مُحلّل لـ”الإمارات” محرّم على “الشرعية” محور بيحان يعرّي أتباع “بن زايد”
المساء برس – تقرير خاص: يحيى الشرفي| يعود الصراع مجدداً بين عبدربه منصور الرئيس المنتهية ولايته والخاضع للإقامة الجبرية في العاصمة السعودية الرياض والمجلس الانتقالي الجنوبي التابع والمدعوم من الإمارات، وهذه المرة، على قضية يراها معظم الجنوبيين سبباً تافهاً لأن تُشعل صراعاً قد يتطور ليكون مسلحاً، لا قدر الله.
ففي الجمعة الماضية أصدر هادي قراراً قضى بتشكيل محور عسكري جديد في محافظة شبوة يسمى “محور بيحان” يضم عدة معسكرات ومساحته الجغرافية أقل، نوعاً ما، من (43) ألف كيلو متر مربع، ويكون هذا المحور العسكري تابعاً “عسكرياً” للمنطقة العسكرية الثالثة ومقرها مأرب.
ولأجل هذا القرار أقامت الإمارات الدنيا ولم تقعدها، عبر “المجلس الانتقالي” وحلفائها من المشائخ القبليين الموالين لنفوذها، رافضة رفضاً قاطعاً تنفيذ هذا القرار، واستنفرت كل إمكانياتها في محاولة منها لمنعه بأي ثمن، وتحاول لتحقيق ذلك استثارة الجنوبيين ومخاطبة غريزتهم بعناوين “الانتماء للجنوب” و”محاولة تمييع القضية الجنوبية” و”تفتيت جغرافيته”، لكن إنشاء معسكرات بأكملها في قلب الجنوب، تابعة، بكل مافيها من قيادة وأفراد وعتاد، لمناطق شمالية، ليس أمراً مهماً ولا يشكل خطراً على القضية الجنوبية ومحاولة غرس خنجر في خاصرته يسهل استخدامه وقت ما تشاء أبوظبي.
وفقاً للمعلومات التي حصل عليها “المساء برس” مساء الأحد، فإن حالة من الاستياء الشديد تسود “بعض قبائل شبوة” بسبب قرار هادي بتشكيل محور بيحان، وعلى إثر ذلك كشفت مصادر خاصة عن لقاء جمع بين رئيس “المجلس الانتقالي” عيدروس الزبيدي مع بعض مشائخ قبيلة بلحارث في العاصمة الإماراتية أبوظبي، لمناقشة هذا القرار وكيفية إيقافه بأي ثمن.
وأشارت المصادر أيضاً أن اجتماعاً من المفترض أن يعقده بعض زعماء القبائل في شبوة صباح اليوم الاثنين في منطقة “الجفعية” بشبوة يضم أبناء المديريات الثلاث “بيحان وعسيلان وعين” وبعد هذا الاجتماع سيقوم الحاضرون ومن أتى معهم بالتحرك إلى مدينة عتق عاصمة المحافظة للتظاهر أمام مبنى المحافظة رفضاً للقرار.
يرى مراقبون من بينهم قادة رأي وساسة جنوبيون أن ما حدث مؤخراً يكشف مدى “السقوط” الذي وصل إليه حلفاء الإمارات من الجنوبيين، ففي الوقت الذي “يتباكون فيه عن فصل محور بيحان العسكري عن محور شبوة الخاضع للاحتلال العسكري الأجنبي”، حسب تعبير البعض، بذريعة أن هذا اقتطاع لجزء جنوبي أصيل وتاريخي، إلا أنهم يتناسون في الوقت ذاته أن أهم مضائق العالم المائية والتابع لليمن وهو من أوجد لهذا البلد أهمية جيوسياسية في خارطة الصراع والنفوذ العالمي، يتناسون أن هذا المنفذ تم استقطاعه بالقوة العسكرية المباشرة عن الشمال والجنوب معاً ولم يعد أحد يذكره ويقاتل لاستعادته من القوات الأجنبي سوى أولئك الذين يصفهم حلفاء الإمارات وحلفاء السعودية بالمتمردين الانقلابيين.
وفي الوقت الذي صدرت فيه بيانات عدة من عدة كيانات جنوبية مفرخة مؤخراً ترفض وبشدة قرار هادي، لم تصدر تلك الكيانات أي بيان ولم تتفوه بكلمة حين كشفت مراكز دراسات دولية وكبريات الصحف العالمية وبالأدلة والوثائق وصور الأقمار الصناعية ما تفعله الإمارات في جزيرة ميون اليمنية التي لم يعد فيها أي مواطن يمني بعد أن أجلتهم من الجزيرة عام 2015 وحولتها إلى قاعدة عسكرية باتت اليوم القوات الأمريكية تسرح وتمرح فيها كيفما تشاء.
ويرى ناشطون أن ما تسمى بسلطة “الشرعية” محرّم عليها ضم أجزاء من محافظة جنوبية لتكون تابعة عسكرياً إلى منطقة عسكرية شمالية، ويضيفون أيضاً: “لكن محلل للإمارات أن تعزل جزيرة سقطرى عن اليمن باتصالاتها وعملتها وتمنع أي مواطن يمني يريد الانتقال إليها مثلها مثل أي محافظة يمنية أخرى”.
ورصد “المساء برس” تغريدة أحد الناشطين الجنوبيين الذي قال مُعلقاً على تناولات إعلام الجنوب الموالي للإمارات منذ صدور قرار هادي وحتى الآن بالقول: “يتباكى إعلام ومفسبكو “الدفع المسبق” على قضية بسيطة وهي قضية فصل محور بيحان العسكري عن محور شبوة، ويتجاهلون بخبث وخداع وسقوط، أن (مطار الريان الدولي) قد تحول اليوم إلى (أرض إماراتية بحته) لا تستطيع أن تطأها قدم جنوبية أو شمالية إلا بأمر أسيادهم الأغراب”.
وإضافة إلى ما ذكره الناشط بشأن مطار الريان، يجدر بنا في “المساء برس” أن نكشف أن هناك ما هو أكثر من ذلك، ففي الوقت الذي يصيح فيه حلفاء الإمارات على ما يصفونه “باستقطاع قطعة عزيزة من الأرض الجنوبية الطاهرة” وضمّها وإلحاقها، عسكرياً، إلى محافظة شمالية، لا يجدون في الوقت ذاته ضرراً ولا خطراً من استقطاع ما يقارب الـ(50) ألف كيلو متر مربع من محافظة حضرموت الجنوبية وضمها وإلحاقها للسعودية وإخفاء علامات ترسيم الحدود عام 2000م بين كل من عمان والسعودية واليمن، كما لا يرون أي ضرر وليس عندهم مانع من أن تحوّل الإمارات ميناء الضبة النفطي جنوب حضرموت إلى منطقة عسكرية مغلقة تماماً براً وجواً وتمنع اقتراب أي شخص يحمل بطاقة وجنسية “يمنية” من على بعد 2 كيلو متر من محيطه، بينما القوات الإماراتية وقوات الأسطول الأمريكي الخامس المتواجدة هناك يحق لها القيام بتنفيذ إنشاءات ومباني جديدة تؤكد أنها لا تنوي مغادرتها قريباً وتخطط للبقاء بشكل مستمر، هذا بالنسبة للجنوبيين الغيورين على أرض الجنوب مُحلل للإمارات، لكنه محرّم على هادي وشرعيته.