تعز ” منحى الخلافات يتصاعد.. أي طريق سيسلك؟ “
المساء برس : تقرير خاص| تعيش محافظة تعز ، حالة من الغليان والتوتر على خلفية إقتحام مسلحون ” إصلاحيون ” مكتب المحافظ بشركة النفط وسط المدينة .
وبحسب مصاد محلية ” فأن اقتحام مبنى فرع شركة النفط بتعز نفذه مسلحون يقودهم اسامة القردعي، و هو من ضمن المجاميع المنضوية في لواء الصعاليك، الذي يعد عزام فرحان، هو قائده الفعلي”
و عزام فرحان هو نجل القيادي الاصلاحي عبده سالم فرحان، المعين مؤخرا مستشارا لقائد محور تعز، و فرحان المعروف بـ”سالم” هو الحاكم العسكري الإصلاحي لمدينة تعز.
وأضافت المصادر “ان مسلحين ينتشرون منذ مساء أمس الثلاثاء 20 فبرائر في الأحياء القريبة من مبنى شركة النفط، فيما تنتشر أطقم عليها مسلحين في شارع جمال الذي يقع مبنى الشركة في جزئه الغربي.
وتتخذ السلطة المحلية شركة النفظ مقرا لها ،وجاء الإقتحام بعد يوم من اجتماع السلطة المحلية برئاسة المحافظ الجديد أمين محمود ، في إشارة واضحة لتوجه الإصلاح تجاه المحافظ تكشف مخططاته الرامية للدخول في موجة عنف في الايام المقبلة .
في السياق ذاته دان التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بالمحافظة إقتحام مكتب المحافظ من قبل مجاميع إصلاحية ، وجاء في بيان أصدره ليلة أمس ” يدين التنظيم الاعتداء فانه يحذر من استمرار هذه التصرفات التي تسعى الى نشر الفوضى ووضع العراقيل أمام أي جهود يقوم بها محافظ المحافظة والسلطة المحلية بافعال وتصرفات بقدر ماهي لا مسؤولة ولا اخلاقية، فانها خارجة عن القانون”
الاصلاح بدأ بمهاجمة الجنيد منذ الساعات الأولى من تعينيه من قبل هادي ، هذا دفع مراقبون بالقول أن الاصلاح سيفتعل مشاكل في الإيام القادمة ، وقد بدأها يوم أمس ، وسيعمل على التعامل مع الجنيد كما تعامل مع المعمري .
مصادر سياسية في تعز قالت لـ ” المساء برس ” الاصلاح رمى بثقله العسكري والسياسي في المحافظة ، وأصبح مسيطر على أغلب مناطق المدينة ، خشية من تكرار سيناريو المحافظات الجنوبية .
وأضافت المصادر ” حينما أدرك الإصلاح أنه سيخرج من اللعبة ، اراد ان يكون له موطئ قدم حقيقي لاسيما بعد أن قامت الإمارات بواسطة حلفاءها في الداخل بإخراجة من عدن وبداية تقليص نفوذه بمأرب ، ودعم جماعات مناوئة له في المحافظة ، فيحاول سباق الزمن لايجاد مكان له تأثير ، فليس هناك مدينة ستحقق له ذلك سوى تعز .وبحسب المصادر ” أستغل الإصلاح الخلافات بين هادي والإمارات من أجل تعزيز نفوذه داخل المدينة ، حيث أصبح هادي يوجه ضربات سياسية لأبو ظبي عن طريقهم ، وقد بدأها يوم أمس حينما عين عبدة سالم فرحان القيادي الإصلاحي الإول في المحافظة مستشارا لقائد محور تعز ، و هذا قد يكرر سيناريو عدن لكن بإشتباكات أوسع وأكبر بحجم موازين القوى العسكرية للطرفين .
أكدت المصادر ” الإصلاح لن يتخلى عن تعز حتى لو قاتل لأخر رجل ، وليس لديه أي شعور بالمسؤولية حتى لو تحولت حلب أخرى بحسب قولهم .
وتساءل مراقبون كيف سيكون السيناريو في مدينة الإصلاح يمتلك السلاح والمال والافراد أكثر من أي مدينة أخرى ، في مقابله جناح سلفي يمتلك ايضا السلاح والمال والدعم الإماراتي ، هل سيتكرر ماحدث في الجنوب وأصبح الاصلاح خارجا ، ام الإصلاح سيوقف طاحونة الإمارات ، وما هي تكلفة ذلك ، أم هناك سيناريو جديد يحمل شكل مختلف ؟ أسئلة عديدة إجابتها مبهمة حاليا ، الايام القادمة ستجيب عليها في حال أنزلقت الأمور إلى مربع العنف .
بعد أحداث عدن بدأ الإصلاح بحشد مقاتليه ، وبحسب مصادر عسكرية ” فأن الإصلاح اعطى أوامر للمئات من أنصاره للعودة من جبهات البيضاء ونهم والصلو إلى مدينة تعز ، في الوقت الذي بدأ فصيل السلفيين بقيادة ” أبو العباس ” الموالي للإمارات والذي يعتبر خصم الإصلاح في المحافظة ، يتوجس بخصوص حشود الإصلاح ولمواجهة هذا التوجس قام برفع الجاهزية القتالية لأنصاره في الوقت الذي قام بحشد مقاتليه .
يخشى الكثير من تكرار سيناريو عدن ، لاسيما في محافظة عانت ويلات الحرب خلال الثلاث السنوات الماضية ، مع هذا تظل مثل هكذا أمور معلقة بيد تلك القوى التي تمتلك السلاح والمال ولديها مخططات تعمل على تنفيذها ولو كانت على أنقاض مدينة .