السعودية تعتقل أحد قادة ألوية هادي وتودعه سجن سريّ ومعه 36 ضابط
المساء برس – خاص| كشفت مصادر عسكرية في مأرب عن قيام السعودية باعتقال أحد قادة الألوية العسكرية التابعة للحكومة الموالية للرياض و36 ضابطاً إلى جانبه بسبب خلافات نشبت بينه وبين أحد الضباط السعوديين بعد رفض قائد اللواء توجيهات عسكرية سعودية بتحريك قواته إلى الجبهات الحدودية للقتال في الصفوف الأمامية كخط دفاع متقدم نيابة عن القوات السعودية.
وعلم “المساء برس” من المصادر العسكرية أن قائد اللواء الخامس حرس حدود العميد يوسف دهباش وعدد 36 ضابطاً في اللواء بينهم قادة كتائب تتبع اللواء ذاته تم اعتقالهم داخل السعودية “وهم حالياً في أحد السجون السعودية غير المعروفة”، وتلفيق الاتهامات لهم بأنهم يتعاونون مع قطر ضد السعودية وكسر الأوامر العسكرية الصادرة من قائد القوات البرية فهد بن تركي، كاشفاً عن أن تفاصيل أسباب الاعتقال ليس لها علاقة بقطر وإنما بسبب رفض العميد دهباش القتال نيابة عن القوات السعودية في الحدود جنوب المملكة.
وقال المصدر إن اعتقال العميد دهباش وقع بعد اجتماع مع قائد القوات البرية السعودية السابق فهد بن تركي الذي اتهم دهباش بعدم جديته في خوض المعارك العسكرية وفشله في تحرير منفذ علب الحدودي مع السعودية، مشيراً أن دهباش أرجع تعثر المعارك إلى وقف السعودية لدعمها للجبهات الشمالية وخصوصاً قوات اللواء التابعة له.
وأضاف المصدر أن قائد القوات البرية خاطب دهباش بصوت مرتفع وبلهجة استعلائية ومهينة وأن الأخير رد عليه بنفس الطريقة، حيث كان الاجتماع بحضور عدد من الشخصيات القبلية الموالية للتحالف والمتواجدة في السعودية من المنتمين لمحافظة صعدة، مضيفاً أن “بن تركي” خاطب دهباش بالقول “مش انت اللي بايعلمني شغلي يا ورع” ما دفع قائد اللواء “دهباش” إلى الرد على بن تركي بنفس الطريقة، “وبعدها تدخل المشائخ المتواجدين لتهدئة الموقف والضغط على العميد دهباش للاعتذار للقائد السعودي فاعتذر له ولكن دون جدوى”، حيث غادر العميد دهباش السعودية متجهاً إلى منفذ الوديعة بعد تقديم استقالته غير اتصالاً هاتفياً تلقاه قبل وصوله الوديعة وكان الاتصال من القوات السعودية التي طلبت منه العودة مالم فإنها ستقصف سيارته بالطيران، فاضطر “دهباش” للعودة ليتم بعدها اعتقاله وزجه في السجن هو و36 ضابطاً آخرين بينهم قادة كتائب في اللواء قدموا استقالتهم أيضاً من مواقعهم العسكرية احتجاجاً على إهانة قائد اللواء وتحريك قواتهم حسب رغبات السعودية للتغطية العسكرية في أراضيهم نيابة عن القوات السعودية الحدودية.
ووفقاً لمصادر عسكرية أخرى أكدت لـ”المساء برس” أن العميد دهباش وبقية الضباط المعتقلين لا يزالون حتى اليوم داخل السجون السعودية منذ الأيام الأولى لشهر يناير الماضي، “ولا يعرف مكان اعتقالهم حتى اليوم، كما ترفض السعودية الإفراج عنهم رغم تدخل وساطات كبيرة لذلك من بينهم نائب الرئيس هادي الفريق علي محسن الأحمر الذي رفضت السعودية التجاوب مع طلبه”، وكشفت المصادر عن أسماء أخرى معتقلة من بينهم أركان حرب اللواء العميد محمد شديق ونائب رئيس عمليات اللواء العقيد قائد الأجدع بعد أن تم استدعائهم إلى أحد المعسكرات في جيزان في نفس الشهر.
في السياق ذاته رصد “المساء برس” تكثيف وسائل الإعلام الموالية لحزب الإصلاح، الحديث عن معارك صعدة وتقدم قوات هادي في مديرية رازح، رغم عدم مصداقية الأنباء التي تنشرها وتكثف الحديث عنها، ويبدو أن تكثيف التغطية الإعلامية والحديث عن معارك وهمية في صعدة يأتي في إطار إقناع القوات السعودية بوجود تقدم عسكري في الحدود الشمالية اليمنية مع السعودية بهدف تطمين السعوديين والدفع لإطلاق العميد دهباش وبقية الضباط على اعتبار أنه لم يعد هناك حاجة لاستمرار اعتقالهم طالما وقد بدأت القوات اليمنية الموالية للرياض في بعملية عسكرية واسعة “لتحرير مديريات صعدة الحدودية” حسب ما يحاول الإعلام تصويره.