سؤال مثير للدهشة طرحه المذيع خالد عليّان للوزير عبدالعزيز جباري
المساء برس – خاص| في لقاء خاص أجراه المذيع خالد عليّان في قناة اليمن المستنسخة والتي تبث من الرياض، مع عبدالعزيز جباري وزير الخدمة المدنية في حكومة الرئيس الخاضع للإقامة الجبرية عبدربه منصور هادي، طرح عليّان سؤالاً على الوزير جباري أثار الدهشة والاستغراب.
وبينما كان الحديث يتمحور حول زيارة البعثة الأوروبية للعاصمة صنعاء وعمّا إذا كانت هذه الزيارة ستخرج بحل ينهي الحرب في اليمن، طرح المذيع “عليّان” السؤال التالي، تعقيباً على كلام جباري الذي قال إنه يأمل في أن تجد الزيارة طريقها وتتمكن البعثة من إقناع الحوثيين، تعقيباً على ذلك تساءل عليان بالقول: “كيف سيقبلون بالحل وهم لا يزالون يرفعون شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل ويظهرون العداء للآخرين؟”، كان هذا السؤال مستفزاً لكل من كانوا يتابعون الحوار ومثيراً للدهشة، إذ كشف عن مدى تأثر الموالين للتحالف في حكومة هادي والمقيمين في السعودية بالتطبيع مع إسرائيل لدرجة بلغت أنه لم يعد مقبولاً لديهم أن يكون هناك مواطن يمني أو جماعة سياسية تناصب العداء للكيان الصهيوني الغاصب والمحتل للأرض العربية، وهذا ما بدا جلياً وواضحاً من سؤال المذيع الذي طرحه بشكل تلقائي والذي يوحي بل يؤكد يقيناً بأن من يقف في صف “الشرعية” أصبحوا يرون في “توقف حركة أنصار الله عن معاداة إسرائيل” شرطاً للقبول بالسلام، حتى أن المذيع عليّان بدا وكأن لسان حاله يقول “كيف نقبل بالسلام مع الحوثيين وهم لا يزالون يعادون إسرائيل؟!”.
الأكثر من ذلك هو ما جاء من رد على لسان الوزير جباري والذي لا يزال يشكك بل ويستهزئ من شعارات جماعة أنصار الله المنادية بسيادة اليمن واستقلاله ورفض الولاء المباشر وغير المباشر للكيان الصهيوني والولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، بل إن جباري حسب ما أجاب على السؤال، يعتبرها مجرد شعارات لا يصدقها إلا شخص ساذج، ويقول “هذه الشعارات لا يصدقها إلا ساذج ومغفل وجاهل” وأنها شعارات تم رفعها لتحقيق مآرب ومطامع أخرى.
يجيب الوزير جباري بهذه الإجابة رغم كل ما كشفته الأحداث على مدى 3 سنوات من علاقات أصبحت علنية بين الكيان الصهيوني والدول التي ذهبوا واستنجدوا بها لإنقاذهم واستعادة سلطتهم وعلى رأسها السعودية والإمارات، وهم الذين شرعنوا، أمام العالم، ما ترتكبه دول التحالف من مجازر بحق المدنيين الأبرياء من قتل وتشريد للنساء والأطفال.
آخر ما كشفته ما يعترف به الإعلام الإسرائيلي كان المناورات العسكرية الجوية المشتركة بين كل من سلاح الجو الإماراتي، الذي يشارك ليل نهار في قصف اليمن، وسلاح الجو الإسرائيلي في اليونان بمشاركة الأخيرة والولايات المتحدة وبريطانيا.
يشارك الطيارون الإماراتيون إلى جانب الإسرائيليون ويتدربون سوياً وربما يتلقى الطيارون الإماراتيون تدريباً مباشراً من قبل سلاح الجو الإسرائيلي بحكم خبرته في قصف لبنان وفلسطين المحتلة على مدى 70 عاماً، يشارك الطيارون من إسرائيل والإمارات في هذه المناورات ثم يعود الإماراتيون بخبرتهم ومهاراتهم التي اكتسبوها أثناء التدريب مع الإسرائيليين، يعودون لتطبيق تدريباتهم في اليمن وفوق رؤوس المدنيين من النساء والأطفال وقصف المدن والمنشئات الحيوية.
وأكثر من ذلك ما كشفته صحيفة هآرتس الإسرائيلية العام الماضي عن وثيقة من وزارة الخارجية الإسرائيلية خاطبت فيها إسرائيل سفراءها في مختلف الدول بأن يخاطبوا الحكومات والدول التي يمثلون فيها “إسرائيل” بأن تؤيد موقف السعودية في حربها ضد الحوثيين في اليمن، أليست هذه الحقائق تكفي لأن تغيّر وجهة نظر حلفاء “حلفاء إسرائيل” من الحرب الخليجية على اليمن؟
يبدو أن الموالين للتحالف من مسؤولين وعسكريين وناشطين، لن يعترفوا بخطر الكيان الصهيوني على الأمة العربية، ولن يعترفوا بأنهم يقاتلون إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل ضد الشعب اليمني الذي تصدر الحوثيون وحلفائهم المشهد العسكري في مواجهة دول التحالف ومن يقف خلفها، وحتى وإن أعلنت إسرائيل رسمياً عن مشاركتها بأي شكل من الأشكال في الحرب ضد اليمن، فلن يعترف “الشرعيون”، ولن يستغرب الشعب اليمني إن أصبح لسان حال هؤلاء يتحدث مثل أمراء الخليج إذ ليس ببعيد أن نشهد في القريب العاجل أحد المسؤولين في الشرعية وهو يتحدث بالفم المليان ويقول “إن الخطر الحوثي أخطر وأشد من الخطر الإسرائيلي”.