مسؤولون أمريكيون: “بن سلمان” وضع والدته رهن الإقامة الجبرية

المساء برس : ترجمة فتحي التريكي
عندما يزور ولي العهد السعودي البيت الأبيض الأسبوع المقبل، من المتوقع أن يتم الترحيب به كمصلح يوسع حقوق المرأة في واحدة من أكثر الدول تقييدا لها في العالم، حيث يسمح للنساء بالقيادة وحضور المباريات الرياضية.

ولكن هناك امرأة سعودية واحدة يقول مسؤولون أمريكيون إنها لم تستفد من صعود الأمير وهي أمه.

وقال 14 مسؤولاً أمريكياً حاليا وسابقا لـ«إن بي سي نيوز» إن المعلومات الاستخباراتية تكشف أن الأمير «محمد بن سلمان» قد منع والدته من رؤية والده الملك «سلمان» ، منذ أكثر من عامين، وأبعدها عنه.

وقام الأمير «محمد»، وهو حليف رئيسي لبيت «ترامب» الأبيض، بتفصيل تفسيرات مختلفة لمكان وجود والدته على مر السنين، مثل أنها خارج البلاد تتلقى العلاج الطبي، لذلك لم يكن الملك «سلمان» يعرف أن ابنه كان وراء غيابها المستمر، وفقا للمسؤولين الحاليين والسابقين.

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون الذين تمت مقابلتهم لهذه القصة أن «محمد بن سلمان» اتخذ هذا الإجراء ضد والدته لأنه كان قلقا من معارضتها خططه للاستيلاء على السلطة التي يمكن أن تقسم العائلة المالكة وربما تستخدم نفوذها لدى الملك لإبداء المعارضة.

وقال المسؤولون إن «بن سلمان» وضع والدته رهن الإقامة الجبرية على الأقل لبعض الوقت في قصر في المملكة العربية السعودية، دون علم الملك.

وفي شهر يونيو/حزيران الماضي، وفي سن الحادية والثلاثين فقط ، قام الأمير «محمد» فجأة بالإطاحة بابن عمه ليصبح وليا للعهد في المملكة الغنية بالنفط قبل أن يشرع في إجراء تغييرات اجتماعية واقتصادية خلال الأشهر المقبلة، بالإضافة إلى استعراض وقح للقوة داخل المملكة وخارجها.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أشرف ولي العهد على اعتقال أكثر من 200 من المسؤولين ورجال الأعمال السعوديين، بينهم بعض الأمراء البارزين وأفراد العائلة المالكة المتنافسين، فيما وصفته الحكومة بأنه حملة لمكافحة الفساد.

ودافع الرئيس «دونالد ترامب» عن الحكومة السعودية بسبب «معاملتها الشديدة» لأولئك الذين تم سجنهم في هذه الحملة، حيث يحتضن «ترامب» وصهره «غاريد كوشنر» ولي العهد السعودي كأساس محوري لاستراتيجيتهم في الشرق الأوسط.

وأعلن البيت الأبيض يوم الإثنين الماضي أن «ترامب» سيجتمع مع ولي العهد السعودي في 20 مارس/آذار خلال زيارته المرتقبة للولايات المتحدة.

ويعد تقييم الاستخبارات الأمريكية لأفعال الأمير «محمد» ضد والدته، والتي يقول المسؤولون الأمريكيون إنها ظلت مخفية منذ فترة طويلة عن كل من الملك «سلمان» والجمهور، هو مثال على استعداد ولي العهد السعودي لإزالة أي عائق محتمل لتعزيز موقفه كملك مقبل للمملكة العربية السعودية، وفقا للمسؤولين الذين تحدثوا لإعداد هذه المادة.

وقال المسؤولون إن تقييما للعلاقة بين «محمد بن سلمان» ووالدته، والتي لم يتم الإبلاغ عنها مسبقا، اعتمد على مزيج من الاستخبارات البشرية، والمعلومات التي تتقاسمها الولايات المتحدة من دول أخرى.

وقال المسؤولون إن القرار بإبقاء والدة ولي العهد الأميرة «فهدة بنت فلاح الحثلين» بعيدا عن الملك «سلمان» دون علمه تم اتخاذه في عهد إدارة «أوباما» ولكنه لم يتغير مع تولي «ترامب» لمنصبه.

أين زوجة الملك؟

وقال المسؤولون الأمريكيون -الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب الطبيعة الحساسة للمعلومات -إن الملك «سلمان» البالغ من العمر 82 عاما قد أخبر في بعض الأحيان أن زوجته الثالثة خارج البلاد تتلقى العلاج الطبي.

وأكدوا إن الملك أخبر بعض المقربين منه أنه يفتقدها ولا يعرف أي شيء عن مكانها أو حالها، وأخبر مسؤولون أمريكيون «إن بي سي نيوز» أن تفاعلاتهم مع الملك تؤكد أن عباراته لا تكون مفهومة على الدوام.

وفي إحدى المراحل خلال اجتماع في البيت الأبيض في سبتمبر/أيلول 2015 ، أخبر الملك «سلمان» الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» أن زوجته كانت في نيويورك لتلقي العلاج الطبي وأنه كان يأمل في زيارتها أثناء وجوده في الولايات المتحدة، حسبما قال المسؤولون.

وقال المسؤولون إن «أوباما» لم يخبر الملك بأن زوجته ليست في نيويورك، لكن تعليق الملك كان ينظر إليه كدليل إضافي على ما كان المسؤولون الأمريكيون قد تسلموه بالفعل من المعلومات الاستخباراتية حول العائلة المالكة.

وفي أوائل عام 2016 ، التقط المسؤولون الأمريكيون الاتصالات التي تحدث فيها «محمد بن سلمان» عن جهوده لإبقاء والدته بعيدا عن الملك.

وقال شخص مقرب من العائلة المالكة إن الأمير «محمد» وأمه اختلفا قبل عدة سنوات لأنه كان قلقا من أن تحاول تمكين أشقائها، وقد أراد «بن سلمان» تجنب ديناميكية لعبت مع ملك سعودي سابق أصبح فيه أشقاء إحدى زوجاته أقوياء وأثرياء للغاية.

وقال مسؤولون أمريكيون وخبراء سعوديون إن تقييم العمل الداخلي للعائلة المالكة السعودية قد يكون صعبا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالنساء.

ولاحظوا أن زوجة الملك قد تكون تحت الإقامة الجبرية في منزلها، أو قصرها أو تمنع من الوصول إلى زوجها، دون أن يلاحظها أحد لفترة طويلة.

وتصبح هذه الديناميكية ممكنة لأن زوجات الملك نادرا ما يظهرن إلى العلن بأي شكل من الأشكال.

المصدر | إن بي سي نيوز

قد يعجبك ايضا