الوضع بمعسكر الشرعية متوتر جداً وقد ينفجر في أي لحظة والرياض تتدخل
المساء برس – تقرير خاص: يحيى الشرفي| حالة من التوتر الشديد تسود معسكر “الشرعية” في كل من مأرب والجوف وتعز فيما بين القيادات العسكرية والمشيخية الموالية للتحالف والتي تقاتل جميعها في صفه، وسط أنباء تشير إلى أن الوضع قد يتفجر ويتحول إلى صراع مسلح في أي لحظة.
هاشم والعكيمي أصابعهما على زناد البنادق
ففي محافظة الجوف شمال اليمن علم “المساء برس” من مصدر قبلي موالي لقوات الرئيس المحتجز بالسعودية عبدربه منصور هادي، أن محافظ الجوف الموالي للتحالف أمين العكيمي منع اللواء هاشم الأحمر من دخول المحافظة بعد مشادات كلامية بين الطرفين بعد منع العكيمي للأحمر من مزاولة عمله كقائد للمنطقة العسكرية السادسة التي تضم الجوف.
وقال المصدر إن العكيمي، وبعد المشادة الكلامية بينه وبين هاشم الأحمر، منع دخول الأخير للمحافظة، لافتاً أن الأمر تطور ليصل إلى وقوف بعض المشائخ من الجوف إلى جانب هاشم الأحمر والالتزام بمرافقته إلى داخل الجوف ومنع العكيمي من القيام بأي عمل ضد اللواء هاشم.
وأكد المصدر أن أبرز من وقفوا مع هاشم هو الشيخ علي صالح بن شطيف الذي دخل هو الآخر في مشادة كلامية مع العكيمي لهذا السبب، وحسب المصدر فإن بن شطيف خاطف العكيمي بالقول إنه ومن معه من القبائل سيرافق هاشم الأحمر إلى الجوف وهو من سيدخله المحافظة، الأمر الذي أغضب المحافظ العكيمي الذي رد مخاطباً بن شطيف بالقول: “الجوف مش حقك الجوف حقي وانا رأس الجوف وانت يابن شطيف ما معاك إلا اثنين كيلو في الجوف”.
كما كشف المصدر أن بعضاً من أبناء قبيلة الفقمان “قبيلة بن شطيف” قاموا بنصب نقطتي تفتيش يوم أمس في الخط العام في “الخَلَق” شرق الجوف بعد الخلافات بين شيخهم والمحافظ العكيمي.
هاشم في الجوف برغبة سعودية
مصادر عسكرية على اطلاع في مأرب أفادت لـ”المساء برس” أن هاشم الأحمر ترك جبهة نهم بعد أن فشل فيها مؤخراً، بالإضافة إلى وجود حالة من عدم الرغبة ببقائه في مأرب، هذه الرغبة يتبناها كبار الضباط في قوات هادي أكثر من غيرهم.
المنطقة العسكرية السادسة التي تولى الأحمر قيادها مؤخراً، يقول مطلعون أن السعودية لم تكن لتوافق على هذا القرار لولا الوعد الذي قطعه هاشم الأحمر لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالسيطرة على حرف سفيان في عمران بهدف قطع خطوط الإمداد عن صعدة، الأمر الذي يعني محاصرتها وهو أمر رآه بن سلمان ذا قيمة عسكرية كبيرة، وحسب ذات المصادر فإن بن سلمان منح الأحمر شيكاً مالياً يحتوي مبلغاً كبيراً لتنفيذ المهمة العسكرية هذه، التي عجزت المنطقة العسكرية السادسة بأكملها عن تنفيذها على مدى عامين متتاليين نظراً لوعورة المساحة الجغرافية التي يسعى هاشم لقطعها من الجوف إلى حرف سفيان والتي هي عبارة عن سلسلة جبلية متصلة تمتد على 40 كيلو متراً.
حاشد نحو الجوف
بعد استلام هاشم الأحمر قيادة المنطقة العسكرية السادسة، أكدت مصادر عسكرية في مأرب في تصريح خاص لـ”المساء برس” أن هاشم بدأ بتجميع كتائب اللواء 141 الذي كان يقوده من قبل في كل من نهم ومأرب وإحلالها في معسكر الصبرين داخل الجوف، بالإضافة إلى قيام هاشم باستدعاء الضباط والجنود المنتمين لمحافظة عمران والمحسوبين عسكرياً على ألوية المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب تمهيداً لضمهم إلى المنطقة السادسة في الجوف، وهو الأمر الذي اعتبرته المصادر العسكرية الشرارة التي أشعلت الصراع بينه وبين المحافظ العكيمي.
