ضرب نقاط القوة التابعة للإصلاح في مأرب
المساء برس – تقرير خاص| أدت التطورات العسكرية الأخيرة والسريعة في جبهة نهم ومأرب بتقدم قوات صنعاء وسيطرتها على كافة المواقع العسكرية التي سبق وسقطت خلال الأشهر الماضية بيد قوات التحالف والإصلاح، إلى كشف مزيد من أوراق مخطط الإمارات الهادف لضرب قوة الإصلاح العسكرية في اليمن، وأثار ذلك الشكوك حول ما إذا كان هناك اتفاق بين صنعاء من جهة والسعودية والإمارات من جهة ثانية.
“الإصلاح يخسر نهم والإمارات تسهل ذلك”
غير أن ما تحدث به مصدر مسؤول رفيع في سلطات صنعاء – قريب من المجلس السياسي – كان عكس ذلك، إذ قال المصدر المسؤول لـ”المساء برس” عن أسباب تقدم قوات صنعاء بشكل سريع في نهم وصرواح أن “الإمارات طلبت من السعودية وقف الغطاء الجوي في نهم وصرواح والسعودية طبعاً استجابت، واستخباراتنا العسكرية تبذل جهد كبير وملموس ومؤثر على سير العمليات العسكرية وهو ما هيأ لنا فرصة استغلال وقف الطيران”، مشيراً إلى أنه “لم يكن هناك أي تنسيق أبداً لا بيننا وبين الإصلاح ولا بيننا وبين التحالف”.
ولفت المصدر أن “قوات الجيش واللجان الشعبية في جبهتي نهم وصرواح كانت في حالة اشتباك دائم، وقد تنبهنا لتوقف الطيران، وبالتالي كان تقدمنا سهل وسريع بما أن الطيران موقف”.
ويرجع المصدر المسؤول توقف الغطاء الجوي إلى وجود رغبة إماراتية في إضعاف قوة الإصلاح العسكرية المسيطرة والفارضة قبضتها على مأرب.
ولم يعد خفياً على أن الإمارات تعمل حالياً على القضاء على الإصلاح في مارب وإنهاء دوره السياسي والعسكري، غير أن أمامها عقبة كبيرة وهي مواجهة القوة العسكرية الكبيرة للإصلاح في مأرب لكونه المسيطر على كامل جغرافيا المحافظة، ولهذا فهي – الإمارات – تُعدّ قوة عسكرية كبيرة باسم “النخبة الماربية” يجري تدريبها حالياً في محافظة شبوة، وقد تزامن التحرك العسكري لقوات صنعاء في أكثر من جبهة في تعز ومأرب ونهم مع وصول رئيس الأركان الإماراتي الفريق حمد الرميثي إلى ميناء بلحاف الغازي في شبوة الذي تسيطر عليه القوات الإماراتية بالكامل، وقد قام الرميثي بزيارة النخبة الشبوانية والنخبة الماربية التي يتم تجهيزها للسيطرة على محافظة مأرب كبديل عسكري للإصلاح.
“نقل هاشم الأحمر.. مصدر المال للإصلاح”
ومثّل نقل العميد هاشم الأحمر قائد اللواء 141 مشاة في منفذ الوديعة وتعيينه قائداً للمنطقة العسكرية السادسة ضربة قاصمة للإصلاح، نظراً لما كان يمثله موقع الرجل من ضامن لاستمرار تدفق المال إلى الإصلاح لتمويل تحركاته في مأرب بعد أن قلصت السعودية من التعزيز المالي ومنعها في أحيان كثيرة في كل من مأرب والجوف، ولهذا كان مصدر الدخل في الوديعة هو الوحيد المتبقي للإصلاح، هذا بالإضافة إلى النشاط المتسارع للإمارات في حضرموت والهادف لاستكمال السيطرة على كامل المحافظة خاصة الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية منها.
