“بن دغر” يرمي بقنبلة قد تُفشل المفاوضات المقبلة “المؤتمر طرف ثالث”
المساء برس – خاص| قال رئيس الحكومة اليمنية الموالية للرياض أحمد عبيد بن دغر إن جهوداً تُبذل لما وصفه بـ”توحيد جميع أطياف المؤتمر الشعبي العام في الداخل والخارج ضمن كيان تنظيمي واحد وبقيادة مشتركة”.
وقال بن دغر، المتواجد حالياً في العاصمة المصرية القاهرة، في تصريح لقناتي الحدث والعربية السعوديتين وحوار صحفي مع صحيفة اليوم السابع المصرية، إن هذه الجهود الهادفة لتوحيد المؤتمر بقيادة جديدة مشتركة، حسب وصفه، تأتي في إطار الاستعدادات “لتمثيل المؤتمر في الجولة القادمة من المفاوضات” التي سيديرها المبعوث الأممي الجديد مارتن غريفيث، “إلى جانب وفد حكومة الشرعية ووفد الانقلابيين الحوثيين” حسب وصفه، في إشارة إلى أن المؤتمر سيكون طرفاً ثالثاً في المفاوضات إلى جانب طرفي صنعاء والحكومة الموالية للتحالف.
وكشف بن دغر في حواره مع صحيفة اليوم السابع، رصده “المساء برس” أن اتصالات تمت في الأسابيع الماضية مع السفير أحمد علي، مشيراً إلى أنها – أي الاتصالات – كانت مشجعة وسارّة، “وأسفرت عن نتائج إيجابية تساعد على تعزيز وحدة المؤتمر الشعبي العام في مواجهة المليشيات الانقلابية” حسب وصفه، “واستعادة الشرعية بقيادة الرئيس هادي النائب الأول لرئيس المؤتمر”.
ويُفهم من تصريح بن دغر إن خطة التحالف التي اقترحتها بريطانيا وكشفها “المساء برس” في ديسمبر من العام الماضي، بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح هي ما يتم العمل حالياً عليها لتنفيذها، حيث يسعى التحالف ومن خلفه المملكة المتحدة “بريطانيا” إلى رسم خارطة جديدة لأقطاب المفاوضات المقبلة بحيث يكون حزب المؤتمر ممثلاً عن نفسه بعد أن يتم استقطابه وكسب مواقفه إلى جانب التحالف، وجماعة أنصار الله وحلفائهم كطرف ثاني، وحكومة المنفى الموالية للرياض كطرف ثالث، وهو ما يعزز من إمكانية ترجيح كفة التحالف في المفاوضات المقبلة.
وفي تقارير سابقة في ديسمبر العام الماضي، سبق أن كشف “المساء برس” من مصادر مطلعة وعلى اتصال بشخصيات دبلوماسية عُمانية أن بريطانيا سعت إلى إقناع المسؤولين الموالين للتحالف أثناء اللقاء بهم في العاصمة السعودية الرياض عبر سفير بريطانيا لدى اليمن سيمون شيركوليف، الذي صرح حينها أنه يجب تقبل أن الحوثيين هم جزء من المجتمع اليمني داعياً إلى حل سياسي للأزمة اليمنية بما يُمكن كل طرف من المشاركة في المشهد السياسي المستقبلي كلٌ بحسب حجمه الطبيعي، وقد عبر سياسيون حينها أن تصريحات السفير البريطاني هي مؤشر على أن واشنطن ولندن سيتجهون لكسب حزب المؤتمر الشعبي العام إلى صفهم واعتباره مكون له مواقفه وآرائه وتمثيله المستقل في المفاوضات السياسية المقبلة إلى جانب مكون “أنصار الله” ومكون “حكومة هادي”.
وكانت حكومة صنعاء قد قطعت الطريق على توجهات التحالف بإعلانها أن المفاوضات السياسية المقبلة لن تكون بوفدين ممثلين لكل من المؤتمر وأنصار الله كل على حدة من جهة وطرف حكومة المنفى الموالية للتحالف من جهة ثانية، مؤكدة أن المفاوضات المقبلة ستكون بوفد تفاوضي عن سلطات صنعاء وتُمثل المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ ويتم إشراك شخصيات حزبية وقبلية فاعلة في هذا الوفد لم يتم إشراكها في الوفدين السابقين، خصوصاً بعد أن أعلنت أحزاب التحالف الوطني انفصالها عن تحالفها مع حزب المؤتمر بعد ظهور المماحكات السياسية الأولى بين الحزب وحركة أنصار الله قبل أزمة ديسمبر.
ويرى مراقبون أن تصريحات بن دغر، إن صحت المعلومات الواردة فيها، قد تُفشل أي مساعي لاستئناف مفاوضات سياسية برعاية أممية مستقبلاً بالنظر إلى أن حزب الإصلاح، وهو المكون السياسي الأبرز في الطرف المؤطر “بالشرعية” سيعتبر أن المؤتمر كطرف ثالث هو بمثابة ورقة خروج للإصلاح من هذه المفاوضات التي ستعمل الإمارات قدر المستطاع على إبعاده عن المشهد السياسي بعد أن بدأت باستهدافه عسكرياً وتقليص نفوذه في أكثر من منطقة عسكرية في اليمن.