القرارات الأخيرة ليست إرضاءً للإصلاح بل تمهيد لصراع ودماء ستسيل قريبا
المساء برس – خاص| لم تكن قرارات هادي الأخيرة إرضاءاً لحزب الإصلاح بقدر ما كانت تمهيداً لمرحلة صراع مقبلة ستشهدها المناطق الشمالية التي فيما يبدو أن دوراً إماراتياً أُريد له أن يكون في المناطق الوسطى وهي تعز والبيضاء وإب وربما شمال شبوة وجنوب غرب مأرب، وهو دور يبدو أن الإماراتيين كتبوه باللون الأحمر.
تعيين قائدين عسكريين محسوبين على حزب الإصلاح في المنطقتين الخامسة والسادسة العسكريتين وتعيين العقيد عبده فرحان علي سالم، مستشاراً لقائد محور تعز، وترقيته إلى رتبة عميد وأيضا تعيين العقيد عبد العزيز دبوان المجيدي، قائداً للواء 170 دفاع جوي، والعقيد عبدالله عبده حمود المخلافي، رئيساً لعمليات اللواء 170 دفاع جوي، بالتزامن مع استمرار تكديس وتجميع العسكريين الموالين لطارق صالح ونقلهم من مناطق الشمال إلى عدن والتواصل معهم فرداً فرداً، هو أمر يثير الاهتمام لكونه يُنبئ بتكديس وتجهيز كتلتين عسكريتين متضادتين سيتم جمعهما في منطقة واحدة.
مستشار قائد محور تعز عبده فرحان والمعروف باسم “سالم”، يُقال بأنه هو المحرك الفعلي لتيار الإصلاح المسلح في تعز بالإضافة لذلك فهو أحد أذرع اللواء علي محسن الأحمر نائب هادي.. وحسب مصادر مطلعة فإن القيادي في الإصلاح “سالم”، كان قبل تعيينه مستشارا متواجد بمحافظة مأرب بهدف توقيع قرارات بمنح 400 عضو في الإصلاح رتبا عسكرية بينها رتب عليا ومعظم هؤلاء يعملون مدرسين وتكشف المصادر ان توجيهات منحهم رتب عسكرية صدرت من علي محسن ذاته ولم تستند لأي مسوغ قانوني يسمح بذلك.
القرارات الأخيرة لم تصدر إلا بموافقة من الإماراتيين وليس من المستبعد أيضاً أن تكون بطلب منهم، وهذا يشير إلى أن الإمارات لا تريد فقط إبعاد الإخوان في اليمن “حزب الإصلاح” عن المشهد السياسي والعسكري فحسب بل تُمهّد للقضاء عليه وعلى قياداته مستخدمة في ذلك القوات التي يتم تشكيلها حالياً في عدن بقيادة طارق صالح والتي سيتم نقلها إلى جبهات شمالية بدءً بالساحل الغربي وامتداداً إلى تعز وربما إب والبيضاء، ولدى الإمارات قوات عسكرية تشبه إلى حد كبير قوات النخبة الشبوانية وقوات الحزام الأمني بعدن تم تجهيزها وتدريبها في دولة إفريقية وحالياً تتواجد في أكثر من معسكر في ريف تعز وهي جاهزة للقتال في الشوارع وتنفيذ الاقتحامات ولا تشارك حالياً بمعارك تعز لأن مهمتها محددة وهي السيطرة على تعز أمنياً كما حدث في عدن، ولن يحدث ذلك إلا بعد معارك بين قوات الإصلاح وقوات طارق تنتهي بالقضاء على أكبر قدر من قيادات الإصلاح، بالتزامن مع حملة اغتيالات تطال رجال دين إصلاحيين.
ويبدو أن الإمارات لن يهدأ لها بال إلا بعد أن تجعل الإصلاح شذر مذر في كل محافظات اليمن، ورغم ذلك لا يزال الحزب يرى أن عدوه الأول هو الحوثي رغم إبداء الأخير عبر قياداته البارزة مؤخراً مواقف مطمئنة تجاه الإصلاح وتأكيد الدعوة أن صنعاء مفتوحة لكل من راجع حساباته وأدرك المخطط، وتحذيرهم بشكل غير مباشر لمشروع الإمارات الرامي لتفتيت وتدمير الإصلاح لكونه القوة الوحيدة الموالية للشرعية والرافضة لتقسيم وتفتيت اليمن.