هل نضحك أم نتأسف أم نستخف بما فعلوه؟
المساء برس – وما يسطرون – زكريا الشرعبي| في حربنا مع التحالف الأمريكي السعودي ليس شر البلية ما يضحك، ولكن ما يجعلك في خط وسط بين الضحك والأسف والسخرية والتعجب.
لا تدري ماذا عليك أن تفعل أو تقول أمام تصرفات خصم كلها صبيانية سخيفة، ومنطق لا يخرج نانو متر واحد عن سياق “مغالطات عيني عينك”.
وكما لو أن الدهر ساء بك فتعرضت طريقك “مومس من أكابر القوم” ولم تدع لك خيار سوى أن تنفذ طلباتها أو أن تلم عليك كل عملائها والمتقربين منها وتشهد عليك أهل الحي كلهم، ورجال الأمن والخير والشر، تقف أمام هذا العدوان بين خيار أن تكون تابعا مطيعا أو واقعا تحت عدوان يشارك فيه الجميع ، أنت معرض لكل التهم، مخطئ في جميع الأحوال.
يقتلونك في منزلك ويدينون اعتراض منزلك لطريق صواريخهم، يحاصرونك من كل الجهات ويدينون انتهاء كمية الأدوية في بلدك المحاصر، تنهض فتصد عن نفسك عدوانهم وتتوكأ على إمكانياتك المتواضعة في مواجهة ترساناتهم العالمية فيحشدون عليك العالم كله، وينسى العالم كله منطق الحرب والدفاع عن النفس فيصرخ في وجهك: اسكت، تأدب، وإن جلدت السعودية ظهرك وأخذت مالك.
لا يتوقفون عند هذا الحد، فيقولون أنك تستهدف مواقعهم العسكرية بشكل متعمد في الحرب التي تخوضها معهم، ويتجاوزون حد انكار بطولاتك التي تسطرها بسخاء أينما حلت قدمك، إلى حد سرقة مشاهدها الموثقة من قبل إعلامك الحربي فينسبونها إلى أنفسهم.
منطق لم يشهده تاريخ البشرية من قبل، وبقدر ما هو مثير للغرابة لخروجه عن المألوف بقدر ما يؤكد سقوط العالم بشكل غير مسبوق في فوضى ازدواجية المعايير، والانسياق المكشوف نحو أبشع أهداف الرأسمالية “المال والنفوذ”، على حساب كل ما قال عنه هذا العالم أنه مقدس وينبغي حمايته.
بالتالي فإن التهافت المحموم من قبل منظومة الحكم الغربية للدفاع عن السعودية ومنطقها، على حساب شعب قالت الأمم المتحدة أنه يعيش حالا كيوم القيامة، ليس لسواد عيون محمد بن سلمان ولكن لأن هناك مخطط رأسمالي استعماري يراد له أن ينفذ في البلد الذي يشرف على باب المندب والسواحل المجاورة، وقد بدأت ملامحه ترتسم تمزيقا وشرذمة في المحافظات الجنوبية المحتلة، ولأن السعودية تمتلك من المال والنفط ما يستحق أن تشد إليه الرحال.
“استدراك”
أغبى وأسخف من منطق العالم اللامنطقي أن يساند من ظننته يوما أخاك وابنا لبلدك ومن يتناصف فيك وإياه الجرح والجوع والتشرذم وتتسرب من بين يديك ويديه ومنك ومنه البلاد، فيتشفى بأنك وقعت ضحية لغارات عدوكما المشترك، ويضع جسده جسراً لمدرعات الغزاة.