مسؤولوا المخابرات الأمريكية يُجمعون: إيران لا تستطيع السيطرة على الحوثيين
المساء برس – ترجمة خاصة| نقل المعهد الأمريكي للدراسات السياسية عن مصادر في الاستخبارات الأمريكية أن كافة المسؤولين في جهاز الاستخبارات يتفقون جميعاً على أن إيران لم تستطع السيطرة على حركة “أنصار الله”، ولا التأثير عليهم ولا على قراراتهم.
وقال المعهد في تقرير تحليلي أخير عن اليمن نشره على موقعه في الإنترنت وترجمة “المساء برس” أن حركة “أنصار الله” التي وصفها المعهد بـ”ذات التوجه الشيعي”، لطالما امتلكت علاقات متينة مع إيران، لكنها لم تكن أبداً قريبة لدرجة أن تكون وكيلة أو عميلة للإيرانيين، مستشهداً بالمعلومات التي حصل عليها والتي أثبتت، حسب التقرير، أن إيران حاولت الضغط على مقاتلي “أنصار الله” وإقناعهم بعدم اقتحام العاصمة صنعاء عام 2014، لكنها – أي إيران – فشلت وتجاهل الحوثيون كل نصائحها.
وحسب تحليل المعهد الأمريكي فإن الحروب الأهلية التي شهدتها اليمن لسنوات طويلة، لم تتسبب بالخسائر التي حدثت في الحرب الأخيرة التي تدخلت فيها السعودية والإمارات، لافتاً أن اليمن لم يشهد مستوى من الدمار البشري والبنية التحتية لم يسبق أن حدثت من قبل إلا عندما بدأ التحالف السعودي الإماراتي بدعم كامل من الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق بارك أوباما بحرب شاملة بذريعة إعادة السلطة للرئيس عبدربه منصور هادي، مؤكداً بالقول إن “هذا التدخل حوّل الصراع المدني اليمني إلى حرب شاملة”.
كما تطرق تحليل المعهد إلى الحديث عن النشاط في مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن اليمن حيث يرى المعهد: “قرار تحدي أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بقيادة السناتور بيرني ساندرز، الدور الأمريكي في الحرب السعودية – الإماراتية في اليمن خبراً جيداً”، معتبراً أن “التدخل الأمريكي المتمثل في بيع الأسلحة وإرسال الطائرات الأمريكية لإعادة تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو، غير قانوني وغير دستوري وغير معقول”.
وأشار المعهد إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها موضوعاً كهذا في مجلس الشيوخ، وأنه “سبق وأن أصدر المجلس قراراً غير ملزماً العام الماضي، أكد على أن الدعم العسكري الأمريكي للتحالف السعودي – الإماراتي غير مصرح به”، كاشفاً عن أن هذه المرة هي المرة الأولى “التي تكون فيها الفرص متاحة للتصويت في المجلس على قرار مصيري كهذا”، لافتاً أن القرار يستند إلى قانون صلاحيات الحرب لعام 1973، وأنه في حال إقراره سيحد من قدرة الرئيس على شن الحروب من دون موافقة المجلس، عدا في استثناءات ثلاثة فقط وهي: “هجوم مباشر على الولايات المتحدة، أو أراضيها، أو ممتلكاتها، أو قواتها المسلحة”، مشيراً إلى أن أي منها لا ينطبق على اليمن، وفق التحليل.
ووفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجراها المعهد الأمريكي على الشعب الأمريكي فإن 71% من المواطنين يرون أن مجلس الشيوخ يجب أن يقر تشريعاً يمنع العمل العسكري، فيما يرى ما نسبته 86% من الأمريكيين أن واشنطن لا يجب أن تستخدم القوة العسكرية إلا كحل أخير، مضيفاً أن 64% من الشعب الأمريكي يجزمون أن بلادهم لا يجب أن توفر المساعدات العسكرية من سلاح واستشارات ومعلومات لأنظمة مثل نظام المملكة العربية السعودية، نظراً لما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية وقتل للأطفال والنساء والمدنيين بشكل عام.
وقال التحليل إنه في حال التصويت على القرار المطروح لوقف التدخل العسكري الأمريكي المباشر في اليمن، فإنه سيكون أمام البيت الأبيض 30 يوماً لإنهاء هذا التدخل، ورغم أن المعهد الأمريكي يرى بأن هذه الفترة قد تكون كافية نسبياً لأن تقتل الضربات الجوية الكثير من الأبرياء، إلا أنه يؤكد من وجهة نظر أخرى أنها فرصة حقيقية لوقف القتل الأمريكي “في واحدة من الدول التي تنتشر فيها قاذفات الولايات المتحدة وطياريها وقواتها الخاصة وأجزاء أخرى من آلة القتل التابعة لـ”البنتاغون”.