أسباب نقل هاشم الأحمر من الوديعة وعلاقة ذلك بمعسكرات القاعدة الجديدة
المساء برس – تقرير خاص| كشفت مصادر قبلية في محافظة حضرموت أن ثمة مخطط يتم إعداده لإسقاط منطقة “وادي وصحراء حضرموت ومنطقة منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية” بيد تنظيم القاعدة الذي أنشأ له معسكرات جديدة وسرّية في وديان والصحراء الشمالية الشرقية لمحافظة حضرموت.
وعلم “المساء برس” من المصادر القبلية أن أفراداً قبليين شمال حضرموت يعملون حالياً لترتيب واستحداث معسكرات بدائية لعناصر تنظيم القاعدة، وأن المعسكرات تتوزع وديان وصحراء حضرموت الشمالية الشرقية “المساحة الحدودية مع السعودية” وأنها على مقربة من منفذ الوديعة الحدودي، مشيرة أن القبليين يقومون بنقل عناصر تنظيم القاعدة من محافظة شبوة إلى تلك المعسكرات بشكل غير لافت وعلى دفعات قليلة حيث يتم نقلهم عبر سيارات شاص وأن عمليات النقل تتم أثناء الليل ولا تتعدى العملية الواحدة سيارتين أو ثلاث سيارات فقط حتى لا يتم لفت الانتباه، وبالإضافة إلى نقل العناصر تتكفل مجموعات أخرى بنقل المؤن الغذائية والسلاح بنفس الطريقة إلى هذه المعسكرات المستحدثة والبعيدة عن التجمعات السكانية.
وأشارت مصادر “المساء برس” أن القبليين الذين يقومون بهذه المهام لهم ارتباطات مباشرة بكل من الإمارات والسعودية وأنهم يعملون بالتنسيق مع استخبارات البلدين.
“3 شاحنات تدخل من الوديعة بدون تفتيش بأوامر ملكية”
واستناداً لما كشفته المصادر القبلية شمال حضرموت فإن مخططاً سرّياً ما تنوي كل من السعودية والإمارات تنفيذه شمال شرق حضرموت، وهو ما يؤكده مصدر مسؤول في مدينة سيئون بالمحافظة – رفض الكشف عن هويته – في حديث لـ”المساء برس” أن تحركات مريبة يتم التكتم عنها تتعلق بتنظيم القاعدة شمال شرق حضرموت، لافتاً أن لهذه التحركات علاقة مباشرة بالقوات الإماراتية الموجودة في المحافظة والتي تتخذ من ميناء الريان الجوي قاعدة عسكرية ومقر إقامة دائم لها.
المصدر المسؤول رجح أن تكون الإمارات تسعى لنشر تنظيم القاعدة على الحدود الشمالية الشرقية بين اليمن والسعودية ومن ثم إعادة نشر قوات النخبة الحضرمية المدعومة من الإمارات تحت غطاء محاربة تنظيم القاعدة، كاشفاً في الوقت ذاته أن العملية العسكرية التي حدثت في وادي المسيني شابها الكثير من الغموض، ومن ضمن ذلك ما أفادت به مصادر عاملة في منفذ الوديعة الحدودي عن “دخول 3 شاحنات قبل أسابيع تتبع مركز الملك سلمان للإغاثة وتحمل تراخيص من وزارتي الصحة والداخلية السعودية والرئاسة اليمنية بعدم تفتيشها والسماح بدخولها وتسهيل أي عوائق تعترضها”.
وأشار المصدر المسؤول نقلاً عما ورد من معلومات من المنفذ أن الشاحنات، حسب ما ورد في تصاريح المرور بدون تفتيش، تحمل أدوات صحية وطبية وأنها مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة، مضيفاً بالقول: “غير أن الغريب هو التصاريح التي تم إصدارها من جهات عليا في السعودية وهي المرة الأولى التي تدخل فيها شحنات تحمل تصاريح كهذه ولا يتم تفتيشها” لافتاً أن باقي الشحنات تدخل حسب المتعارف عليه وبعد تفتيشها بشكل طبيعي، الأمر الذي أثار الشكوك حول الجهة التي كانت ستدخل إليها تلك الشاحنات وطبيعة المواد المحملة فيها.
