سلطات صنعاء مُستعدة لإنشاء مكتب للمبعوث الأممي الجديد بدلاً من عدن

المساء برس – تقرير خاص| أفادت مصادر ميدانية في محافظة عدن جنوب اليمن أن الإحصائية النهائية لعدد القتلى والجرحى جراء تفجير عدن الإرهابي الذي استهدف مقر قوات مكافحة الإرهاب بجولد مور بمنطقة التواهي ارتفع إلى 5 قتلى و31 جريحاً بينهم نساء وأطفال.
وكان قد هز انفجاران قويان مدينة عدن جنوب اليمن عصر اليوم استهدفا مقر مكافحة الإرهاب الذي يتبع قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات.
وقال مصدر خاص في مدينة عدن لـ”المساء برس” إن مقر وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للحزام الأمني والتي تتبع أيضاً إدارة أمن عدن ويقودها يسران المقطري تم استهدافه بسيارتين مفخختين تمكنتا من اقتحام الحواجز الأمنية للمبنى بعد تمويههما بزينة سيارات الأعراس وانفجرت السيارتان أمام البوابة الرئيسية في حي جولد مور بمنطقة التواهي.
وبينما أعلنت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم داعش الإرهابي عن تبنيها للعملية الإرهابية، قال قوات الأمن التابعة لشلال شايع مدير أمن عدن إن قوات الأخير أحبطت هجوماً انتحارياً كان يستهدف مبنى مكافحة الإرهاب ومقر المجلس الانتقالي الجنوبي في التواهي.
ونقل ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عن قناتي العربية والحدث أن ضابطاً إماراتياً كبيراً أصيب في الانفجار الذي استهدف مقر مكافحة الإرهاب، وأن الضابط الذي أصيب هو المسؤول عن عمليات تعذيب المعتقلين.
وتأتي تفجيرات عدن الأخيرة بالتزامن مع اعتزام المبعوث الأممي الجديد مارتن جريفيتث إنشاء مكتب له كمقر دائم في عدن لبدء عملية السلام وتمهيداً لجولة مفاوضات مقبلة لإنهاء النزاع في اليمن ووقف الحرب الخارجية، حيث التقى وزير الداخلية في الحكومة الموالية للرياض “احمد الميسري” قبل يومين بوفد أممي في عدن لترتيبات إنشاء مقر دائم للمبعوث الأممي الجديد.
وفي هذا السياق كشفت مصادر سياسية في عدن لـ”المساء برس”، إن ما حدث في المدينة كان رسالة سياسية واضحة الدلالة من الأطراف التي تقف خلف عملية التفجير هدفها تصوير الوضع في عدن أنه ليس آمناً، وأضافت المصادر: “واضح أن من خطط لهذه العملية يسعى لإيصال رسالة للمبعوث الأممي الجديد أن عدن ليست آمنة لتكون مكاناً لإقامتك فيها وهذا يعني أن هناك من لا يريد تغيير الأوضاع في المدينة وإبقائها على حالها”.
وأشارت المصادر أن الإمارات “ليس من مصلحتها إنهاء الحرب في اليمن” وأنها تسعى لعرقلة أي تحركات سياسية فعّالة للمبعوث الأممي الجديد وتريد إبقاء الوضع في عدن والمحافظات الجنوبية على ما هو عليه”، لافتة إلى أن “أي حل للأزمة اليمنية سينهي التواجد الإماراتي جنوب اليمن وسيرفع يدها ويدفع بسحب قواتها من المناطق الاستراتيجية والجزر اليمنية وباب المندب وهو ما لا تريده الإمارات ولهذا فإن من مصلحتها إبقاء الأوضاع في الجنوب في حالة غير مستقرة لا سياسياً ولا أمنياً”.
وعلى الرغم من أن العمليتين التفجيريتين في عدن يُدينان سلطات الأمر الواقع وهي السلطة الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والموالية للإمارات، ويكشفان أن هذه السلطة فاشلة أمنياً ولا تستطيع حماية المدينة والمدنيين، إلا أن الناشطين الجنوبيين في مواقع التواصل الاجتماعي كانوا أكثر من تناول إعلامياً عملية التفجير وروجوا لها، وهو ما عدّه مراقبون أنه محاولة واضحة منهم لتصوير الوضع في عدن بالمنفلت وغير المستقر وهذه رسالة واضحة للمبعوث الأممي الجديد.
إلى ذلك أكد مصدر سياسي رفيع في العاصمة صنعاء أن تعلن سلطة المجلس السياسي الأعلى أو حكومة الإنقاذ ستعلن استعدادها لاستقبال المبعوث الأممي الجديد وإقامة مقر دائم له في العاصمة بدلاً من مدينة عدن التي لا يبدو أن طرفاً ما يسعى لوقف الحرب ويريد إبقاء الوضع على حاله.
وأشار المصدر في حديث خاص لـ”المساء برس” إن العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة أنصار الله وحلفائهم هي أكثر المناطق أمناً وأماناً لأي وفد دولي وقد كانت بعثة الأمم المتحدة تسعى لنقل مقرها إلى عدن نهاية العام 2016 إلا أنها غيّرت رأيها بعد أن وجدت أن المناطق التي تطلق عليها قوات التحالف بـ”المحررة” ليست آمنة ولا توجد فيها دولة وباتت مناطق تمركز للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وهو ما دفعها إلى استمرار عملها من صنعاء بحماية السلطات الأمنية بحكومة الإنقاذ.
ولفت المصدر أن المبعوث الأممي لن يُمانع في أن يكون مكتبه ومقر إقامته في العاصمة صنعاء بالنظر إلى حالة التوتر والانفلات الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات التحالف والموالين لها.


قد يعجبك ايضا