مفتاح باب المندب يبدأ من مديرية الشمايتين بتعز وهذا ما تخطط له الإمارات
المساء برس – خاص| عبر مديرية الشمايتين في محافظة تعز يُمكن التحكم بمن يمر ومن لا يمر من باب المندب الممر الاستراتيجي الهام الذي تملكه وتشرف عليه اليمن لمرور تجارة العالم من الغرب إلى الشرق.
التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات بدأ في الفترة الأخيرة بتنفيذ مخطط يهدف لتغييرات جذرية في مديرية الشمايتين بهدف التحكم بها كلياً وسلخها من تبعيتها لمحافظة تعز، فهي تعتبر بوابة “باب المندب” نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر وباب المندب.
مصادر خاصة في محافظة تعز كشفت لـ”المساء برس” أن جزيرة ميون في باب المندب والتي أنشأت فيها الإمارات قواعد عسكرية بعد أن قامت بتهجير سكانها بالقوة في العامين 2015 و2016م، تسعى الإمارات لحمايتها وإبعاد أي خطر يمكن أن يتهددها، لافتة أن ذلك ما دفع بالإماراتيين إلى التحرك نحو مديرية الشمايتين جنوب غرب تعز للسيطرة عليها من الداخل وإسقاطها في أيدي حلفائها الذين تعمل معهم حالياً وتمولهم لتنفيذ مهام مريبة على الرغم من أنها ليست منطقة حرب بين قوات صنعاء وقوات التحالف والموالين له.
وأضافت المصادر أنه لوحظ في الآونة الأخيرة بروز عدد من الشخصيات والمشائخ من غير أبناء المنطقة وتزايد نشاطهم الاجتماعي بالتزامن مع أعمال غير قانونية يمارسونها بحق المواطنين وممتلكاتهم وأنهم يستعينون في ذلك بمليشيات مسلحة من منطقة “الزريقة” حيث كثرت وبشكل يومي أعمال القتل العمد و”البلطجة” والتعدي على المنازل والإقدام على نهب الأراضي وشرائها وإكراه أبناء المنطقة الأصليين على البيع بالقوة.
وقالت المصادر إن الانتشار اللافت في كل مكان بمديرية الشمايتين للمسلحين من أبناء منطقة الأزارق بدأ يفرض نفسه ليكون السلطة الفعلية.
كما كشفت المصادر أيضاً أن هذه الجماعات تتلقى دعماً كبيراً “يُعتقد أنه من الإمارات” بالمال والسلاح والسيارات، “ويحاولون فرض وجودهم في كل مكان بالشمايتين رغم عدم انتمائهم للمديرية”، لافتين أن هذا الوضع يتزايد يوماً بعد يوم مستغلين حالة الانفلات الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف وحكومة هادي.
ويقول الناشط السياسي منذر الأصبحي إن عزلة “الأصابح وأديم” شهدت اشتباكات قبل عدة أيام بين القيادي فيما يسمى “مقاومة الحجرية” عبده نعمان الزريقي ومختار الزريقي من جهة وأبناء إحدى قرى الأصابح وأديم حيث أقدم الزريقي وجماعته المسلحة على محاولة اقتحام القرية بسبب رفض أبنائها ممارساته و”بلطجته على المواطنين والتعدي على أراضي الغير”، مشيراً إلى أن جماعة الزريقي شنوا هجوماً واستخدموا قذائف (RBG) وقنابل ورشاشات في هذا الهجوم الذي استهدف منازل أبناء القرية، الذين بدورهم ردوا على الهجوم وتمكنوا من التصدي له وقتلوا اثنين من مسلحي الزريقي.
ويكشف الأصبحي أن للإمارات مخطط منذ سنوات طويلة بدأت بالعمل عليه منذ مطلع الألفية في مديرية الشمايتين حيث دفعت بأحد رجال الأعمال إلى إقامة مشروع “منتزه السكون” وهو مشروع كلّف ملايين الدولارات، ورغم الفساد الذي كان مستشري في الدولة ووجود شبكة من المتحكمين بالمنظومة المالية والثروات في البلاد تتوزع بين ضباط سنحان ومشائخ عمران، فقد كان من المستغرب أن يتم إنشاء مشروع كمنتزه السكون دون أن تحدث أي عوائق أو تدخل رجال الدولة في عهد صالح كشركاء في هذا المشروع كما هو الحاصل مع كل من يعود من رجال المال والأعمال اليمنيين من الغربة في الخارج ليبني شيئاً في بلاده ويساهم في نهضتها ثم يصطدم بشركاء الحماية ويعود مرة أخرى من حيث أتى، وهو ما يدفع للتساؤل “لماذا مشروع السكون رغم ضخامته وكمية الأموال التي أنفقت عليه هو المشروع الوحيد الذي تمكن رجل أعمال خليجي من تنفيذه دون أن يعترضه أحد؟” لتكون الإجابة أن هناك من أراد لهذا المشروع أن يتم ولم يكن للرئيس السابق علي عبدالله صالح وشبكته المالية الجرأة على الاعتراض، ذلك لأن المستثمر الخليجي صاحب المنتزه هو من الإمارات العربية المتحدة.
يقول الناشط الأصبحي أيضاً “منتزة السكون السياحي والحدائق والمزارع المحيطة به هي تابعة لأحد رجال الأمارات في المنطقة والذي تم تكليفة بشراء أهم المواقع الاستراتيجية والأراضي التي تخطط الإمارات لامتلاكها أثناء سيطرتها الكاملة على الساحل الغربي لتعز”.
وقد بات من الواضح أن الهدف من هذا المشروع هو حماية التواجد والسيطرة الإماراتية على الجزر اليمنية والسواحل الغربية من الخلف، وأما مساعي الإمارات فرض واقع جديد في مديرية الشمايتين وغرس حلفائها من أبناء المديريات الأخرى ودعمهم وتقوية شوكتهم على أصحاب الأرض وأبناء المنطقة هدفه امتلاك حق القرار القبلي وجعل السكان الأصليين ومشائخهم مجرد رعايا لدى حلفاء الإمارات من أبناء الزريقة الذين استوطنوا الشمايتين واشتروا أراضيها وبسطوا عليها وأصبحت السلطة سلطتهم.
ويرى مراقبون أن الوضع بات خطيراً وأن على أبناء مديرية الشمايتين التنبه للمخطط الإماراتي وعدم السماح بتنفيذه، وإدراك أن مديريتهم هي مفتاح باب المندب ومن يسيطر عليها يسيطر على باب المندب من أي هجوم يستهدفه المنفذ وجزيرة ميون وأي قواعد عسكرية هناك.
تجدر الإشارة إلى أن العلم الإماراتي حالياً يرفرف فوق منتزه السكون