في السياق ذاته أيضاً قال مصدر قبلي إنه من المتوقع أن تشهد المناطق الشمالية لمحافظة حضرموت عمليات إرهابية بسيارات مفخخة وهجمات انتحارية لعناصر من تنظيم القاعدة نظراً لحالة التحرك اللافتة التي بدأت منذ فترة وجيزة “نحو شهرين تقريباً”، وتليها عملية عسكرية تقودها النخبة الحضرمية تستهدف القضاء على القاعدة، مشيراً في حديث لـ”المساء برس” أن الجهة المستهدفة من ذلك هي السيطرة على
المنطقة العسكرية الأولى التي يقودها اللواء محمد صالح طيمس ونائبه العميد محمد أبو عوجاء الموالي لنائب الرئيس المنتهية ولايته علي محسن الأحمر، وإسقاطها بيد قوات النخبة الموالية للإمارات بالكامل بما فيها منفذ الوديعة أيضاً والذي تتمركز فيه قوات تتبع اللواء 141 الذي يقوده هاشم الأحمر والذي تم تعيينه مؤخراً قائداً للمنطقة العسكرية السادسة.
“تجنيد مفاجئ في معسكر القبعان”
بالتزامن مع هذه التطورات المتسارعة في حضرموت، كشفت مصادر عسكرية في المحافظة عن قيام القوات الإماراتية قبل أكثر من أسبوعين بفتح باب التجنيد بشكل عشوائي وسريع لعدد من الشباب في موقع عسكري يطلق عليه “معسكر القبعان”.
وتفيد المصادر ذاتها أن الدفعات الجديدة التي يتم تجنيدها وتجهيزها والتي سيتم ضمها إلى قوات “النخبة الحضرمية” سيتم نشرها في وادي وصحراء حضرموت وستتولى “السيطرة وتأمين منفذ الوديعة البري”.
المصادر العسكرية أكدت لـ”المساء برس” أن قرار “الرئيس هادي” بتعيين العميد هاشم الأحمر قائداً للمنطقة العسكرية السادسة وترقيته إلى رتبة لواء، في حين كان الأحمر قائداً لمعسكر (141) والذي يتولى مهمة تأمين والسيطرة على منفذ الوديعة، أكدت المصادر أن هذا القرار “قد جاء تمهيداً لسيطرة القاعدة على المنفذ ولو شكلياً ثم شن حملة عسكرية تقودها القوات الإماراتية وتنفذها “النخبة الحضرمية” للسيطرة على المنفذ دون أي اعتراض من قبل القوات الموالية للإصلاح هناك وعلى رأسها قوات هاشم الأحمر – اللواء 141″.
“بشكل عام.. هكذا سيكون المشهد”
أولاً: مما سبق يتبين أن ثمة مسرحية جديدة ستقودها الإمارات تحت مبرر محاربة تنظيم القاعدة، والذي سبق وأن سهّلت مروره وإنشاء معسكراته الجديدة عبر شخصيات قبلية مرتبطة بالمخابرات الإماراتية وتنشط في مجال التهريب، هذا الانتشار سيكون في المناطق التي ستسعى أبوظبي للسيطرة عليها عبر النخبة الحضرمية، بعد تفاهمات غير معلنة، ربما، بين السعودية والإمارات.
ثانياً: إسقاط المنطقة العسكرية الأولى “شمال حضرموت” ستتزامن مع تحرك عسكري من قبل وحدات عسكرية موالية للإمارات في كل من عدن وتعز والحديدة ضد قوات أنصار الله في الجبهات الشمالية.
ثالثاً: -التحركات الإستخباراتية الأخيرة لكل من السعودية والإمارات شمال حضرموت بالتعاون مع قبليين موالين لأبوظبي تشير إلى وجود مخطط سعودي إماراتي مشترك للسيطرة على الخزان النفطي في حضرموت ومناطق الإستثمارات والحقول المشتركة الحدودية، هدفها ضمان “أمن العمق الإستراتيجي السعودي والخليجي في حضرموت” ولضمان “بقاء حضرموت تحت القبضة السعودية والإماراتية الكاملة في حالة فشلت العملية العسكرية المزمع تنفيذها في الشمال ضد قوات حكومة الإنقاذ.