وهناك من يرى أن الإمارات وحتى تتمكن من بسط سيطرتها على مأرب دون الدخول في حرب دموية كبيرة مع الإصلاح، فقد بدأت بضرب نقاط القوة التي يستند إليها الإصلاح في مأرب وهي الموارد المالية المتمثلة بمنفذ الوديعة والجبهة الأقوى التي تحمي ظهر الإصلاح وسط مأرب وهي جبهة نهم، وهو ما يعطي التفسير الأقرب لوقف الغارات الجوية لطيران التحالف بطلب من الإمارات وهو ما سهل تقدم قوات صنعاء.
“استهداف قياداته في نهم بالطيران”
وحتى يضعف الإصلاح عسكرياً يجب أن يخسر جبهة نهم ولو كلّف ذلك قصف مقاتليه وقادتهم بالطيران، وهو ماحدث بالفعل إذ استهدفت غارة جوية اجتماعاً لأبرز القيادات العسكرية في نهم، ورغم التكتم من قبل الإصلاح على الضربة إلا أن تأكيدات حجم القيادات العسكرية التي تم استهدافها حال دون إخفاء ذلك إذ قتل في الضربة كل من العميد محمد الحاوري رئيس عمليات اللواء 133 والدكتور عبدالله عابد ركن توجيه اللواء 133 وإبراهيم العزوة أركان الكتيبة الرابعة بالإضافة إلى عشرات من الضباط والجنود في قوات هادي الذين كانوا متواجدين في مقر الاجتماع، علماً أن الاجتماع كان بعيداً عن مناطق الاشتباك بين قوات الطرفين.
“محاولة تصفية العقيلي”
ضربة سابقة كان قد تعرض لها الإصلاح باستهداف رئيس الأركان اللواء طاهر العقيلي وهو أحد قيادات الإصلاح والإخوان المسلمين في اليمن والذي تعرض لقصف من قوات صنعاء بعد رصد الاستخبارات لتحركاته، وسط أنباء تحدثت عن وجود خيانة من الداخل سهّلت وصول معلومات تحركات العقيلي إلى قوات أنصار الله، علماً أن العقيلي حسب معلومات حصل عليها “المساء برس” حصرياً من مصادر خاصة أكدت أن رئيس الأركان كان بمفرده ولم يكن ضمن موكب وأنه لم يكن معه سوى محافظ الجوف امين العكيمي والذي كان يقود الطقم وإلى جانبه العقيلي فقط ومعهم المرافقين في الخلف.
“الإمارات تراهن على الحاضنة المؤتمرية في مأرب”
وبالتزامن مع الحرب الباردة التي تشنها الإمارات ضد الإصلاح وضربات ما تحت الحزام، تعمل على الجهة المقابلة لإعداد القوة البديلة التي تسعى الإمارات بسيط سيطرتها على المحافظة من خلالها وهي قوات النخبة الشبوانية، هذا بالإضافة إلى ضمان الإمارات لقبول الحاضنة القبلية لتواجدها بالنظر إلى احتساب مأرب كمحافظة مغلقة لصالح المؤتمر بكافة دوائرها الانتخابية، غير أن ذلك قد يكون احتمالاً ضعيفاً أن تقبل القبائل بوجود تدخل خارجي، حتى وإن كانت تلك القبائل حالياً تدفع بأبنائها نحو شبوة للالتحاق بمعسكرات التدريب الخاصة بالنخبة المأربية.
“فرصة لتلافي السقوط”
ويرى مراقبون أن الإصلاح أمام ما تحيكه الإمارات ضد تواجده في مأرب خصوصاً والقضاء على دوره السياسي والعسكري في اليمن ككل، لم يعد أمامه إلا البحث عن نقاط اشتراك تجمعه بصنعاء وأطراف صنعاء سواء في حزب المؤتمر أو حركة أنصار الله لصياغة تحالفات جديدة تتواءم مع تطورات المرحلة وتتلافى ما وقعت فيه سابقاً من أخطاء كارثية تمثلت باستدعاء تدخل خارجي تسبب بتدمير اليمن واستخدم هذا التدخل لتحقيق أهداف ومشاريع غربية تهدف لتقسيم وتفتيت اليمن.