منتدى الأمن الأمريكي: الأموال السعودية المدفوعة يوميا صنعت “فيتنام” خاص في اليمن
المساء برس : متابعات |قال منتدى الأمن الأمريكي “جاست سيكيورتي” إن إدارتي ترامب و أوباما، دأبتا على مدى السنوات الثلاث الماضية، على إخفاء تواطؤ الولايات المتحدة في الكارثة الإنسانية في اليمن، بدءاً من وزير الخارجية السابق، جون كيري إلى خليفته، ريكس تيلرسون.
و أشار تقرير للمنتدى، صدر هذا الأسبوع، إلى أن المسؤولين الأمريكيين يصرون دائماً على قول إن هذه ليست حربنا، و يؤكدون على أن التسوية السياسية هي السبيل الوحيد لإنهائها. غير أن الإجراءات الأمريكية التي تتكون من الدعم السياسي و العسكري مستمرة للمملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة، اللتان تقودان حملة قصف جوي تستهدف المدنيين اليمنيين الذين يكافحون بالفعل تحت حكم أنصار الله.
و بيّن التقرير أنه و بعد ثلاث سنوات من الجمود في ساحة المعركة، و تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين، و حصار على المساعدات الإنسانية للمدنيين اليمنيين الجوعى، أدى ذلك أخيراً إلى إخراج هذه السياسة المتناقضة إلى العلن.
و أشار إلى أن الأهم من ذلك، هو أن الإجراءات التنفيذية تفقد أهميته في الكونغرس، الذي لم يصرح قط بهذه السياسة المتناقضة و المضرة في اليمن، لكنه لم يقف بعد ضدها.
و أكد التقرير على أن تحرك أعضاء مجلس الشيوخ بيرني ساندرز، و مايك لي، و كريس مورفي، لإعادة تأكيد دور الكونغرس في قرارات صنع الحرب، هو إجراء جريء، بعد أن أصبح صمت الكونغرس بشأن صنع الحرب هو القاعدة.
وأوضح تقرير المعهد الأمريكي أن فتح النقاش و التصويت على منع القوات المسلحة الأمريكية من المشاركة في الحرب الأهلية في اليمن، لا يحافظ فقط على دور الكونغرس الدستوري باعتباره الهيئة الوحيدة التي يمكن أن تعلن الحرب، و لكن أيضاً يجبر إدارة ترامب على تغيير حساباتها عن طريق وضع كلماتها في عمل ملموس لإنهاء الصراع.
و أوضح التقرير أنه و بدلاً من تعزيز نوعي للجهود التي قد تؤدي في النهاية إلى محادثات سلام، تستمر الولايات المتحدة في إذكاء الجهد الحربي لـ”التحالف” الذي تقوده السعودية، ليس فقط من خلال تقديم الدعم العسكري للحملة الجوية، و لكن أيضاً من خلال الجهود التي يبذلها الدبلوماسيون الأمريكيون في مجلس الأمن الدولي لحماية السعودية و حلفائها من المساءلة عن انتهاكاتها العديدة لقوانين الحرب، ما يسمح لـ”التحالف” الذي تقوده السعودية، بمواصلة تدخله في اليمن إلى أجل غير مسمى.
و نوه التقرير إلى أنه بوجود مثل هذا الدعم غير المشروط للولايات المتحدة، ليس لدى “التحالف” أي حافز لخفض عدد الضحايا المدنيين، أو إنهاء حملة القصف، أو تخفيف الأزمة الإنسانية، أو دفع هادي المعزول بشكل متزايد، للانخراط في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب.
و شدد التقرير على وجوب إنهاء المساعدة الأمريكية، حتى يكون ذلك بمثابة دعوة للاستيقاظ للتحالف، و حتى لا يضع في حسبانه دعماً أمريكياً غير مقيد للمأزق العسكري الذي هو فيه، و حتى ينخرط في عملي دبلوماسي مع خصومه.
و أكد المنتدى الأمريكي إلى أن وقف الدعم العسكري من شأنه أن يزيل الحوافز التي تدفع “التحالف” إلى إتباع استراتيجية عسكرية فقط في اليمن.
و بين أن الأموال التي تدفعها السعودية يومياً خلال حملتها في اليمن، والمقدرة بنحو 66 مليون دولار، يجب أن تذهب لتدعم الإصلاحات المحلية، ولا تحبس البلاد في فيتنام من صنعها الخاص.
و كشف المنتدى الأمريكي عن أن الدعم غير المشروط لـ”التحالف”، شجع إدارة ترامب على “استراتيجية تصعيد إلى تصعيد” في اليمن، و مقاومة أي دعوات لإجراء محادثات صريحة مع حلفائها بشأن خطوات لإنهاء التدخل.
و أشار إلى أن إدارة ترامب كانت مستعدة فقط لممارسة الضغط المؤقت على السعودية لتخفيف حصارها. معتبرا تلك الخطوة غير كافية لصنع السلام، و أنها اتخذت فقط للتخفيف من الغضب الدولي وخلق مساحة سياسية لـ”التحالف” لمواصلة حملته العسكرية.
و نوه المنتدى الأمريكي إلى أهمية الاستفادة من درس الضغط الإعلامي الذي تمارسه إدارة ترامب على “التحالف”، فيما يخص الحصار. مبيناً أن ذلك قد أحدث تغيراً في السلوك المتبع من قبل “التحالف”، ودفعه إلى الإعلان عن فتح مؤقت للميناء الأكثر حيوية في اليمن.
و أشار إلى أنه و على الرغم من أن ذلك ليس كافياً لمواجهة الأزمة، فإنه أظهر مدى حساسية التحالف تجاه الانتقادات الدولية، خاصة من الولايات المتحدة.
و دعا إلى تخيل ما يمكنه أن يمثل تهديد “الكونغرس” لإنهاء كل الدعم العسكري الأمريكي. مشيرا إلى أنه من خلال التشريع سيطبق الكونغرس الدرس الذي أخفقت إدارة ترامب في تعلمه حتى الآن، و هو أن الدعم العسكري الأمريكي أداة مهمة للدفع باتجاه السلام.
و شدد التقرير على وجوب أن تستخدم الإدارة الأمريكية هذا التهديد للاتصال بالرياض، و دفعها إلى استئناف محادثات السلام، بدلاً من التوبيخ العلني الذي يحجم عنه البيت الأبيض حتى الآن.