أسباب رفض العكيمي
من وجهة نظر العكيمي ومن معه من مشائخ الجوف الموالين للتحالف فإنهم يُفسرون خطوة هاشم الأحمر بتجميع أبناء قبيلته إلى الجوف هو بمثابة فرض سيطرة حاشد عسكرياً على الجوف وهي المحافظة التي يرى فيها أبناء الجوف موعودة بكميات النفط الهائلة في باطن المحافظة والتي لم يتم التنقيب عنها بعد منذ اكتشافها في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، ويمكن القول أن أبناء الجوف يرون أن حشد هاشم لكل هذه القوات وتركيزه على تجميع أبناء عشيرته “حاشد” إلى الجوف له هدف سياسي واقتصادي بعيد المدى أكثر منه لهدف عسكري قصير الأمد ينتهي بانتهاء المهمة العسكرية، ولهذا لا غرابة في أن يتمسك العكيمي بموقفه الرافض لمخطط هاشم الأحمر.
تدخل سعودي عاجل وفاشل
تشدد العكيمي لموقفه وحشده لقبائل الجوف ضد هاشم وما يسعى إليه، دفع، حسب مصادر موثوقة في مأرب، إلى تحرك عسكري سعودي تمثل بإرسال محمد بن سلمان وفداً عسكرياً سعودياً برئاسة رئيس أركان القوات السعودية الذي وصل مأرب يوم أمس وبقي فيها لمدة ساعة كاملة على أمل إقناع العكيمي بالعدول عن موقفه، وحسب المصادر فإن الوساطة السعودية فشلت في فتح المجال أمام هاشم الأحمر للدخول إلى الجوف.
بسبب هاشم نهم تواجه عجزاً في القوة البشرية
خلاف آخر يتسبب به هاشم الأحمر بعد قيامه بسحب الكتائب التابعة للواء 141 في جبهة نهم تمهيداً لنقلها إلى معسكر الصبرين في الجوف حسب ما كان يخطط له اللواء الأحمر، إذ كشف مصدر عسكري خاص في المنطقة العسكرية الثالثة لـ”المساء برس” أن أركان حرب المنطقة الثالثة وجه أمراً بسحب كتيبة من جبهة العبدية في البيضاء وتحريكها إلى جبهة نهم بعد رفع القوات في نهم بتقرير يفيد بوجود عجز كبير لدى القوة البشرية في الجبهة وضرورة سرعة تعزيز العناصر البشرية المتبقية، غير أن هذا الأمر قوبل بالرفض القاطع من قبل قائد جبهة العبدية سيف الشدادي الذي منع تحرك أي قوة عسكرية من الجبهة، فيما لا يزال الخلاف قائماً في المنطقة الثالثة بينه وبين أركان الحرب المنطقة.
خلافات جديدة بين عثمان مجلي ويوسف دهباش
وعلى مستوى الجبهات الحدودية علم “المساء برس” من مصدر مطلع بوجود خلافات بين القيادي القبلي الموالي لهادي والذي يشغل حالياً منصب وزير الزراعة في حكومة المنفى عثمان مجلي والقيادي القبلي يوسف دهباش قائد اللواء الخامس حرس حدود الذي كان معتقلاً في السعودية وتم الإفراج عنه قبل أيام قليلة على خلفية مشادة كلامية بينه وبين أحد القادة العسكريين السعوديين في أحد الاجتماعات في يناير الماضي جرى على إثره تعرض دهباش للإهانة من قبل الضابط السعودي أمام بقية الضباط اليمنيين وهو الأمر الذي دفع به إلى تقديم استقالته التي قوبلت باعتراض سيارته أثناء مغادرتها السعودية وإعادته إليها من جديد ليتم على الفور اعتقاله إلى جانب عدد من الضباط الآخرين المؤيدين له، ولم تشر المصادر عن طبيعة الخلافات الأخيرة بين دهباش ومجلي وأسبابها.
تعز.. الوضع مرشح للانفجار بين حلفاء التحالف
ولم يكن معسكر الشرعية في تعز بمنئى عن الخلافات التي ظهرت إلى السطح فجأة إذ أفادت المعلومات الواردة يوم أمس، أن الخلافات على أشدها بين المحافظ المعين من قبل هادي “محمود أمين” ومعه قائد المحور خالد فاضل، وبعض القيادات من مناطق صبر والحجرية بالإضافة إلى القيادي السلفي عادل عبده فارع قائد ما يعرف بكتائب “أبو العباس” من جهة، وحزب الإصلاح وبعض القادة العسكريين من منطقة شرعب من بينهم قائد اللواء 22 واللواء 17 واللواء 170 من جهة أخرى، كما تشير المعلومات إلى أن الوضع ليلة البارحة بين الطرفين كان في حالة غليان تام ومرشح للانفجار.