الاتفاق على إعادة دفع رواتب الموظفين اليمنيين “اعتراف بأن القرار بيدهم”
المساء برس – خاص| اتفق كلاً من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وتيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية على إعادة دفع رواتب كافة الموظفين اليمنيين في جميع أنحاء البلاد.
جاء هذا في بيان مشترك للدولتين في الساعات الأخيرة لزيارة بن سلمان للمملكة المتحدة والتي استمرت يومين وتزامنت معها، احتجاجات لحقوقيين وناشطين بريطانيين وسياسيين ضد ما ترتكبه السعودية من مجازر حرب وحشية في اليمن بحق النساء والأطفال، وتعبيراً عن رفضهم لزيارة بن سلمان لبلدهم.
وقال البيان الذي تلقى “المساء برس” نسخة منه أن الدولتين اتفقتا على “العمل مع شركاء دوليين بما في ذلك الأمم المتحدة للاتفاق على آلية لدفع رواتب القطاع العام في جميع أنحاء البلاد”.
واعتبر مراقبون أن اتفاق السعودية وبريطانيا على العمل على إعادة دفع رواتب الموظفين اليمنيين مؤشر على أن كلاً من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية كانتا تقفان خلف قرار نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن وقطع الرواتب عن الموظفين في القطاع العام كورقة ضغط اقتصادية تم استخدامها ضد سلطات صنعاء وأنصار الله حين رفض الوفد المفاوض الرضوخ للإملاءات الأمريكية بشأن المستقبل السياسي في اليمن، مشيرين إلى أن اتفاق الرياض ولندن على إعادة دفع الرواتب يثبت أن قرار وقف تسديد الرواتب أو إعادتها كان بيد الغرب.
كما تضمن البيان المشترك تأكيد البلدين على أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، مضيفين “على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليات تنفيذه ونتائج الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي سيقود إلى حل سياسي يكفل أمن اليمن وسلامة أراضيه” حسب البيان.
وفي عبارة مضحكة وردت في البيان المشترك، حسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”، اتفق البلدان على أن أي حل سياسي يجب أن يؤدي إلى إنهاء التهديدات الأمنية للمملكة السعودية والدول الإقليمية الأخرى وشحنات البحر الأحمر، وأضاف البيان “بالإضافة إلى إنهاء الدعم الإيراني للميليشيات وانسحاب العناصر الإيرانية وحزب الله من اليمن”، وهي عبارة يراها مراقبون أنها تُبدي نوايا مبيّتة لإطالة أمد الحرب بحجة عدم انسحاب “العناصر الإيرانية وحزب الله من اليمن” التي لا وجود لها على أرض الواقع.
رغم ذلك لا تزال معظم المؤشرات على أرض الواقع ترجح كفة قناعة السعودية بوقف الحرب على اليمن بعد تيقنها أنها فشلت في تحقيق أي هدف من الأهداف المعلنة مطلع العام 2015م، ولعل أبرز هذه المؤشرات ما تحدث به “بن سلمان” لوسائل الإعلام المصرية أثناء زيارته للقاهرة ضمن جولته الحالية لعدد من الدول حيث صرّح بن سلمان وبشكل مفاجئ أن الحرب في اليمن ستتوقف قريباً بعد أن حقق التحالف أهدافه باستعادة الشرعية، وهو ما يراه مراقبون أن مؤشر على محاولة السعودية إعلان نصر وهمي للخروج من المستنقع الذي غرقت فيه بحربها على اليمن.
ويضاف إلى ما سبق من مؤشرات، ما ورد في البيان السعودي البريطاني المشترك والذي تطرق لـ”ترحيب المملكة المتحدة بتأسيس السعودية مؤخراً مكتباً لإعادة إعمار اليمن في الرياض التي سيتم تنفيذها بعد تسوية سياسية”، لكن البيان لم يخلُ أيضاً من إشارات استمرار الحرب على اليمن، وهو ما يتضح من خلال ترحيب بريطانيا لما وصفته بـ”التزام السعودية المستمر بضمان أن تتم الحملة العسكرية للتحالف وفقاً للقانون الإنساني الدولي”.