسم “معسكر المجاهدين” في الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها علي محسن الأحمر، لافتاً أن المعسكر كان يقوم بتجميع العائدين من أفغانستان، وأن العمليات التي كانوا ينفذونها لصالح تنظيم القاعدة خلال الأعوام الماضية، كانوا يقومون بتسجيلها وعرضها على موقع إلكتروني اسمه “آل أبو جبارة”.
كما كشف المصدر عن أن وادي “آل أبو جبارة” في مديرية كتاف بصعدة كان يعتبر معسكراً خاصاً لعناصر القاعدة التابعين مباشرة لزعيم التنظيم أسامة بن لادن، مشيراً أن هذه العناصر وعلى رأسها عبيد الأثلة قائد المحور الحالي شاركوا في الحروب الست التي خاضها نظام الرئيس السابق صالح ضد جماعة أنصار الله، لافتاً أن الأثلة تربطه حتى اليوم علاقات قوية ومصالح مشتركة بعناصر مطلوبين وموضوعين في القائمة السوداء من تنظيم القاعدة، كاشفاً أن أبرز المرتبطين بالأثلة من عناصر القاعدة المطلوبين “عمار عبادي الوائلي ووالده عبادي الوائلي وصالح بن هادي التيس وعبدالله بن هادي التيس”، مضيفاً أن هذا الأخير “كان يملك مجموعة صعدة بلازا وهي مجموعة من الاستثمارات التابعة لزعيم التنظيم أسامة بن لادن”، وأن أحد أقاربه ويدعى “ناصر التيس” كان ضابطاً كبيراً في الفرقة الأولى مدرع ويحمل رتبة عميد على الرغم من أن الرجل أحد عناصر التنظيم.
ووفقاً لمعلومات حصل عليها “المساء برس” من مصدر آخر وموثوق، فإن عبيد الأثلة يتشارك مع ابن عمه في ملكية “مجموعة محلات عسل منتشرة في جميع المحافظات اليمنية”، ويضيف المصدر أنه وبالإضافة إلى محلات العسل يملك الأثلة مصنعاً لإنتاج المواد البلاستيكية في شارع خولان بالعاصمة صنعاء ومحلات لبيع العسل في كل من السعودية وقطر.
وعلى مدى الثلاثة الأعوام الماضية شهدت القوات التي تقاتل في صفوف التحالف تحت مسمى “جيش الشرعية” تغيراً في أيديولوجيتها وعقيدتها القتالية بسبب سيطرة المتطرفين من المنتمين للمدرسة الوهابية والسلفية المتشددة على هذه القوات التي تشكلت بعناصر معظمها كانت تقبع في السجون اليمنية لانتمائها لتنظيم القاعدة.
واليوم تقاتل هذه الجماعات بالزي العسكري ومعظم القادة العسكريين في قوات هادي الموالية للتحالف هم من الذين لهم تاريخ سابق بالمشاركة في القتال مع تنظيم القاعدة في أفغانستان والذين جرى تجنيدهم للقتال إلى جانب المعسكر الغربي “الولايات المتحدة الأمريكية” ضد المعسكر الغربي “الاتحاد السوفييتي”.
ويسيطر هؤلاء اليوم على معظم المناصب القيادية العسكرية وصاحبة القرار في القوات الموالية للتحالف، وتقاتل بعقيدة مذهبية وطائفية، وليس بعقيدة “جيش دولة نظامي”، وهذا ما يتضح من خلال الاطلاع على مقاطع الدعاة السلفيون والوهابيون وهم يخطبون في المقاتلين من مجنديهم بأنهم يقاتلون دفاعاً عن السنة، وليس “الشرعية” كما يزعم التحالف، وأن من يقاتلوهم هم “أعداء الله المجوس”.
ويرى مراقبون أن التطرف الذي يغزو معسكرات هادي ويحوّل عقيدة عناصر الجيش اليمني الذين دفعت بهم الحاجة إلى الالتحاق للقتال في صفوف التحالف، يحولها إلى عقيدة طائفية متطرفة تمهّد لمرحلة مستقبلية تشبه إلى حد ما أحداث ما بعد الغزو الأمريكي للعراق، بمعنى التأسيس لصراع داخلي طائفي وهابي.
اليوم الإرهاب يقاتل في صفوف التحالف ولكن برتب عسكرية تبدأ من العقيد فما فوق، وفيما يلي تقرير مصور أعده “المساء برس” في تاريخ سابق من هذا العام، يستعرض أبرز قيادات قوات هادي من المتطرفين الذين انتقلوا من دماج وهربوا من سجون تعز وحضرموت إلى المناصب العليا في الجيش.